Home»National»تخليد الدكريات…

تخليد الدكريات…

0
Shares
PinterestGoogle+
 

يكون غالبا تخليد ذكرى من الذكريات في تاريخ محدد وقت وقوع حدث مهم في حياتنا ..فرصة من الفرص الغالية للتنعم بما طبعه هدا الحدث في شريط حياتنا المار عبر السلسلة الروتينية للزمن ..فلكل شخص ولكل أسرة ولكل شعب وبالتالي لكل امة تلك الوقفة التي تذكر بمرور مدة سنة أو سنوات على الواقعة البارزة ..فالانطباع الأول الذي يخزن في الذاكرة يصعد إلى السطح عند أول دقيقة لذكراه ..فأول مولود لكل أسرة ليس هو ثانيه ليس هو ثالثه وليس ذكره كأنثاه ..فتخليد سنة قدومه للعالم يرجع ظروف نزله بكل ما حملته من فرحة وقرحة ..وضغوط نفسية واكراهات مادية ..وتظل تسعده أو تتعسه وتحييه وتميته حسب زمان ومكان الحدث…
..كنا صغارا عندما كنا نمرح خلال شهر من شهور السنة يعرف بروحانية خاصة وواقع مغاير ..أضواء في المساجد ..وأصناف الطعام على الموائد ..وانتظام في أوقات الإفطار والسحور ..لا يهمنا وقتها منه سوى ما نتمتع به من خروج عن عادة باقي شهور السنة ..فنفرح لهدا ..لا لكونه ركن من أركان الإسلام فرضه الله على المسلمين كي يزدادوا خلاله تقربا إلى الله ..ولا كفرصة للتوبة والرجوع إلى جادة الصواب..
..

وتمر أيام أخرى ..بذكرى تطبع عندنا الأبرياء حلول أجواء خاصة في الأسواق بازدحام الخرفان والكباش والتباهي بالاقرن الأملح منها ..لا بما يدل عليه من معاني التضحية التي عاشها سيد الخلق…
..ومرت علينا أيام أخرى شهدنا فيها الوطن يرتدي حلة الزركشة من رايات وطنية من مختلف المقاسات ..وأضواء زاهية من مختلف الألوان ..ونشاطات شتى في الساحات العمومية يتبارى فيها خلق من شتى الأعمار..رأينا فيها ما رأينا وقالوا لنا عنها أسماء ..عيد العرش..عيد الاستقلال ..عيد المسيرة الخضراء..
لكن رغم دالك كنا ثملين بفرحة تغمر البلد بشرا وحجرا..لم نكن نشكو من قسوة قلوب بين أضلع كائن هدا الزمن ..كلنا نتذكر فترة الصغر بمرارة ونعجز عن إعادة رونق وجمال وسحر الذكرى..وتركنا الجيل الجديد يخلد ذكراه كما شاء ..بل كما شاءت عصابات الكواليس ..
..ورتبوا لنا مظاهر غريبة ومشوبة بالخوف على تركهم لتخليد الذكرى ..
فأصبحنا نسمع عن تنظيم مائدة الإفطار في عز ظهر نهار رمضان …
وضحايا مفرقعات عيد المولد النبوي الشريف..
وإشعال نيران وإلقاء بالماء في عاشوراء…
..لكن فجأة انبثق النور الذي بدد كل السحب ..نور شعب عظيم أزاح سحب قيادات متهالكة ..وأعاد للذكرى معانيها الحقيقية ..وستصبح ذكرى إحراق جسد البوعزيزي لصيقة بذكرى إحراق 23 سنة قمع واستبداد ..وذكرى إسقاط الخوف خلال ال18 يوما لصيقة بإسقاط ال30سنة من الزيف ودغدغة المشاعر ..وثروة ال70 مليار دولار لصيقة بالأرصدة الذهبية لسوزان وليلى ..وأماكن اصطياف جمال وباقي الأسرة الهاربة…
وأشياء جميلة أخرى تعيد للذكرى معناها الذي افتقدناه ..يلتصق بساحة الشرف ..ساحة التحرير وما عرفته من تجمع لشعب دكي ..أعطانا درسا في العفوية والنظام والوحدة والأخوة وتحديد الوسيلة والهدف والاستمرارية والوصول…
..وبهدا نكون قد اكتسبنا الرغبة والحماس في تجديد عهودنا مع كل الذكريات كي نحييها بنفس روح وتحدي شباب الميدان .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.