Home»National»التعصب للجهات استخفاف بالانتماء للوطن

التعصب للجهات استخفاف بالانتماء للوطن

0
Shares
PinterestGoogle+

استغلت بعض الأطراف المتعصبة للانتماءات الجهوية الحراك الوطني للنفخ في عصبيات مجانية لا مبرر لها . فالحراك الوطني كان نتيجة رغبة كل المغاربة في التغيير والإصلاح إلا أن بعض الأطراف المتعصبة للجهات أبت إلا أن تجعل منه مكسبها الخاص ، و مطيتها التي وتركبها وتستغلها من أجل شرعنة تعصبها الأرعن الذي يعتبر استخفافا بالانتماء للوطن . فإذا كان المغاربة شعب واحد وكلهم سواسية في الحقوق والواجبات ، فإن التعصب للجهات يعكس نظرة غرور واستعلاء المتعصبين لهذه الجهات على حساب الانتماء الوطني . فما معنى الجهر بالانتساب إلى جهة من الجهات الأربع شمال أو جنوب أو شرق أو غرب مع وجود بطاقة وطنية واحدة وموحدة تحيل على الانتماء الوطني ؟ ومن المعلوم أن ظاهرة النفخ في العصبيات الجهوية من شأنها أن تؤثر سلبا على اللحمة الوطنية . ولعل الأطراف المسوقة لهذه العصبيات تستهدف هذه اللحمة لأن من شأن النافخ في عصبية من العصبيات أن يستفز غيره ، ويجعله بدوره يلجأ إلى التعصب المضاد ،وهو ما يعني الدعوة الصريحة إلى التسيب والفوضى . إنه لا وجود لأبناء ريف وأبناء صحراء وأبناء شرق وأبناء غرب ، ولا وجود لداخلية أو خارجية فالكل مغاربة ولا مبرر للتفاضل بين أبناء الشعب الواحد إلا بالعمل من أجل رفاهية وتقدم الوطن الواحد . إن الذين ينفخون في النعرات شأنهم كشأن من يركب سفينة تمخر عباب البحر مع غيره ، ويحاول خرقها ليغرقها ناسيا أنه من ركابها ، وأن الغرق لا يميز بين غريق وآخر . فعلى الذين يجاهرون بالانتماء إلى هذه الجهة أو تلك بزهو وافتخار أن يراجعوا أنفسهم ، وأن يخجلوا من سلوك أقل ما يقال عنه أنه صبياني .

ومن أراد أن يرفع شعارا فليكن شعاره وطنيا لا جهويا ، ومن أراد أن يتعصب فليتعصب للانتماء الوطني لأن النهضة الوطنية هي بالضرورة نهضة الجهات . ومعلوم أن الوطن الواحد يحتضن اللغات والثقافات ويوقف بينها ويصهرها في بوتقة واحدة. والوطن الواحد لا يمكن أن يفضل لغة على لغة ، ولا ثقافة على ثقافة. والتنوع والتعدد يعني التكامل ولا يعني التغالب ولا مجال للتفاضل بين المتنوع والمتعدد داخل الوطن الواحد . الأمازيغية لغتنا والعربية لغتنا والحسانية لغتنا ، ومختلف الثقافات لمستعملي هذه اللغات ثقافاتنا جميعا ، ونحن أمة واحدة لنا إله واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة ووطن واحد. فعلى المتعصبين التعصب الأعمى للتضاريس المتنوعة لوطن واحد أن يخجلوا من أنفسهم فالجبال والسهول والنجود والصحراء تضاريس وطن واحد ولا فضل لجبل على سهل أو لصحراء على نجد . و لا مبرر للعظامية في وطن في أمس الحاجة إلى عصامية من أجل أن يتبوأ مكانته بين الأمم. وليعلم المتعصبون أن التعبير بهذا اللسان أو ذاك لن يغير شيئا من طبيعة المسميات ، ولن تفقد أو تزيد اللفظة من دلالتها في هذا اللسان أو ذاك . فلفظة مغربي باللسان العربي أو الأمازيغي أو الحساني هي نفس اللفظة ، ولكن الذي يتعصب لغيرها متعاليا عليها يفقد هويته الوطنية ، وإذا ما التمس العزة في غيرها لحقه الذل أبد الدهر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *