Home»National»ما أشبه حكاية أحزاب المعارضة بحكاية من لا غنم له ولا زوجة

ما أشبه حكاية أحزاب المعارضة بحكاية من لا غنم له ولا زوجة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ما أشبه  حكاية أحزاب المعارضة بحكاية من لا غنم له ولا زوجة

محمد شركي

 الذاكرة الشعبية المغربية غنية بالحكم ، فمن حكمها السائرة حكاية من لا غنم ، ولا زوجة له، ولكنه عندما يتحدث أصحاب قطعان الأغنام  عن الذبح، وأصحاب الأزواج عن الضرب  يكون أول من ينحر غنمه ، ويؤدب زوجته ، لهذا يقال :  » من لا غنم له ذباح  ، ومن لا زوجة له سواط ـ بصيغتي مبالغة ـ  للدلالة على طول لسانه وضيق ذات يده. تابع المغاربة برنامجا واجه فيه مخرجه بين ممثلين للحكومة الجديدة  ، وبين ممثلين للمعارضة . وكان من المفروض أن يكون لقاء جس النبض كما يقال ،إلا أنه تحول إلى معارضة سخيفة في أول يوم من أيام الحكومة الجديدة . والغريب أن  دولا عظمى كالولايات المتحدة ، أمهلت الحكومة المغربية  الجديدة 100 يوم من أجل أن تسجل أول ملاحظاتها ، بينما المعارضة عندنا بدأت  في أول يوم من الأيام المائة ،لأنها تعاني من فائض المعارضة ، والتي هي معارضة من أجل المعارضة . والشعب المغربي يعلم  جيدا كيف بذلت هذه المعارضة قصارى جهودها  من أجل أن لا تعرف الحكومة الجديدة  النور ، وقد ألبت عليها الشركاء المنخرطين ، واعتمدت كل أساليب  المكر والخداع من أجل إثبات أن الحزب المحسوب على الإسلام لا يمكنه أن  يكون حكومة أبدا . وتمنت  هذه المعارضة من صميم قلبها لو أن هذه الحكومة فشلت ليتحقق حلمها . تابعت البرنامج وأنا أستغرب تصريحات  المعارضة التي غلب عليها  التشكيك في قدرة الحكومة الجديدة على تدبير الشأن المغربي . والغريب أن هذه المعارضة كان زمام الأمور بيدها من قبل ، وكان تدبيرها السيء  هو سبب  الربيع المغربي  حيث أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية. ولما كانت في التدبير كانت تصنع من الحبة قبة  ، ولكن لما صارت الأمور إلى غيرها  تحولت القبة إلى حبة  في لمح البصر. و لقد بدا منظر المعارضة في هذا البرنامج سخيفا  مقرفا ،حيث خلطت المعارضة بين الابتسامات الصفراء الساخرة من ممثلي الحكومة الجديدة ،وهم يطرحون وجهات نظرهم الخاصة بالتدبير ، وبين الحسد الأسود الذي كان يقطر  كالسم الزعاف . ولقد علمنا الله عز وجل أن نتعوذ به من شر حاسد إذا حسد ، لأن الحاسد لا شيء عنده سوى الشر  المستطير.

وكنت أنتظر من ممثلي الحكومة الجديدة أن يزيدوا من تنغيص  هذه المعارضة  وذلك من خلال الحديث عن فتح ملفات الفساد المستشري يوم كانت  المعارضة تدير دفة الحكم. وتحدثت المعارضة عن الوضع الاقتصادي العالمي  الصعب ، وعن الأزمة الاقتصادية الخانقة  في معرض السخرية بالحكومة الجديدة  والنكاية بها ، والتي ورثت  مغربا  بأزمته الاقتصادية الخاصة إلى جانب الأزمة الاقتصادية العالمية المؤثرة في كل دول العالم . وفتح ملفات المحاسبة  الجادة مع وزراء أحزاب المعارضة كفيل بالكشف عن أسرار  الأزمة الاقتصادية المغربية ، قبل ربطها بالأزمة الاقتصادية العالمية . وبدا ممثلو المعارضة في هذا البرنامج  بوجوه لا توجد فيها ذرة من حياء ، وهم يتناوبون على الكلمة ، ويتشبثون بها ، بل ويستبدون بها  من أجل منع ممثلي الحكومة من الحديث عن مشاريع تدبيرهم . وقد رفعوا سقف المعارضة قبل أن يتم تسليم السلط بين الحكومة المنتهية ، والحكومة الجديدة ، بل زببت معارضتهم ولما تحصرم . وهذا نموذج المعارضة المنتظرة  مستقبلا . فلا ينتظر من المعارضة الحاسدة بتعبير دقيق إلا الشر المستطير . ولن ترضى  المعارضة عن الحكومة الجديدة مهما فعلت ، ومن المنتظر أن تتحول حتى إنجازات الحكومة الجديدة إلى  مثالب . أما العثرات فلن  تغفرها المعارضة ، ومن المنتظر أيضا أن  تصير كبائر لا تغفرها  حتى الكفارات.

فعلى الحكومة الجديدة أن تستعد لشر حاسد إذا حسد ، وتتعوذ بالله عز وجل منه  ،خصوصا عندما يكون الحاسد بلا قيم  تضبطه ، بل قيمه الكراهية والحسد  لكل ما له علاقة  بالدين تماشيا مع مرجعياته غير الدينية ، والتي لا يملك الشجاعة للكشف عنها صراحة في بلد دينه الإسلام ،بل يموه عليها  بادعاء الانتساب للدين  نفاقا مع إضمار الشر المستطير له ، ولمن ينتسب إليه . فلو أن الحكومة الجديدة انتسبت لغير الإسلام ،لكان موقف المعارضة اللادينية  ـ نقولها بصراحة ـ غير ما هو عليه اليوم . فستلقى حكومة محسوبة على الإسلام أذى كثيرا خصوصا إذا ما وفقها الله عز وجل لحل بعض مشاكل البلاد . وعليها أن تمضي في مشاريع الإصلاح لا تبالي بالنقد التافه  ، والمعارضة من أجل المعارضة ، أو معارضة عين السخط التي لا تبدي إلا المساوىء .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. فريد جلال
    06/01/2012 at 23:15

    صدقت و الله .;صدق المثل القائل القافلة تسير و الكلاب تنبح. مع كل احترامي للقراء فالمثل جاء على هذه الشاكلة .

  2. متتبع للشأن السياسي
    08/01/2012 at 13:01

    لقد أثلجت صدورنا بهذا المقال الحق فقد أبدعت في وصف المعارضة وأنا جد مطمئن على المستقبل إذا كان في البلد أناس موضوعيين مثلك رغم أنهم لا ينتمون تنظيميا للعدالة والتنمية فبأمثالك يا أستاذ من يمكن أن يكون منصفا وهذا هو الصدق الحقيقي الذي نحتاجه فنحتاج إلى من يقول للحكومة قد أخطأت هنا ويقول للمعارضة لا مجال للمزايدة وقد لا يجب

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.