Home»National»هل للحوار والنقاش الديموقراطي قواعد وضوابط ؟

هل للحوار والنقاش الديموقراطي قواعد وضوابط ؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

إن مفهوم الديموقراطية مفهوم شامل يجمع في طياته الكثير من المصطلحات والعبارات المتداولة عالميا كحرية التجمع ،حرية التعبير الفردية والجماعية، العدالة الاجتماعية، المشاركة في اتخاذ القرارات، احترام الاقلية لراي الاغلبية دون اقصاء الاقلية، محاربة اشكال العنصرية ،حقوق الانسان الى غير ذلك.

انها مصطلحات وعناوين حميدة تتردد على شفاه جميع الناس في بقاع الدنيا والكل يتحرك ويناضل حسب مستواه لتحقيق ولو جزء يسير منها بما يحفظ انسانيته وكرامته ،وسأركز في هذا المقال المتواضع على عنصر حساس جدا اعتبره العمود الفقري لكل العناصر المشكلة لهذه الديموقراطية وتفرعاتها واقصد به قواعد وضوابط الحوار والنقاش الديموقراطي وشروطه لان تحقيق الديموقراطية بعناصرها الاخرى لن يتأتى طبعا الا عبر مرورها بنقاش او حوار بين الافراد او الجماعات الساعية لتحقيق هدف ما مرتبط بموضوع ما، لان الله سبحانه وتعالى كرم الانسان بالعقل ولم يفرق بين المؤمن والكافر ،فبعقله والتعبير بلسانه واشاراته يمكنه ان يتواصل مع غيره لإقناعه او الاقتناع به وبالتالي التعامل والتعاون معه، وقد يبدا مع نفسه يحاورها ويناقشها وقد يقنعها للعدول عن كثير من الافعال كان يعتزم القيام بها او المضي قدما لتحقيقها، لتتسع بعد ذلك دائرة الحوار والنقاش بين فردين قد يكونا اخوين او صديقين ،مرورا بالأسرة خلية المجتمع ،الى المدرسة ،الى الجمعيات والهيئات والتنظيمات ،وصولا الى المجتمع او الامة برمتها.

وعليه اذا سلمنا بان وسيلة الحوار والنقاش لا مناص منها لتحقيق قدر من الديموقراطية بين الافراد والجماعات وعنصر لا مفر منه لتحقيق الهدف او الاهداف المتوخاة وكثيرا ما نتجاهله بقصد أو غير قصد فهل لهذه الوسيلة قواعدها وضوابطها التي يجب على المتحاورين الالتزام بها؟

اقول نعم بل يجب وضعها قبل البدء في اي حوار او نقاش وقد تختلف في عدد شروطها حسب الموضوع المطروح وحدته والمناسبة والظروف المحيطة به والفئة او الفئات المستهدفة الى غير ذلك، ولا باس ان أشير لبعضها وليس لكلها لعلها تفتح هي الاخرى نقاشا يأسس لا رضية ننطلق منها جميعا اثناء لقاءاتنا وتواصلنا:

1- قبول الطرفين او الاطراف بمبدأ الحوار كأساس للتفاهم,

2- وجوب احترام الطرفين أو الاطراف المتحاورة لبعضها البعض، وتجنب المس بكرامتهم الانسانية والاخلاقية كالتجريح اللفظي او العنف الجسدي وكل ما يوحي بذلك,

3- تغليب المصلحة العامة على مصلحتهم الخاصة وذلك بالبحث عن نقط الالتقاء للتنافس حولها وتاجيل نقط الاختلاف لمواعيد اخرى قصد التمحيص فيها.

4- التزام الطرفين بالمناقشة والحوار في صميم الموضوع وعدم الخروج الى مواضيع فرعية لاجل الهروب او التمويه.

5- الالتزام بالإنصات وعدم المقاطعة أو التشويش اثناء الحوار او النقاش.

6- الانضباط بمواعيد اللقاءات والظروف التنظيمية المحيطة بها حفاظا على النظام.

7- تجنب الصخب والحركات والاشارات الزائدة عن اللزوم سواء كانت فردية او جماعية لاثارة الانتباه.

8- الالتزام بعدم اللجوء الى كل اشكال الاستفزاز للضغط على الطرف الاخر او التشويش عليه مهما كانت الاسباب الدافعة لذلك.

9- الاقناع والاقتناع بالحجج الثابتة المرتكزة على اكبر عدد من المصادر الموثوقة المشهودة لها بالمصداقية والنزاهة وتجنب الاشاعات.

10- اللجوء الى التصويت او الاجماع اذا كان الامر يتطلب ذلك مع احترام نتائجه والالتزام بها,

11- عدم احتقار المتحاورين بعضهم البعض بسبب مستواهم الثقافي او العلمي او المهني وغير ذلك.

12- ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وهكذا

من خلال هذا الجرد البسيط لبعض مواصفات الحوار والنقاش الديموقراطي دون الاخذ بعين الاعتبار اهمية ترتيبها يبدو للوهلة الاولى انها امور طبيعية وبديهية وقد نجتهد اكثر لا ضافة عناصر اخرى من شانها اثراء هذا الحوار او النقاش ولكن تقييم مدى صلاحيتها ومفعولها لا يمكن الحكم عليها الا اثناء الممارسة الفعلية قبل واثناء وبعد انتهاء الحوار او النقاش .

والسؤال العريض الذي يطرح نفسه هل فكرنا جميعا اثناء اجتماعاتنا وتجمعاتنا ولقاءاتنا المختلفة في تقييم الاسلوب والشروط التي وضعناها قبل ان نفكر في نتائج ومكاسب الموضوع المطروح للحوار او النقاش؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.