Home»National»أنقذوا ابني من البطالة

أنقذوا ابني من البطالة

0
Shares
PinterestGoogle+

أنقذوا الجندي رايان فيلم للمخرج اليهودي الأمريكي ستيفن سبيلبرغ صاحب « جوراسينغ بارك » الشهير.. يحكي هذا الفيلم عن أربعة إخوة جندوا للذهاب لأوربا من أجل قتال النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. فقتل ثلاثة منهم وبقي واحد اسمه رايان وهو لا يزال مستمرا في القتال في جبهات النار والموت، وقد وصل الخبر للجنرال مارشال، أي أن إخوة ثلاثة ماتوا ولهم أخ جندي مجند أصبح الابن الوحيد لدى عائلته، فقرر الجنرال مارشال إبعاده من المعركة بأي شكل كان، فتسلم المهمة كابتن ميلر ( توم هانكس) وبعد مشاق وإكراهات ومعارك، وصل الكابتن إلى الجهة التي يتواجد بها الجندي رايان. إلا أن هذا الأخير أبى العودة ومغادرة الميدان إلا إذا وصل الدعم الذي يحتاجه أصدقاؤه المحاصرون. وهذه الشجاعة ستجعل الكابتن يصر أكثر على إنجاز المهمة وعملية الإنقاذ لكونه علم أن رايان جندي يستحق كل تضحية من أجل إنقاذه.

إننا نتمنى لو أن هذا المنطق تقيس به حكوماتنا وهي تعالج ملف البطالة..فتأتي إلى الأسر التي بها أكثر من مجاز وحامل لشواهد عليى فتقوم بتوظيف فرد واحد منهم حتى تعيش هذه العائلة ..فأن يحيى واحد ويعيش، أفضل بكثير من أن يموت كل الثلاثة تحت وطأة شبح البطالة..وغول الفقر.

 

فلماذا إذن نجد أن أسرة يتم توظيف كل أبنائها ..في حين توجد أسر كثيرة بها الكثير من أصحاب الشواهد لكنهم عالة على أسرهم ويعيشون حالة من الذعر والاختناق اليومي.

 

إن آخر الإحصاءات للسكن والسكنى كان من المفروض أن يكون قد وفر بنكا للمعلومات لأن الإحصائيين ما تركوا شيئا إلا دونوه.. سجلوا عدد المراحيض وعدد الصنابير وعدد المطابخ وعدد الهواتف المحمولة كما سجلوا كل المستويات الدراسية التي حصل عليها أفراد العائلة..أي أن الحكومة تعرف كم من مجاز عندنا في الأسرة وكل حامل شهادة..فلماذا إذن نجد أن أسرة يتم توظيف كل أبنائها ..في حين توجد أسر كثيرة بها الكثير من أصحاب الشواهد لكنهم عالة على أسرهم ويعيشون حالة من الذعر والاختناق اليومي..فإذا كان عدد المناصب قليل ومحدود، فعلى الأقل يجب توزيعه بشكل منطقي وبمعايير تراعي الوضع الاجتماعي والمعيشي حتى لا تنسى أسر ليس فيها ولو يد عاملة واحدة ما عدا عجوزا لازالت تستيقظ في الرابعة صباحا لتأخذ مكانها في « الموقف » عسى تجد من يأخذها لتجني ثمار المشمش أو تقوم بإسقاط الحكومة، عفوا، الزيتون.

كثير هم أولائك الذين تم توظيفهم وهم من أسر غنية ميسورة، وذلك نظرا لمنطق الزبونية والمحسوبية و « باك صاحبي وصاني عليك » ..وبالتالي فهذا الموظف الجديد لم يكن في حاجة إلى مال مما جعله ينفقه على ذاته فحسب و في أتفه الأشياء. في الوقت الذي يوجد فيه الآلاف من الشباب ممن تظل أمهاتهم في الصباح والمساء وهن يدعين عسى أن يفرج الله عن أبنائهم كي يتحول حال أسرهم مما هم عليه إلى حال أفضل..إن الأعمال الاجتماعية التي نقوم بها في إطار العمل التطوعي الجمعوي كشف لنا أن فينا أناسا كثر لم يروا درهما ولا ورقة نقدية يوما ما..لأنهم يعيشون على صدقات الجيران..ومنهم الكثير من الأسر التي لا أكل لها سوى شاي وخبز..وكثير منهم من لا دخل له سوى مد اليد وإفراغ ماء الوجه على الأرصفة.

 

ألا يستحق هؤلاء عملية إنقاذ كالتي وقعت للجندي رايان..فلو عملنا على إنقاذ فرد من كل أسرة لكنا قد أنقذنا جميع الأسر ، فعلى الأقل نكون قد أنجزنا برنامجا سميناه: موظف في كل أسرة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *