Home»National»حكومة أشخاص أم حكومة أحزاب أم حكومة شعب ؟

حكومة أشخاص أم حكومة أحزاب أم حكومة شعب ؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

حكومة أشخاص أم حكومة أحزاب أم حكومة شعب  ؟

محمد شركي

لما كانت العادة عندنا أن الحكومات تنسب للأحزاب ، وتحديدا لبعض الأشخاص في الأحزاب لا زال الحديث كما كان عندنا دائما عن الأشخاص لا عن شعب يقرر مصير الحكومة ، ومصير هؤلاء الأشخاص . فالنعت المتداول اليوم في وسائل الإعلام الوطنية هو نعت الحكومة الجديدة بحكومة بنكيران  ليس من باب تسمية الحكومة برئيسها فقط ، بل باعتقاد راسخ مفاده أن الحكومات عندنا ملك لأشخاص يتناوبون  عليها ، وليست ملكا لشعب يختار من يدبر أمره . ومن السخرية أن  تطالعنا وسائل إعلام  وطنية عن حركات تمرد  بين مجموعة من برلمانيي  حزب اختار المشاركة في الحكومة الجديدة بسبب خلاف داخلي لهذا الحزب حول ترشيح أسماء  لتكون ضمن الحكومة الجديدة . والمثير للسخرية أن هذه المجموعة من البرلمانيين ـ يا حسرتاه ـ لا زالت تعتقد أن الحكومة ملك أشخاص ، وليست اختيار شعب . فلقد صوت الشعب المغربي لاختيار حكومة بعينها كما أفرزت ذلك صناديق الاقتراع . والشعب المغربي على درجة عالية من الوعي، خلاف ما يظن بعض الذين يعتقدون بأنفسهم الخبرة ، والدراية ، وبالشعب الغباء والتخلف. ولقد سبق للشعب المغربي أن  صدق من قبل أحزابا سابقة  كانت المسافة بين أقوالها وأفعالها  مسافة سنوات ضوئية  ، وجربها ، وأوصلها إلى الباب كما  اعتاد أن يوصل  الكذاب إلى الباب على الطريقة المغربية  الذكية التي تقطع حبال الكذب . وتجريب الشعب المغربي لأحزاب الأقوال دون الأفعال  جاء على خلفية مسرحيات ما يسمى أحزاب المخزن التي كانت تولد بين عشية وضحاها ، وتصير ذات أغلبية مكذوبة مغشوشة من أجل أن تحول دون حكم الشعب لنفسه بنفسه ، وليظل المغرب على حاله تنسب حكوماته لأشخاص ، كما تنسب الضيعات الخاصة  لملاكها . والشعب المغربي بذكائه المتميز جرب كل أنواع الكذب من أحزاب المخزن ، ومن أحزاب النضال المغشوش الذي تبين في نهاية المطاف أنها أشد فسادا من أحزاب المخزن. واليوم إذا ما راهن الشعب على حكومة محسوبة على الإسلام ، فهذا يعني أن الشعب فقد الثقة في الحكومات السابقة التي كانت لها خلفيات غير إسلامية ، وهي خلفيات لم تمنعها من التورط في الفساد بكل أشكاله ، ولا نحتاج إلى شواهد ودلائل فالحكايات عن فسادها تروى يوميا على كل لسان. والشعب المغربي لما صوت على حزب محسوب على الإسلام إنما تعلق بأمل هذا الإسلام ، ولم يتعلق بأشخاص . وقد عول على ربه سبحانه ، ولم يعول على الكلام ، لأن الكلام هو مطية كل الأحزاب من أجل الوصول إلى الحكومة ، ولكن بعد الوصول إلى الحكومة يصير الكلام نقيض الفعال . فالحكومة الجديدة هي حكومة شعب  قال كلمته التي يجب أن تحترم ، ولا مبرر للحديث عن حكومة فلان أو فلتان ، أو عن تمرد داخل البرلمان لأن فلان أو فلتان لم  يستدع للوزارة ، فغضب من أجل ذلك . وما أظن الذي غضب لأجل ذلك سوى انتهازي يريد أن يصل إلى الوزارة  ليكرر سيناريو من مر قبله من الذين اغتنوا غنى الفساد على حساب مصالح الشعب. فالذين التحقوا بالحكومة من غير الحزب الفائز بالأغلبية إنما فعلوا ذلك اضطرارا واحتراما وتقديرا لإرادة الشعب ، وللعبة الديمقراطية  التي تتبجح بها أحزاب النضال المغشوش، والتي اختارت  في النهاية أن تقف  ضد إرادة الشعب مع الأحزاب المفبركة المغشوشة خصيصا من أجل الالتفاف على إرادة الشعب . فأحزاب النضال المغشوش لا تعترف بالشعب إلا إذا أعطاها أصواته ، ولكنه إذا ما مال إلى اختيار غيرها بعدما جربها ، وتأكد من فسادها عمدت إلى تسفيه اختياره من خلال النيل من الطرف الذي وقع عليه الاختيار. ولقد أراد الشعب اختبار حزب محسوب على الإسلام ،فعلى الجميع أن يحترم إرادته ، وأن ينسب الحكومة الجديدة لهذا الشعب حتى يتبين أنها ليست حكومة شعب بل حكومة شخص بعينه كما كانت الحكومات منذ فجر الاستقلال. وعلى  الأحزاب سواء أحزاب النضال المغشوش ، أو أحزاب المخزن المطبوخة ، وحالها لا يخفى على أحد ، أو الأحزاب التي اضطرت للمشاركة في الحكومة بسبب أغلبية الحزب المحسوب على الإسلام ،والذي أوصله الشعب إلى المحك ليجربه ، أو ليوصله إلى الباب قصد امتحانه ، كما فعل مع الأحزاب الكاذبة من قبل ، والتي تأكد من فسادها ، وهو فساد لا ينفع معه إصلاح ،لأن ما أفسده الدهر لا يصلحه حداد ، على كل هذه الأحزاب مختلفة أو متفقة أن تنسب الحكومة حاليا  للشعب حتى يتبرأ الشعب منها إذا ما ثبت من يدعو لذلك ، كما تبرأ من سابقاتها إن هي أعادت سيناريوهات الفساد السابقة  ، وصارت في حكم ما يملك من ضياع  وعقار كما كان الحال قبل أن يجرب الشعب آخر  نموذج حزبي ينتسب للإسلام . والشعب المغربي شعب مسلم من خدعه بالله انخدع له ، ولكنه لا يمكن أن يلدغ من جحر مرتين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.