Home»National»المغرب يعطي درسا تاريخيا جديدا للعالم

المغرب يعطي درسا تاريخيا جديدا للعالم

0
Shares
PinterestGoogle+

رغم الإختلافات بين مكونات الشعب المغربي وفئاته وتوجهاته ومطالبه وطموحاته ، اعطى يوم 20 فبراير 2011 درسا تاريخيا جديدا للعالم ، يسجل بمداد الفخر والإعتزاز،درسا يؤكد ان الشعب المغربي شعب المعجزات ، خصوصا في هذه المرحلة الحاسمة التي تعيشها الامة العربية والإسلامية ،فإذا كان العالم عبر مختلف وسائل الاعلام يصب اهتمامه اكثر حول التطورات الخطيرة التي شهدتها وتشهدها عدة مظاهرات وثورات عبر الاقطار العربية والإسلامية وتوقعات عواقبها ، اكثر ما تصب اهتمامها حول مطالبها ومصير نتائجها.
في ظل هذا المخاض العسير الذي لم يشهد له التاريخ العربي والإسلامي مثالا ، ها هو الشعب المغربي بعبقريته يحدث الاستثناء ويثبت للعدو قبل الصديق انه شعب بلغ مرحلة متقدمة من النضج التي لايمكن زعزعتها ،او حتى التشكيك فيها.
خرج الشعب المغربي في مظاهرات وطنية ،على غرار الشعوب العربية الاخرى ولكن ليس فقط بمطالب اجتماعية وهي اعتيادية وعادية،ولكن ليثبت للعالم استثائين رئيسين:
أولهما أن المغرب قد تخطى مرحلة الاحتجاج وتحقيق المطالب عبر العنف والعنف المضاد والتخريب ، وعليها إجماع وطني لا رجعة فيه ، ولم يأتي هذا المكسب من فراغ بل أتى نتيجة تراكمات ، تاريخية ، وقد تجلت في عدة مناسبات كبرى سواء تعلق الأمر بمساندة الشعوب العربية والإسلامية في محنتها ، او تعلق الأمر بالدفاع عن مقدساته الوطنية وأخرها المظاهرة المليونية بالدار البيضاء دفاعا عن الوحدة الترابية والوقوف سدا منيعا في وجه الأعداء المتربصين دون كلل بضرب أمنه واستقراره.

ثانيهما أن مطالب المغاربة وخصوصا الشباب منهم نوعية ،فهي لا تسعى فقط لبداية مرحلة البناء لان المغرب الحمد لله قطع أشواطا مهمة وفي ظرف قياسي تستحق التقدير والإعجاب ولا ينكرها إلا جاحد ولكن تتجلى نوعية مطالب الشباب في رغبته مواكبة هذا التحول الذي يقوده الملك الشاب محمد السادس والمشاركة فيه،رغبة تستمد شرعيتها من حبه في الالتحاق بركب الدول المتقدمة علما أن المغرب يحتل موقعا جغرافيا استراتيجيا ومؤهلات مختلفة ومتنوعة تجعل منه بلدا يحتدا به في دول العالم الثالث بدءا من رأس ماله البشري ممثلا في قوة شبابه .

إذا أين يوجد الخلل لتحقيق هذا الهدف وتعزيز هذه المكاسب والحفاظ عليها؟
في اعتقادنا المتواضع وبعيدا عن توجيه المسؤولية لهذا الطرف او ذاك ونسبة مسؤوليته في فرملة عجلة التقدم ، إيمانا منا أن الوطن يحتاج إلى الجميع ، دون إقصاء ، وكل ما يجب البدء فيه هو القطيعة مع الماضي والنظر للمستقبل بنظرة المشاركة وتقاسم المسؤولية بين الجميع ولن يتأتى هذا إلا
في إطار حوار وطني جاد يشارك فيه الجميع بما فيهم الشباب ، دون أن يحمل شعارات فئوية ، حوار وطني يؤسس أولا لإعادة الثقة للجميع،وثانيا تقييم ما أنجز وما يجب انجازه،لنصل في أخر المطاف إلى توافق حول مشروع وطني بعيد المدى يستوعب الجميع،الاختلاف الوحيد فيه هو مستوى وقدرة
التنافس في تحقيق أهدافه ، والآليات المعتمدة لقياسه وتقييمه وهو ما يعمل به في الدول التي سبقتنا في التقدم .
نهنئ الشعب المغربي على هذا النضج وروح المسؤولية وعلى رأسهم الشباب متمنين لبلدنا كل خير ونماء

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *