Home»National»ما كل من انتسب للعلم عالم ولا كل من قاد العوام والسوقة عالم

ما كل من انتسب للعلم عالم ولا كل من قاد العوام والسوقة عالم

0
Shares
PinterestGoogle+

من تداعيات مقالات وتعاليق استهداف العلماء المنشورة على موقع هسبريس في بلادنا إثارة قضية الانتساب للعلم ذلك أن البعض يطلق هذه الصفة على كل من هب ودب ، لهذا لا بد من تحديد من هم أجدر بهذه الصفة سواء تعلق الأمر بالمنتسبين للعلم عن طريق الانتماء لمؤسسات رسمية تنتسب للعلم من قبيل المجالس العلمية ،أم تعلق الأمر بأشخاص يقودون العوام والسوقة باسم الدين . فما كل من ينتسب إلى المجالس العلمية عالم ذلك أن كثيرا منهم مبلغهم من العلم حفظ كتاب الله عز وجل وبعض المتون ، ومثلهم مدرسون تقاعدوا عن التدريس أو لا زالوا يدرسون ، وتتراوح مستوياتهم التعليمية بين مستوى مدرس التعليم الابتدائي ومستوى المحاضر الجامعي ، وفيهم من حصل على شهادة الإجازة بعد أن قضى عمرا طويلا بشهادة التعليم الإعدادي أو شهادة البكالوريا في أحسن الأحوال ، ومنهم من حصل على شهادة جامعية عليا دون أن نخوض في طريقة حصوله عليها وهو أمر لم يعد خافيا على المهتمين بهذا الشأن ، ولم تجاوز أعمالهم مجرد الحصول على الدبلوم لتحسين وضعيتهم المادية والإدارية وهم أعجز عن تحرير سطر في قضايا عامة بله في قضايا علمية .

وتبقى القلة القليلة في المجالس العلمية المحسوبة على رؤوس الأصابع جديرة بالانتساب للعلم لعدة اعتبارات منها انتاجاتهم العلمية الشاهدة على عالميتهم ، وقيمة ما يحملونه من شواهد عليا خلاف الشواهد المطبوخة عند الكثير ممن حصلوا على الألقاب وظلت أطروحاتهم مرقونة دون أن يعرف الناس بما فيها ، ومنهم من استغل استغلالا مفضوحا علاقته بأسماء ذات وزن علمي للحصول على شواهد فوق مستواه من أجل الارتزاق بها لاغير. فالقلة القليلة من أعضاء المجالس العلمية عندنا يمكن أن يطلق عليها ألقاب العلماء ، وقد أكدت مستواها العلمي في أكثر من محفل علمي. وما كل من يقود العوام البسطاء باسم الدين عالم ذلك أن غالبيتهم من حفظة كتاب الله عز وجل وحفظة بعض المتون أو من المدرسين المتقاعدين أو الذين لا زالوا يزاولون التدريس ولا تختلف شواهدهم عن شواهد بعض أعضاء المجالس العلمية . وكل ما يميزهم عن أعضاء المجالس العلمية من غير المستحقين لصفة علماء أنهم ركبوا عواطف العوام والسوقة الدينية البسيطة والبريئة ، ونصبوا أنفسهم أوصياء عليهم وربما استغلوا سذاجتهم وشحنوا عقولهم البسيطة بالخرافات وقلوبهم بالحقد على من يعادونه ممن لا ينحو نحوهم في التفكير والاعتقاد ، وصاروا علماء بتقديرات العوام والسوقة بل أشخاص تنسب لهم الخوارق أحيانا . وقليل جدا من هؤلاء من يمكن أن يوصف بالعالمية ، وحتى إن وصف بها أساء إليها حال العوام والسوقة الذين يتابعونهم إذ لا يمكن أن تكون نتيجة تربية العلماء الراسخين في العلم كما تعكسها أحوال الأتباع الذين يخوضون في أمور الدين خوض الجهال وخوض الخرافات لا خوض العلم و الوعي الصحيح بالدين .

فالعالمية في الدين ليست في متناول كل من هب ودب بل لها معايير ومواصفات . ولا يمكن الحكم على عالمية العلماء إلا من خلال المجامع العلمية الموثوق بها في البلاد الإسلامية . ومن ادعى العلم عليه أن يعرض نفسه على مثل هذه المجامع لتجيزه وإلا سيكون مجرد مدع . ولا يمكن للشواهد الجامعية العليا مع ما يحيط بالحصول عليها عند البعض من شكوك أن تكون مقياس العالمية إلا أن يؤكد أصحابها أنهم حصلوا عليها عن جدارة واستحقاق أولا ثم أنهم أهل للإنتاج العلمي ، أما أن يكون مصير الأطروحات سلات المهملات في الجامعات ويمضي بأصحابها العمر دون أن يكتبوا سطرا واحدا في علم أو غير علم فهذا ما لا يمت بصلة للعلم إلا عند المنبهرين بالألقاب الجامعية التي صارت مصدر هزل مخجل حين تطلق على بعض النكرات . ولعمري كيف يتساوي على سبيل الذكر لقب دكتور عند العلماء الذين طبقت شهرتهم العلمية الآفاق مع لقب دكتور عند بعض النكرات ؟؟؟ ولا شك أن سوق الشواهد الجامعية العليا أصيبت بالبوار بسبب تهافت المرتزقين بهذه الشواهد من أجل المناصب لا غير . فالعلماء النحارير الذين ينحرون العلم نحرا لا يخفى حالهم في العالم الإسلامي وهم قلة في زمن التطاول على العلم من المتعالمين الذين زببوا ولم يحصرموا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *