Home»National»شتان بين إدانة التعصب للجهات والمطالبة بالحقوق

شتان بين إدانة التعصب للجهات والمطالبة بالحقوق

0
Shares
PinterestGoogle+

 

كرد على مقال السيد رشيد أوجطو تحت عنوان :  » تعصب للجهات أم مطالبة  بالحقوق  » وهو رد على مقالي السابق :  » التعصب للجهات استخفاف بالوطن  » أقول بداية  إنه من أدب الحوار الجاد والهادف تنكب تحميل كلام الغير أكثر أو أقل من قصده ، وكذا تجنب  استعمال العبارات  الدالة على التخطئة لأن الأصل في وجهات النظر الاختلاف ، والاختلاف في الرأي لا يقتضي  بالضرورة أن تكون وجهة نظر خاطئة وغيرها مصيب بل لكل وجهة نظر خلفية ، واختلاف وجهات النظر يعني اختلاف الخلفيات ، والخلفيات لا يصح فيها  معيار الخطأ والصواب لأنها تصدر عن قناعات . ولقد كانت وجهة نظري في المقال السابق صادرة عن خلفية مفادها التنبيه إلى النفخ في الانتماءات الطائفية والعرقية على حساب الانتماء للوطن بشكل ينطبق عليه القول المشهور:  » حق يراد به باطل  » . ولم يكن قصدي أبدا طرح قضية مطالبة الجهات بحقوقها لهذا أعتقد أن السيد رشيد أوجطو أراد في الحقيقة تمرير خطاب يتضمن حاجة في نفس يعقوب على حساب  مقالي الذي جاء لهدف واضح وهو الدفاع عن الانتماء للوطن في مواجهة  تعصب البعض للجهات. والسيد رشيد نفسه لم ينكر في مقاله وجود أصحاب النوايا السيئة إلى جانب أصحاب النوايا الحسنة  فيما يتعلق بالحديث عن الجهات، وهذا من باب شهد شاهد من أهلها. وإذا ما كان السيد رشيد يتنكر للاستعلاء  فإنه لم يتردد في  نسبة المغالطات لمقالي  في فاتحة مقاله حيث سمح لنفسه باستعمال القلم الأحمر لتصويب وجهة نظري. ولن أرد على وصفه لمقالي بوصف شبيه بل أقول من حقه أن يعبر عن وجهة نظره التي تحتمل الصواب والخطأ ولست  أدعي ولا أزعم  امتلاك قلم أحمر لتصحيح مقاله كما زعم وادعى . وأعتقد أن مقال السيد رشيد هو محاولة لفت الأنظار إلى مظلمة الريف ، أو تحديدا هو الدفاع عن قضية التعصب للريف وتبريره باعتباره ردة فعل على ما سماه الدولة المركزية وكــأن الريف دولة داخل الدولة المركزية وليس مجرد جزء من وطن . والسيد رشيد عوض استعمال مفهوم التنوع الثقافي استعمل مفهوم التفاوت لأنه بطبيعة الحال صاحب أطروحة مظلمة  ذلك أن التفاوت  يعني التفاضل بينما التعدد يفيد التكامل. والسيد رشيد غاضب من التقسيم الإداري وتحديدا من  الجهة الثانية التي تشمل الشرق والريف ، وهو يريد ريفا خالصا دون شوائب من قبيل الشرق أو غيره ، وهذا لعمري هو النفخ في العصبية القبلية المنتنة التي نهينا شرعا عن الدعوة إليها . وأنا أسأل السيد رشيد  هل التنوع الثقافي بين الشرق والريف  عبارة عن شيء إيجابي أم أنه عكس ذلك ؟ أليس الأمر كما قال شاعر الكنانة :  » يميني في يمينك كم تساوي ؟  » لماذا يحاول السيد رشيد  أن يجعل الريف متنكرا للشرق في التقسيم الإداري ؟ وهل الريف وحده هو الذي عاش زمن الرصاص ؟ وهل الشرق هو الذي مارس سياسة الرصاص على الريف ؟  وهل التعدد الثقافي على حد تعبير السيد رشيد هو استعداء يؤجج النعرات الطائفية والعنصرية ؟ أليس التعدد الثقافي تكامل  يغني الهوية الوطنية ؟  ليس الريف يا سيد  رشيد وحده الذي هاجر أبناؤه نحو أوروبا  بل كل مناطق المغرب حتى صارت  كل دولة من دول أوروبا  تعرف نوعا خاصا من الهجرة المغربية  لأن سنوات الرصاص كانت رصاصا بالنسبة لكل الشعب المغربي ، وطلب لقمة العيش كان هم كل المغاربة لهذا اضطروا جميعا للهجرة ، و لهذا إذا صح مثال الريف الذي ساقه السيد رشيد فإن   أمثلة الشرق والغرب والجنوب تصح أيضا فيما يخص الهجرة نحو الخارج أو المعاناة من أساليب  التدبير خلال سنوات الرصاص . ولا أجيز السيد رشيد في عبارة  « الريفوفوبيا  » لأن ظاهرها التظلم وباطنها الاستعلاء  فليس في المغرب ريفوفوبيا  وشرقوفوبيا وجنوبوفوبيا وغربوفوبيا  بل فيه  توجس أسلوب سياسة سنوات الرصاص من مطالبة الشعب المغربي بحقوقه الكاملة غير منقوصة  وبكرامته ، ولا فضل في هذه المطالبة لريف على شرق ، ولا لشرق على غرب ، ولا لغرب على جنوب . ولا تتفاوت مناطق المغرب استراتيجيا لأن موقع المغرب كله استراتجي ، لهذا لن يكون موقع الريف وحده هو الاستراتيجي بل كل الجهات كذلك وأعتقد أن القول باستراتيجية جهة دون أخرى هو المغالطة عينها التي لفقها السيد رشيد لمقالي  ، وهي التعبير الاستعلائي الصريح الذي ينفيه السيد رشيد عن نفسه. أما الفيدرالية التي  يريدها السيد رشيد فلا تناسب الحيز الجغرافي المتواضع للمغرب قياسا مع دول الفيدراليات  الكبري ، ولا تناسب الإمكانات المتواضعة لجهات المغرب في ظل التوزيع العشوائي للأنشطة الاقتصادية التي تركزت في جهة الغرب  اسمرارا لتقليد استعماري كان يهدف إلى تسهيل نقل الخيرات إلى بلاده . ولعل السيد رشيد المعجب  بالفيدرالية  في البلدان التي تعرف الديمقراطية الحقيقية نسي أو تناسى ابتلاع  بعض هذه البلاد لثقافات إنسانية كثقافة الهنود الحمر وثقافة الأفارقة ، ونسي أو تناسى ابتلاعها لثقافة جالياتنا فيها بسبب اسم  ما سمي الخماروفوبيا  واللحيتوفوبيا والصلاتوفوبيا و الرأس الأسودوفوبيا …. إنها الديمقراطيات  المبهرجة التي تضلل الأغرار ولا تنطلي حيلها على الأكياس. ولا أحد يكره السيد رشيد على التحدث بلغة غير لغته ، ودسترة الأمازيغية مع العربية مع الحسانية دون أقصاء  حتى عبرية الأقلية  اليهودية لا يعني بالضرورة بداية النعرات بل أعتقده جرا للبساط من تحت أقدام الذين كانوا يسوقون  للمظالم اللغوية في المغرب ذلك أن كل المغاربة  أصبح من حقهم التحدث بلغاتهم  المتنوعة  والمتكاملة والتي لا يستعلي بعضها على بعض  بل يكمل بعضها بعضا كما هو الشأن في كل  بلاد العالم التي تعرف التنوع والتعدد اللغوي . ولا أحد  يرغم السيد رشيد على التطابق معه بل ستظل بصمات كل المغاربة  الثقافية متنوعة مع أنهم شعب واحد يوحده  وطن واحد غني بتنوع تضاريسه الطبيعية وبجغرافيته البشرية . وأرجو ألا يكون المتعصبون للعرق والجنس واللغة قد فقدوا مبررات مظلمتهم مما يضطرهم للبحث عن مبررات أخرى لتستمر هذه المظلمة لأن استمرارها يحقق  حاجة في نفس يعقوب .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *