Home»National»أي دور للإعلام في السياسة الخارجية المغربية؟

أي دور للإعلام في السياسة الخارجية المغربية؟

1
Shares
PinterestGoogle+
 

أي دور للإعلام في السياسة الخارجية المغربية؟

محمد بوبوش: باحث جامعي،

تخصص:العلاقات الدولية،الرباط

الإعلام هو دور الوسيط في الاتصال السياسي ويساهم في صياغة وتشكيل الحقيقة السياسية في المجتمعات الديمقراطية التي تمنح وسائل الإعلام حرية التعبير عن القضايا التي تشغل جماهير المجتمع, وتعتبر وسائل الإعلام مرآة المجتمع العاكسة لأهم القضايا التي تثير الساسة وصناع القرار. و لوسائل الإعلام قدرة في ترتيب أوليات الجماهير, فهناك نوعين من الجمهور يتناولهم الإعلام السياسي في طرح القضايا السياسية والآراء « جمهور نخبوي » تتأثر به وبطبيعة القضايا المهمة التي تشغله « وجمهور عام » يسهل التأثير عليه وأغلب تلك الجماهير ليست لها ولاءات سياسية وغير مهتمة بمواضيع السياسة ولا بالمشاركة السياسية .
وهناك نمطين من وسائل الإعلام نمط  » أعلام حر ومستقل  » وهذا الإعلام أكثر حرية في تسليط الأضواء على المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية التي تهم كل الجماهير ويواجه نقد من قبل الجمهور إذا أهملت قضاياه المهمة في المجتمع. ونمط آخر  » أعلام مملوك  » وهو مايسمى بالإعلام الرسمي في المجتمعات النامية وهو يعتمد على جمهور النخبة ويتجاهل أرادة الجماهير على الرغم من وعي أفراد المجتمع بالنشاط السياسي , حيث تضيق الحريات في تلك المجتمعات رغم معرفتهم بالأمور والأحداث, إلا أن حرية التعبير مفقودة والنقد ممنوع رغم ما يشهده العالم من ثورة الاتصالات والتكنولوجية التي تجاوزت سياسات الاحتكار.
وفي الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية الغير طبيعية التي تمر بها المجتمعات تلجأ النخب السياسية إلى التعامل المكثف مع وسائل الإعلام لإبراز وجهات نظرهم وأرائهم للتأثير على الرأي العام, وقد تكون تلك النخب تمثل المعارضة أو الحكومة .

وهنا دور الإعلام يكون دور الوسيلة حيث تنقل وجهات النظر السياسية المختلفة , وكذلك الناس في تلك الأزمات تهرع إلى وسائل الإعلام كمصدر أساسي لاستقاء المعلومات حول تلك الأحداث والأزمات وهذه الأحداث تعطي فرصة التنافس الإعلامي في تقديم المعلومات والأخبار التي ترقى إلى مستوى الحدث, وقد يطلق اصطلاح الإعلام السياسي في تلك الأزمات  » إعلام الأزمات السياسية » وهنا يكون الاتصال السياسي حقق هدفه الأساسي من خلال إيصال رسالته المقصودة إلى الجمهور.
وعند عقد مقارنات مهمة بين الإعلام العربي وصفاته، وبين الإعلام الغربي، نجد أن الإعلام العربي يميل إلى نظرية المؤامرة التي أصبحت سائدة في كل المجالات العربية, وكأننا نحمّل الآخرين إخفاقنا وقصورنا, كما أنه إعلام يكيد الدسائس والمؤامرات للآخرعلماً أن علينا إدراك أن الإعلام منتج غربي أساساً, وأنه ينهل من تاريخ طويل من القيم والثقافات المختلفة عن ثقافتنا, مما يجعل الاختلاف قائماً وحقيقياً ويعود إلى التباين بين قيمنا وقيمهم، وثقافتنا وثقافتهم, وزيادة على ذلك فإن الإعلام العربي هو إعلام سلطة يجوّف العقل ويسعى للترفيه, ويخضع للبروتوكولات والمناسبة, ولا يتعامل مع التقنية إلا بحدود محدودة, وهو إعلام عاطفي يركز على الدعاية للشيء والترويج له, ويحرص على الثبات، ويعمل ضمن رقابة شديدة, أما الإعلام الغربي فهو إعلام مؤسسات, يعتمد على العقل، ويبرز الأحداث التي لها قيمة، ويركز على الإعلام فعلاً وليس على الدعايات، ويتمتع بإمكانيات تقنية وتعبوية هائلة، ويستخدمها جميعاً، وإذا كان الإعلام العربي يحن إلى الماضي, في نوستالجيا لا تنتهي، فإن الإعلام الغربي يستشرف المستقبل…

يعد الإعلام من الوسائل الفعالة لتنفيذ السياسة الخارجية للدول ..كما تقوم البعثات الدبلوماسية المعتمدة، بوظيفة إعلامية بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال إصدارها للنشرات الإعلامية، أو ما تتناقله وكالات الأنباء العالمية من تصريحات أو ما تنشره الإذاعات المسموعة والمرئية والصحف والمجلات واسعة الانتشار، التي أصبحت بمتناول الجميع بسبب التطور العلمي والتقني الهائل الذي حدث خلال التسعينات من القرن الماضي.
ويتمتع الإعلام بأهمية خاصة كوسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية للدول الكبرى، تتناسب وحجم مصالح هذه الدول على الصعيد الدولي، وتعاظم دورها وتأثيرها في السياسة على الساحة الدولية، فهي تعمل من خلال وسائل الإعلام المتطورة التي تملكها، وتوجهها إلى تحقيق أهداف سياستها الخارجية وحماية مصالحها في الخارج، مما يفسر أن العلاقة بين الاتصال الخارجي والسياسة الخارجية علاقة ارتباط وثيقة ومتكاملة بحيث أن كلا منهما يتدخل في الآخر ليشكل بعض أبعاده إن لم يكن أغلبها ويلاحظ أن هذه العلاقة تبدو منعدمة وجزئية في العالم العربي، حيث أن السياسة الخارجية في المفهوم العربي قائمة على أساس التحركات السرية المعقدة التي تبدأ وتنتهي في الخفاء بين الكواليس بعيدا عن أعين الجماهير، يغلفها التكتم وهذا يجعل العلاقة بين وسائل الإعلام والسياسة الخارجية علاقة مستقلة.

وفي حقيقة الأمر فإن وسائل الإعلام في المغرب لا تملك أي تأثير يذكر في مجال السياسة الخارجية،إذ أننا لا نذكر خلال التاريخ السياسي المغربي أن وسائل الإعلام كانت لها القدرة في فترة معينة أن تثني السلطات الحاكمة عن سلوك خارجي معين،أو أن تدفعها لاتخاذ قرار معين،فالصحافة المغربية لا تصنع الحدث بل تصفه وتتابع مساره وتطوره، وللأسف فإن وسائل الإعلام في المغرب لا تملك سوى رد الفعل على بعض التشنجات وسلوكات بعض المعادين للوحدة الترابية للمغرب، فهي لا تملك قدرة هجومية استباقية على ما يحاك ضد خصوم الوحدة الترابية للمغرب (الإعلام الاسباني والجزائري)، وهذا التقصير يعود جانب منه ضعف وسائل الإعلام العمومي، وغياب التكوين الجيد للصحفيين.
إن هذا الغياب لدور وسائل الإعلام المغربية في هذا المجال هو نتيجة مباشرة للطابع التخصصي الاحترافي للسياسة الخارجية، وهذا ما دعا إليه توكوفيل حينما أكد على ضرورة إدارة السياسة الخارجية بعيدا عن التأثير المباشر والصحفي للشعب، وهذا الأمر نفسه جعل جورج كينان يحذر من أنه إذا كانت السياسة الخارجية والتزامات القوات المسلحة في الخارج مشروطة بصناعة التلفزة التجارية الملهمة من الغرائز الانفعالية للناس فلن تكون هناك أبدا حكومة مسؤولة.
وعليه يمكن القول بأن الإعلام في المغرب له خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وإلا تعرض لأقسى أشكال التضييق والمنع، وهذا الأمر لا يخص مرحلة من الحياة السياسية المغربية بعينها، بل ظلت هذه القاعدة تزال تحكم الحقل الإعلامي والصحفي المغربي. فقد كانت هناك أحداثا كثيرة بينت بشكل واضح أن هذه الحرية محدودة ومشروطة بالانقياد لضوابط صارمة (مشكل قناة الجزيرة) مما يعني أن الإعلام المغربي لم يصل بعد إلى مرحلة يمارس فيها مهمته على أحسن وجه،ولعل ما حدث خلال سنتي 1999 و 2000 من إيقاف ومصادرة بعض الصحف التي حاولت أن تتجاوز حدود هذه الحرية الصحفية المقيدة تعكس استمرار هذه الظاهرة.

ورغم غياب أي دور يستحق الذكر- لوسائل الإعلام المغربية في توجيه السياسة الخارجية، إلا أن هذا الحكم ليس مطلقا أو عاما بل كانت ولا تزال الصحافة المغربية تتابع عن كثب ما تموج به الساحة الدولية من أحداث وأزمات، ويصل به الأمر أحيانا إلى انتقاد الجهاز الدبلوماسي المغربي بالتقصير وارتكاب أخطاء لا تخدم المصالح المغربية، ودعوة صانعي القرار في البلاد إلى نهج سلوك دبلوماسي معين أو اتخاذ هذا الموقف أو ذاك من قضية معينة. ويمكننا الوقوف على هذا الأمر إذا ألقينا نظرة فاحصة على الصحافة المكتوبة التي لا تخلو أعدادها من معالجات متنوعة للقضايا الدولية(فلسطين، العراق، أفغانستان، القارة الإفريقية، وبعض جوانب السياسة الخارجية (قضية الصحراء،علاقات الجوار،قضايا الجالية المغربية،…).غير أن ما يلاحظ على هذه المتابعات الصحفية صبغتها الخبرية والتحليلية، وغياب أي نزوع للتأثير على صانع القرار الخارجي المغربي.
وتمثل وسائل الإعلام أخطر وأنجع الآليات التي يجب على الدبلوماسي المغربي التركيز عليها واستغلالها لبلوغ أجندته والترويج لمقترح الحكم الذاتي باختيار أشهر القنوات والإذاعات في الدول المعتمد لديها للظهور فيها والحديث عبرها والالتقاء بالمراسلين المعروفين، ولا تخلو الكثير من الدول من هذه الوسائل المتطورة خاصة في أوروبا وأمريكا. ومما لا شك فيه أن وسائل الإعلام تعد سلاحا يمكن استخدامه في زمن السلم والحرب على حد سواء، لما لهذه الوسائل، خاصة التلفزيون، من قدرات على تسليط الضوء على موضوع معين وجذب اهتمام جماهير عريضة، فهي قادرة أيضا على تشكيل المخزون المعرفي لهذا الجمهور وتكوين الصور الذهنية لديه عن قضية معينة أو شعب معين.

وأخيرا، فإن الدبلوماسية المغربية كما يقول المرحوم الأستاذ عبد الهادي بوطالب في كتابه«دبلوماسية المغرب في القرن الواحد والعشرين» محكوم عليها في عالمنا أن تعمل بشفافية، وأن تكون رهن إشارة الإعلام لينقل وجهة نظرها ويعرف بمواقفها من القضايا التي تعالجها. ونحن نرى الرئيس الأمريكي يواجه الصحفيين في حديقة البيت الأبيض مرة أو مرتين في اليوم الواحد ليتحدث أمام أجهزة الإعلام العالمي، أو يكلف بهذه المهمة الناطق باسمه، لأن الدبلوماسية العالمية اليوم هي الدبلوماسية الإعلامية وليست الدبلوماسية الخرساء التي لا يسمع لها صوت، وبالتالي لا يُعرف لها موقف أو اتجاه.
هناك حاجة أمنية ملحة للقيام ببث حزمة من الرسائل الإعلامية الايجابية، بشكل متواصل، إلى المواطن لكي يستوعب ويؤمن بان المغرب للجميع، وان المغاربة بمختلف طبقاتهم وأصولهم سواسية أمام القانون، يجمعهم علم واحد، ارض واحدة، وقيادة واحدة تستوعب جميع الأصول والانتماءات ليكون المغاربة يدا واحدة في الشدة والرخاء كما عرف عنهم منذ القدم. ت
إضافة إلى الدور المطلوب من وسائل الإعلام في الوطن بأنواعها المختلفة مسموعة ومقروءة ومرئية فأيضا هناك الوسيلة الإعلامية الجديدة وهي المواقع الالكترونية التي تعبر عن الإعلام الجديد ودورها في عدم السماح للشائعات والأفكار المغلوطة التي تسيء الى الوحدة الوطنية والى مستقبل المغرب.
وبما أن الحرب أصبحت إعلامية بالدرجة الأولى، فلنتدارك ذلك عن طريق وضع إستراتيجية إعلامية تسهم في توعية المواطن والمقيم بشكل مستمر بالقضايا المصيرية والمهمة، ونشر روح المحبة والمساواة والتسامح بين المواطنين من خلال تشجيع والنشرات والبرامج الحوارية والوثائقية الهادفة. وحث جميع شرائح الشعب على الالتزام بالقوانين واللوائح، والابتعاد عن أي تصرفات أو تصريحات سلبية غير مسؤولة تؤرق النسيج الوطني، والعمل على تقريب وجهات النظر من خلال إبراز نقاط الالتقاء، والابتعاد عن نقاط الاختلاف، وإظهار المبادئ والقيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع التي تعزز حب الوطن وتحميه من الأخطار المحدقة به. ت
يجب أن يكون لدينا مجلس أعلى للإعلام الخارجي قادر على تعزيز وتقوية العلاقات الثقافية والأدبية بين المغرب ودول العالم المختلفة ومن خلال إقامة الأسابيع الثقافية والمشاركة في المهرجانات الدولية والتي تهدف إلى تقليص المسافات بين ثقافات الشعوب المختلفة.

بالإضافة إلى التعاون في المجالات الإعلامية وتبادل الخبرات لتطويرها والارتقاء بمستوى أدائها.
ويمارس المجلس اختصاصاته وفق برامج وخطط محددة للتحرك الإعلامي داخليًا وخارجيًا من خلال الشراكة مع المؤسسات الصحفية المحلية بما يرتقي بالرسالة الإعلامية، هذا إلى جانب تعزيز التعاون الإعلامي وعربيا ودوليًا وتوثيق الصلات مع المنظمات الإعلامية والحقوقية الدولية بما يسهم في تعزيز الحضور الإعلامي المغربي على الساحة الخارجية، ويعكس الوجه الحضاري المُشرق للمملكة المغربية.
وتتمثل أنشطة المجلس في العمل على إبراز إنجازات المملكة في مجالات الإصلاح السياسي والديمقراطي وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والإعلام والتنمية البشرية والنهضة الاقتصادية إلى جانب تطور المجتمع المدني وحقوق المرأة، بما يواكب المشروع الإصلاحي للقيادة الرشيدة لجلالة الملك ويتوافق مع المصالح الوطنية العليا للمملكة المغربية.
كما يجب أن تعمل شئون الصحافة والإعلام الخارجي على تسهيل مهام المراسلين الإعلاميين في تقديم أعلى مستويات التغطية الإعلامية الدولية بكل أمانة ومسؤولية سواء كان ذلك عبر ضمان حصولهم على أدقّ المعلومات، أو بمنحهم الفرصة لمقابلة كبار المسؤولين وأصحاب الرأي، إلى جانب القيام بمهام اعتماد المراسلين والصحافيين والإعلاميين، في إطار ما سيقدمه القطاع من دعم متواصل لصحفيين المغاربة و المراسلين الأجانب.و يجب أن يتولى المجلس أيضًا مهام إعداد المراكز الإعلامية لتغطية الأحداث الكبرى في البلاد، إلى جانب بناء صلات ايجابية وبنّاءة مع تشكيلة أوسع من المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية والمراكز البحثية والأكاديمية أيضا، والتواصل مع أجهزة الإعلام العربية والأجنبية و بتنظيم دورات تدريبية للارتقاء بمهارات الصحفيين والإعلاميين وممثلي العلاقات العامة في وسائل الإعلام والوزارات والأجهزة الحكومية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الصحف والإذاعات والفضائيات العربية والدولية العريقة، بما يستهدف إرساء قواعد العمل الإعلامي على أسس من المهنية والاحترافية والمسؤولية، ما يأتي في إطار خطط الوزارة الرامية إلى تخريج أجيال إعلامية كفؤة وقادرة على النهوض بالرسالة الإعلامية شكلاً وأداءً ومضمونًا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. Tarek
    02/12/2010 at 12:47

    ce coté est négligé par nos officiels , les journalistes algériens sont partout , vous l’aurez remarqué aljazeera , BBC, france 24 et servent les intérêts du régime algérien mafieux alors que nos journalistes déjà ils sont très peu puisqu’on forme pas assez et sont tous au Maroc donc invisible, Mr Nassiri doit bouger un peu et créer une école de journalisme et les placer un peu partt

  2. oujdi de bruxelles
    02/12/2010 at 23:54

    c’est vrais les journalistes algériens ont quitté leur pays pour cause ils sont mal payés(150euros/mois),un medecin débutant gagne 150 euros/mois,c’est normale que les cadres algériens quittent leur pays,mais ils sont trés efficaces pour défendre les intèrets de leurs causes,par contre les médias marocains s’adressent aux marocains de l’intérieur du maroc,avec franchise les médias marocains soit au niveau TV,presses écrites,téléconous sommes trés loin,meme nos ministres ne sont pas convaicant, ne suit plus,il faut voir les choses en face,vive le maroc,et notre sahara,merci,

  3. arabuuuuuuuR
    02/12/2010 at 23:54

    نعم إن الإعلاميين في بلادنا إما المسنين الذين أكل عليهم ضهر وشرب أو من الشباب الذي ليس له أي علاقة بالإعلام إلا لأنه ولد سي٠٠٠٠٠٠٠٠

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.