اعني بالخطاب التربوي مجموعة متعددة من المواضيع التي تتعلق بمسيرة التربية والتعليم بالمدرسة المغربية من خلال مقاربات متعددة الجوانب تبدا من التعليم الكلاسيكي العتيق التقليدي بكل اصنافه (الزوايا , المساجد , دور المسيد ,حلقات العلم , ودور الندوة , وسوق الفكر والثقافة بشكل عام) .
والتعليم العصري (بدءا من المدارس المتنوعة المشارب = يهودية فرنسية بعثات اجنبية مراكز ثقافية , واخيرا المدرسية النظامية والتي انبعثت في اواخر اربعينات القرن الماضي ,وبشكل جدي فور انتهاء عهد الحماية الفرنسية , سؤالي .ماذا حقق هذا الخطاب ؟ هذه مدة ستة عقود خلت ؟

= ان الاهتمام بدراسة الخطاب التربوي , واذا صح التعبير التراث التربوي . مادام ماضيه حاضر فينا وجزء لايتجزا من مسيرة التربية والتعليم بالمغرب , اذ نعتمد على كل ما هو تقليدي قديم في الكتب التربوية التراثية لنطبقه على الطفل الموجود في اسرنا ومدارسنا ,والاعتماد الكلي المصادر وامهات الكتب القديمة وكذا ترجمات مختلف المدارس العالمية المختلفة ,لتطرح مفارقة غريبة جدا مسايرة الحضارة والمعاصرة بما هو كلاسيكي قديم , وهنا يقع مايشبه القلق ,اي التعامل مع الطفل التراثي المكبوت في اعماقنا على حد تعبير احد المربين المعاصرين , ان انتقالنا بالتراث التربوي بين العتيق والحديث ,يحيلنا على تاريخ التربية والتراث بمختلف المدارس العتيقة ,وماحققته من انجازات باهرة .لقد اعطت مفكرين وفلاسفة وعباقرة في مختلف العلوم والفنون من طينة ( بن رشد =بن طفيل القاضي عياض المختار السوسي واللائحة طويلة ) وفي كل اصناف المعرفة ( الطب ,الفقه, الفلسفة . الرياضيات , الفيزياء . وغيرها ) ان اشكال وانماط التربية والتنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الطفل المعاصر هي الاساس لتاسيس ماض للفعل التربوي واستمرارية لتربية تتطور بين مختلف الاجيال والعصور وهي بكل تاكيد تتحكم في الحاضر لكن بنظرة الماضي المدفون فينا .رغم حركية التطور والتعبير الاجتماعي والبحث العلمي والتكنولوجي الذي يغزو العالم كل لحظة .لكن يبقى بناء الذات يخضع لمقاييس نفسية واجتماعية تتحكم فيها ظروف الزمان والمكان ,,,,,,,,,,,,,,,لي عودة لهذا الموضوع قريبا,,,,