Home»International»اللعبة الديمقراطية لا يقبلها الشركاء الليبراليون والعلمانيون عندما يكون الشريك الفائز محسوبا على الإسلام

اللعبة الديمقراطية لا يقبلها الشركاء الليبراليون والعلمانيون عندما يكون الشريك الفائز محسوبا على الإسلام

0
Shares
PinterestGoogle+

اللعبة الديمقراطية لا يقبلها الشركاء الليبراليون والعلمانيون عندما يكون الشريك الفائز محسوبا على الإسلام

 

محمد شركي

 

أسقطت تداعيات الربيع العربي أقنعة الأطياف السياسية الليبرالية  والعلمانية  التي طالما تبجحت على الأحزاب السياسية المحسوبة  على الإسلام بالديمقراطية . وبعدما راهنت الشعوب العربية على الإسلام  ، ووضعت ثقتها في الأحزاب المحسوبة عليه في الدول التي عرفت حراكا سلميا أو داميا ، قامت دنيا الأطياف السياسية خاصة الليبرالية والعلمانية ولم تقعد ، وعاد ت من جديد عقدة  الإسلاموفوبيا ، ويتعلق الأمر بالتوجس من مشاركة الإسلاميين في اللعبة الديمقراطية. وحقيقة التوجس أن الأطياف السياسية غير الإسلامية تسوق  لفكرة الخوف من ركوب الإسلاميين الديمقراطية من أجل تكريس الديكتاتورية الدينية . وما يحدث اليوم في مصر من صراع بين المجلس العسكري  المحسوب على الطيف السياسي الليبرالي  باعتبار قادته بما فيهم الرئيس المخلوع وبين الإخوان المسلمين، يؤكد توجس العسكر من الإخوان . والغريب في الأمر أن لعبة الديمقراطية لا تحترم إلا إذا كانت لصالح الأطياف الليبرالية والعلمانية لمجرد أن  الولايات المتحدة وأوروبا الغربية  لا تقبل  شريكا إسلاميا ، وهو ما  حذا بالمجلس العسكري في مصر ، وإلى جانبه الأطياف السياسية الليبرالية والعلمانية لرفض ترشيح رئيس للدولة من حزب الإخوان مع أنهم  أصحاب أغلبية  ـ يا حسرتاه ـ. ومشكلة الأحزاب المحسوبة على الإسلام في الوطن العربي ،والتي حظيت بثقة الشعوب أنها تظهر نوعا من الاستسلام للابتزاز من طرف الأنظمة  والأطياف السياسية  غير الإسلامية  التي تخشى سخط الولايات المتحدة وأوروبا الغربية عليها  إن هي  مكنت الإسلاميين من  مراكز صنع القرار الذي لن يكون أبدا وفق هوى  الغرب . ويبدو خطاب  الحكومات الإسلامية  مع الأطياف السياسية الليبرالية  والعلمانية ، ومع الأنظمة ، ومع الغرب  مشوبا  بالغزل أو العشق  المتكلف بحثا عن  حسن سيرة  تجب  ما قبلها  في أوج  ما يسمى الحرب على الإرهاب . والأطياف السياسية الليبرالية والعلمانية ، والأنظمة ،و الغرب  أحسوا  بنقطة ضعف  هذه الحكومات الإسلامية ، وعمدوا إلى المزيد من الضغط  عليها ، وابتزازها ، حتى أن الأمر بلغ حد اختلاق  المشاكل  خصوصا  في المجالات التي لها علاقة  بالدين من أجل إحراج الحكومات الإسلامية  من قبيل المهرجانات والفنون ، والأحوال الشخصية وزيارات الوفود الصهيونية …  وما إلى ذلك من محرجات الأمور، وكلها مشاكل مختلقة من نفث ونفخ الغرب  بطرق مباشرة ، أوغير مباشرة.

ويبدو أن مؤامرات قد حبكت من طرف الأطياف السياسية الليبرالية والعلمانية المشاركة للحكومات الإسلامية  في بعض البلدان العربية  بغرض عرقلة أداء هذه الحكومات ، فرض شهادة العجز ، وعدم الأهلية والكفاءة  عليها. ويتحدث مراقبون عن إمكانية  تكرار سيناريو العسكر مع الإخوان المسلمين في مصر سنة 1952 . وهذا السيناريو  غير مستبعد لأن الولايات المتحدة  أوروبا الغربية  لا يمكن أن تطمئن  لحكومات الإخوان  مع وجود الكيان الصهيوني المدلل الذي يعتبر خطا أحمر بالنسبة  للأنظمة العربية . والغرب والأنظمة العربية،  ومعهم الأطياف السياسية الليبرالية  والعلمانية  تتحين الفرصة للانقلاب على الحكومات الإسلامية بعد التأكد من أن براكين  الحركات الشعبية العربية قد هدأت  مع تراخي الزمن ، وفتور الحماس . ولقد كان من المتوقع أن تحسب كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية  المتراكمة خلال حكم الأطياف السياسية  غير الإسلامية على الحكومات الإسلامية ، وهو ما سميناه  ذات مرة حكاية الميلود مع النهود  بعدما صارت جلودا . ولقد بلغت الإضرابات في عهد الحكومات الإسلامية أرقاما قياسية حتى بدأ البعض يوجه أصابع الاتهام إلى الحكومات الإسلامية بأنها قد تورطت في إجهاض الحركات الشعبية  العارمة  وأفسدت  الثورات ، وغيرت مسارها الصحيح ، وأنها قد أخمدت عنفوانها لصالح الأنظمة ، ولصالح الأجندة الغربية . والحكومات الإسلامية اليوم  في وضع لا تحسد عليه ، والمؤامرة عليها باتت مكشوفة  وصارخة سواء من طرف الأنظمة  كما هو الحال في  مصر مع المجلس العسكري الذي حل محل النظام النافق ، أو كما هو الحال  في تونس والمغرب  حيث  رفضت الأطياف السياسية غير الإسلامية  هزيمتها في اللعبة الديمقراطية، لأنها كانت لصالح الأحزاب الإسلامية . ومن سخرية  الصدف أن  تتهم الحكومات الإسلامية بأنها  جاءت لتكريس أوضاع الفساد قبل الحراكات العربية  ، وقبل الربيع العربي . ولقد صارت الحكومات الإسلامية كالأيتام في مآدب  لئام الخارج والداخل . وقد تعرف  البلاد العربية  ظواهر خطيرة ، وهزات  قوية  لم تكن في الحسبان بسبب المؤامرات المكشوفة ضد الحكومات الإسلامية ، الشيء الذي سيمكن  للرهان على التطرف الديني  الخطير بعد التضييق على الحكومات الإسلامية  المعتدلة  ، وإجهاضها  لأن الشعوب العربية بعد ربيعها لن تستسيغ العودة إلى ماضي الفساد والإفساد  والانبطاح أمام الأجندة الغربية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *