Home»International»الإعلام الإنساني التركي الباني باللسان العربي مجلة حراء نموذجا

الإعلام الإنساني التركي الباني باللسان العربي مجلة حراء نموذجا

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الإعلام الإنساني التركي الباني باللسان العربي مجلة حراء نموذجا

محمد شركي
زار مؤخرا مدينة الألفية وحاضرة زيري بن عطية وفد إعلامي تركي يرأسه مدير مجلة حراء الأستاذ نوزاد صواش. وقد ألقى مدير هذه المجلة محاضرات في كل من مركز الدراسات والبحوث الإنسانية ، وجمعية النبراس الثقافية للتعريف بالمجلة ، وهي مجلة علمية فكرية ثقافية فصلية تصدر شهريا في اسطنبول  وقد أطفأت ست شموع لست سنوات من عمرها. والمجلة من النوع الوازن لأنها  تضع صفحاتها رهن إشارة أعلام الفكر والمعرفة عربا وعجما ، وهي بذلك إنسانية التوجه تتجاوز حدود الرقع الجغرافية الضيقة بقيود القوميات. فعندما يتصفح المرء صفحات هذه المجلة يجدها عالمية الاتجاه تعالج الفكر الإنساني الرحب الآفاق . وهذه المجلة باتجاهها الكوني تنقلنا إلى رحاب الإمبراطورية الإسلامية لآل عثمان التي قادت العالم لقرون معتمدة إلى المشروع الحضاري الإسلامي الذي يصهر بني آدم في بوتقة إنسانية واحدة دون أن يلغي  اختلاف الثقافات والأعراف التي هي آية من آيات الخالق جل في علاه. ومجلة حراء ـ واسم حراء رمز انطلاق الوحي العالمي إلى كل الآفاق ـ الصادرة بلسان الوحي تعكس مدى تجذر الإيمان في الأمة التركية  التي لم تغير المؤامرات الغربية من إيمانها الراسخ برسالة الإنسانية . وفي الوقت الذي نجد الأمة التركية  تصدر المجلات بلغة القرآن الكريم نستغرب الدعوات العصبية الجاهدة لإقصاء اللغة العربية من أجل الحيلولة دون وصول المسلمين من مختلف الأعراق إلى كتاب الله عز وجل والنهل منه من أجل إخراج البشرية من مشاريع حضارية عرقية إلى مشروع حضاري إنساني فوق كل الأعراق. لقد اجتهد الأشقاء الأتراك في خدمة اللغة العربية لغة الإنسانية قاطبة ، واجتهد غيرهم في إقصائها مع أن هذا الغير يرى بأم عينه ويسمع بصماخ أذنه الغرب ينادي بعالمية لغاته دون أن يخجل من ذلك مع أنها لغات ذات حمولات عرقية لا ترقى إلى حمولة اللغة العربية الإنسانية. ولقد كان الاحتكاك التركي بالعالم  العربي احتكاكا حضاريا إلا أن المستعمر الغربي ألقى في روع أبناء الوطن العربي بأن الأمة التركية أمة احتلال وحرض عليها لإسقاطها من أجل إسقاط المشروع الحضاري الإنساني الإسلامي.

 

ومع شديد الأسف وبالغ الأسى والحزن استجاب العرب للغرب الماكر بعدما ركب استعدادهم للنازع العرقي ، وهو استعداد نبذه الإسلام الداعي إلى الإنسانية عوض العرقية ، وخرجوا من دائرة حضارة إنسانية لا زالت آثارها قائمة فوق التراب التركي وغير التراب التركي إلى دائرة حضارة غربية عرقية أنانية حاقدة على كل الحضارات راغبة في عولمة نموذجها على حساب غيرها من الحضارات. وكانت النتيجة هي الوقوع تحت احتلال الغرب الغاصب الذي وسع الهوة بين العرب وهويتهم الحضارية الإنسانية الإسلامية . وفقد العرب حسهم بالهوية ولا زالوا يسيرون خلف غيرهم ويلجون خلفه جحر الضب المنتن الذي حذرهم منه رسول الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . ولا زال في بني يعرب من يراهن على حضارة الغرب العرقية موليا قفاه لحضارة الإسلام الإنسانية لأنه لم يفق بعد من سكر وإغماء الانبهار بالغرب الماكر الذي يسوق له الشعارات الفارغة من قبيل المجتمع الدولي ، وما هو بمجتمع دولي إن هو إلا مجتمعات عرقية غالبة تسوق المغلوبين سوق النعم . ولا زال أبناء عمومة العرب من الأمازيغ تنطلي عليهم حيل هذا الغرب الماكر وهم يندفعون نحو التقارب مع الغرب على حساب التنكر للهوية  الحضارية الإنسانية الإسلامية التي لا يمكن أن تقاس باللغات واللهجات لأن هذه الحضارة  تقوم على أساس اختلاف الألوان والألسنة التي لا يمكن أن تحول دون وحدة الإيمان بالإنسانية بعيدا عن ضيق أفق العرقية والعصبية . ولقد غزتنا الحكمة  التركية من جديد كما غزتنا من قبل بحضارة إنسانية لا بحضارة عرقية . وها هم الأشقاء الأتراك يرفعون من شأن لغة القرآن بمجلة جامعة بين علم وفكر وثقافة وكل ذلك يمت بصلة إلى البعد الإنساني كما أراد  خالق البشر جل في علاه القائل في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))  وبهذا جعل الخالق الحضارة إنسانية ولم يجعلها عرقية ، وجعل قوامها التقوى وليس الدم والعرق. ولقد جمع رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بين الأعراق والألوان لصناعة حضارة إنسانية تكون خاتمة الحضارات العرقية البائدة . وأخيرا أدعو كل الإخوة في الوطن العربي إلى تصفح هذه المجلة الإنسانية التي سهلت التواصل عليهم بلسانهم ، فجازى الله خيرا أصحابها . وفيما يلي دليل ولوجها على الشبكة العنكبوتية :

hira@hiramagazine.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.