Home»MRE»أسباب ضعف القراءة بالمغرب

أسباب ضعف القراءة بالمغرب

1
Shares
PinterestGoogle+

نطرح ، في البداية ، أسئلة حول لماذا كانت القراءة في الماضي القريب بالمغرب منتشرة بكثرة مقارنة باليوم ؟ ؟ وهل ساهمت الأحزاب السياسية التقدمية في هذا الانتشار الثقافي ؟؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انخفاض نسبة القراءة وسطمختلف الشرائح الاجتماعية ؟؟؟

لاحظنا ، في السبعينيات والثمانينيات ، بالمغرب أن هواية القراءة كانت منتشرة وسط المواطنين بشكل كبير بحيث أن المقاهي والمكتبات العمومية كان روادها كثر وتراهم وهم منهمكون في قراءة مختلف الكتب فمنهم الباحث ، والطالب ،والموظف ، والمهتم ،والتلميذ يضاف إلى هذا فضاء الجامعات والمعاهد والجمعيات والأحزاب السياسيةوكنا نلاحظ الشباب ، كذلك ، يهتمون بدراسة الموسيقى والرسم والمسرح والكشفية والأندية السسنيمائية بتأطير من أساتذة ومثقفين متطوعين ………

أما عن دور الأحزاب السياسية، فالتنافس الإيديولوجي ساهم في نشر ثقافة سياسية ضمن التسابق للاشتغال وسط مختلف المجالات الثقافية المذكورة سابقا وهو مالا يظهر حاليا بعد عمليات القمع والإقصاء التي مورست ضد السياسيين التقدميين والمواطنين المبدعين………

ومع بداية الثمانينيات ، انتشرت الأفكار الليبرالية التي انفتح المغرب عليها بشكل كبير من حيث الجانب الاقتصادي الضيق وتعمقت الأزمة الاجتماعية فانتشر مصطلح البزنيس وسط مختلف الشرائح الاجتماعية: من البزنيس البسيط إلى الواسع ومن هنا اتسعت رقعة السلوكيات التي سهلت احتقار هواية القراءة حتى أصبحت نسبتها لا تتعدى 0,5في المائة ومن هذه السلوكيات المساهمة في تراجع نسبة القراءة مايلي :

+ ضعف القدرة الشرائية لشرائح اجتماعية كبيرة خاصة الموظفين ورجال التعليم والمأجورين والطلبة الذين انتزعت منهم المنحة التي كانت تساعدهم على اقتناء الكتب

+ تكريس الهوة بين الجامعات والمجتمع المغربي ، وبين المثقفين ومجتمعهم بأشكال متنوعة من الأساليب التي يصعب حصرها في هذه المقالة .

+ انتشار التقليد والمحاكاة بطريقة بدائية لما هو أجنبي …..

+تأثير الأسر الجاهلةعلى أفرادها من حيث سيادة التقليد والخرافة والجهل (أنظر مصطفى حجازي ­_ سيكولوجية الإنسان المقهور : التخلف الإجتماعي- 1984 ) ……………

+ ذهنية العربي التي تبتعد عن العلوم والصنائع ( بن خلدون – المقدمة )…..

+ اختلاط المعلومات الملقنة في المدارس بالأفكار الخرافية التي تعوق مهارة القراءة ……..

+ إشكالية الفهم في دماغ المغربي الذي يفكر بلهجته ويكتب باللغة العربية الفصحى مما يجعل القراءة متعبة خاصة مع انتشار التكنولوجيا المعلوماتية ………

+ قتل الوقت في الملهيات مما أبعد الناس عن حب المطالعة والقراءة … كانتشار عادات الأكل في المنزل والمطاعم على السواء دون الإهتمام بالقراءة ،والعبث ، ومشاهدة التلفزيون إلى درجة الإدمان …..

تلك هي أسباب ابتعاد المجتمع المغربي عن القراءة كأداة لتكوين الشخصية وزرع القيم الأخلاقية واكتساب منهجية لمعالجة الكم الهائل من المعلومات والأخبار التي يستقبلها دماغ المغربي كل يوم في زمن التكنولوجيا الرديء .

وليس معنى هذا أن المجتمع المغربي كله على هذه الوضعية بل لا زال هناك من يهتم بالقراءة والبحث وتتبع الأنشطة الثقافية وغيرها على الرغم من النسبة الضئيلة لهذه الشريحة من المجتمع .

علي سحماوي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *