Home»International»قياس درجة الوعي العربي رهينة بتحرر الإنسان العربي من تصديق مقولات الغرب

قياس درجة الوعي العربي رهينة بتحرر الإنسان العربي من تصديق مقولات الغرب

0
Shares
PinterestGoogle+
 

مشكلة الوعي في الوطن العربي أن شرائح طويلة عريضة من الأمة لا زالت حبيسة التبعية للغرب تفكر تفكيره ، وهي مقتنعة بما يسوقه من شعارات وأراجيف وأكاذيب ، وما يستخدمه من ذرائع لزرع الشرور وإشعال الحروب والفتن بينها . وكثير من العرب يعطلون التاريخ ، ولا يلتفتون إلى ماضي الصراع العربي الإسلامي مع الغرب الصليبي. وكثير منهم يصدق أن الغرب قد تنكر بالفعل لصليبيته ، وأنه بعلمانيته قد اكتسب البراءة من الحقد الصليبي على الإسلام والمسلمين .ومع أن حقد الغرب على الإسلام حقيقة ماثلة للعيان من خلال مؤشرات جلية لا غبار عليها من قبيل التحيز الفاضح للكيان الصهيوني الذي هو فوق كل قانون دولي يعيث في الأرض فسادا ويقتل ويدمر أمام صمت الغرب الذي يخادع الشعوب العربية من خلال تباكيه عليها في حين يذبح ويقتل ويدمر الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني ولا يعني ذلك شيئا عند الغرب الصليبي . فما هو الفرق بين قصف طيران النظام الليبي للشعب الليبي ، وقصف الطيران الصهيوني للشعب الفلسطيني ؟ فمع أن الجريمة واحدة ، نجد الغرب يدخل في ليبيا بدعوى حماية الشعب الليبي ، بينما لا يعنيه الأمر في فلسطين مما يدل على ازدواجية المكيال الغربي، بل أكثر من ذلك الغرب لم يتدخل في ليبيا لحماية الشعب الليبي كما يزعم ، وإنما تدخل من أجل الوصول إلى حقول البترول ، وهو الآن يفاوض ويناور بين النظام الليبي الفاسد وبين الشعب الليبي الرافض له من أجل الوقوف مع ، أومساندة من يدفع أكثر، ومن يسمح باستغلال الغرب للبترول أبشع استغلال ، لهذا لم يرد حسم الصراع كما فعل على سبيل المثال في ساحل العاج حيث تم وصول كوماندوس المظليين الفرنسيين بسهولة إلى الرئيس العاجي بينما تم غض الطرف عن جرثومة باب العزيزية لأنه يعد الغرب وإسرائيل بما يريدون في حين أن الثوار الليبيين لا يعدون بشيء بل يجاهدون من أجل تحرير بلادهم من الفساد ومن الأطماع الأجنبية على حد سواء .

فمع وضوح الحقد الغربي على العرب والمسلمين لا زالت شرائح كثيرة من العرب والمسلمين تثق في هذا الغرب الحاقد وتصدق مقولاته. ومن المؤسف أن يستخف الغرب بعقول هذه الشرائح لسذاجتها فلا يجد صعوبة في تمرير ما يريد من أفكار واضحة التهافت ، فعلى سبيل المثال فرضت فرنسا قانون منع النقاب على النساء المنقبات في الأماكن العمومية بدعوى محاربة الإرهاب فجعلت بعض العقول العربية والإسلامية الساذجة والمتخلفة هذه الذريعة الواهية في حكم الحقيقة التي لا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها دون استعمال هامش بسيط من الشك المطلوب عقلا ومنطقا. وهكذا صار بعض العرب وبعض المسلمين مجرد مطايا يركبها الغرب متى شاء وأنى شاء. فالعقول العربية والإسلامية الساذجة تتعامل مع ما يرد من الغرب من أفكار وقناعات دون ربطها بخلفية الصراع العربي الإسلامي الصليبي الصهيوني . فالحرب العربية الإسلامية الصهيونية الصليبية هي حرب عقائد حيث تخندقت العقيدة الصليبية مع العقيدة الصهيونية كما جمع كتاب العقيدتين العهد القديم مع العهد الجديد في سفر واحد ضد عقيدة الإسلام وضد القرآن ، وهذه حقيقة تحاول العقول العربية والإسلامية الساذجة تجاهلها ، ومن ثم يسهل على الغرب الاستخفاف بها وتمرير ما يريد كعدو يتقنع بقناع الصديق . ومع شديد الأسف المرفق بشديد الألم نجد من يصدق فرنسا في دعوى مفادها أن نقاب المرأة المسلمة يمثل تهديدا لأمنها ووسيلة إرهابية على حد تعبيرها ، ولا يخطر بباله أن القضية قضية صراع بين صليبية تدعمها الصهيونية وبين إسلام يريد استرجاع الحقوق من الصهيونية والصليبية على حد سواء. ولقد نبهنا كتاب الله عز وجل أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا إلا إذا اتبعنا ملتهم، واتباع ملتهم يعني الاقتناع بما يروجون ويسوقون من أفكار وقناعات. وواضح أن الذي لا يقتنع بمقولة محاربة الإرهاب متهم عند اليهود والنصارى بدعم الإرهاب ولا يمكن أن ترضى عنه اليهود ولا النصارى. ومع أن البعض يتحدث عما يسمى ربيع الشعوب العربية بعد خريف وشتاء طويلين فالحقيقة أن الأمة العربية لا زالت فيها عقول كثيرة تعاني السذاجة المصدقة لأكاذيب الغرب المكشوفة ، وهذا مؤشر على تأخر الوعي العربي مما يعني تأخر المشروع الحضاري العربي الإسلامي. فرصيد الوعي العربي الحالي مهدد بالعقول الساذجة التي تلعب دورا خطيرا في تكريس الخريف والشتاء وتأخير الربيع.

فعندما نجد من الشعب العربي الساذج من يحمي الأنظمة العربية الفاسدة والساقطة كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها ضد الانتفاضات والثورات فهذا مؤشر على تخلف الوعي العربي . وما الثورات المنحرفة المضادة للثورات التصحيحية إلا دليل على بؤس الوعي العربي ، وعلى سذاجته حيث استطاع الغرب بمكره وخبثه أن يحول دون نجاح الثورات التصحيحية لأنه يرغب في تكريس الوضع العربي المتخلف الذي أعطى الفرصة الكاملة لاستقواء الكيان الصهيوني المستنبت في قلب الأمة العربية ، وهو هدف من أهداف الصراع العربي الإسلامي الصهيوني الصليبي الذي تسقطه حسابات العقول العربية والإسلامية الساذجة والتي تصدق بسهولة ما يرد عليها من الغرب ، وتشكك في كل ما يطعن في هذا الغرب وتتهمه مقدمة له خدمة مجانية على حساب عقيدتها وأمتها ووطنها .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.