Home»National»حكومة الواقواق !! علــى ذقون من تضحكون ؟؟

حكومة الواقواق !! علــى ذقون من تضحكون ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

في سنة 1983-1984 , كانت أول سنة لي في الاشتغال بحقل التعليم , ثم تعيني بمدينة بركان بثانوية أبي الخير , و لم يكد يمر أسبوعان حتى تم تنقيلي لثانوية الليمون لأسباب لا زلت أجهلها لحد الآن , و ظلت هذه السنة موشومة في ذاكرتي , لأن هذه المدينة الصغيرة بشرق المملكة عرفت مظاهرات شعبية عنيفة مثل عدد من المدن المغربية الأخرى (مراكش , الناضور , الرباط … ) بسبب الزيادات الصاروخية في المواد الغذائية , و كان رد فعل السلطة بشكل لا يتصور , اعتقالات بالجملة و تدخلات قوية استعمل فيها الرصاص, و محاكمات صورية وزعت فيها قرون من الزمن على المعتقلين الذين احتجوا على بطونهم الجائعة . و سقط العشرات من القتلى الذين تم دفنهم في سرية تامة.
إن مناسبة الحديث عن هذه الأحداث المؤلمة هو تصريح السيد خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة على الارتفاع الصاروخي في أثمان الخضر و الفواكه , ذلك أن السيد الوزير في تلك السنة كان عضوا و لا زال بالمكتب السياسي لحزب يساري اشتراكي هو حزب التقدم و الاشتراكية , و كانت جريدة « البيان » لا تترك أي فرصة تمر دون التنديد بموجة الغلاء و تحميل الحكومة كامل المسؤولية في نهب قوت الفئات الفقيرة و مكاتب الحزب تصدر البيانات الشاجبة بقوة لتلك السياسة, و كان نصيب مناضلي الحزب من الاعتقالات و التعذيب و المحاكمات وافرا خاصة بمنطقة المغرب الشرقي ( بركان, وجدة, الناضور ) و مدينة صفرو, و كل تحقيقات الشرطة التي قدم عدد من أفرادها من مدن مغربية أخرى سارت في اتجاه تحميل الحزب المسؤولية لأنه حرض على المظاهرات من خلال جريدة » البيان ».
إ

ان المقارنة بين تلك السنوات الماضية, و بين المرحلة التاريخية الحالية تثير الاشمئزاز في النفس فما الذي يدفع إنسانا قضى عقودا من الزمن في المعارضة و الدفاع عن الطبقات الفقيرة إلى ناطق رسمي باسم الحكومة يجهد نفسه من أجل تبرير موجة الغلاء حاليا ؟؟
لاشك أن هذه النتيجة لم تكن بدون مقدمات و أتعهد بأنني سأعود إليها بالتفصيل, لأن الذي استفزني هو محتوى تصريح السيد خالد الناصري, فقد كان جعجعة بدون طحين تأملوا معي من فضلكم هذه العبارة: إن كلمة و جملة لا تعنيان سوى شيء هو الغياب الكلي لهذه الحكومة عن الوضع الاجتماعي, فموجة الغلاء تكاد تدخل سنتها الثانية على التوالي, و ارتفاع الأسعار لم يعرف انخفاضا منذ شهر رمضان مرورا بعيد الفطر و الدخول المدرسي الذي أفرغ جيوب المواطنين , و استمر هذا المسلسل بتوجيه الضربة القاضية خلال شهر أكتوبر و الحكومة لا تحرك ساكنا اللهم من تصريحات تبشر المواطنين بوفرة المعروض من المراد الغذائية و الخضر, أما السمك فقد أصبح حلما في بلد تمتد شواطئه على أكثر من 1900 كلم فأين هي بديهية السيد خالد الناصري ؟ و أين هوتكوينه الاشتراكي العلمي ؟ و أين هي منهجيته المادية الجدلية في تحليل الواقع و استباق الأحداث ؟ و أين هو الحزب الطليعي للطبقة العاملة المغربية ؟ و ما موقفه من سوء توزيع الثروات ؟

طبعا إن الإجابات جاهزة لدى الحكومة ولدى ناطقها الرسمي, فمثل هذه الانتقادات يعتبرونها صادرة عن جهات تعيش على الهامش و لم تستوعب متطلبات المرحلة الحالية, بل و تسعى لنسف الديموقراطية و خلق البلبلة … و نحن نقول لهم ببساطة على ذقون من تضحكون هل أصبحت الحكومة عاجزة لهذه الدرجة عن مواجهة المضاربين و هي التي ما فتئت توجه الضربات الاستباقية هنا و هناك ؟ و هل يخفى عن الحكومة التي تحصي حتى أنفاس المواطنين في السر و العلن أسماء المضاربين و مواقع التخزين السري ؟

أما نتائج التعليمات الصارمة التي أعطتها الحكومة لأجهزة المراقبة, فأنا أنصح السيد الناطق باسم الحكومة, أن يحمل قفته و ينزل إلى الأسواق ليتاكد من نجاعة التعليمات. و أتمنى صادقا من السيد الوزير أنه لا يثير العوامل الموضوعية كالحرارة, لأنها تذكرني بعوامل أخرى كالجفاف, و الجراد. و عن صعوبة نقل الخضر و الفواكه من مناطق الانتاج إلى الأسواق, فما على الحكومة إلا أن تفسر للرأي العام كيف كان يتم نقل تلك الخضر و الفواكه بالأمس, و ماذا حصل اليوم ؟ هل هي فيضانات شهر أكتوبر التي دمرت الجسور و أتلفت الطرقات ؟ أم مر الجفاف الذي ضرب جيوب المواطنين ؟
فإلى أن نتلقى الجواب الشافي, عمتم مساء سيدي الوزير, و طاب مقام الحكومة و الســــلام !!

ذ.زريبة عزوز
ثانوية عبد المومن.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. KRIMO
    30/10/2010 at 14:29

    شكرا يا استاد لقد تغيرت افكار وزير حكومتنا فصار يبحث عن كل الدرائع لانجاح سياسة الحكومة على
    حساب جيوب المواطن الضعيف

  2. ساخط
    30/10/2010 at 14:29

    بطبيعة الحال هم لا يضحكون علينا لأنهم يعلمون جيدا أن الشعب فاق و عاق بل يضحكون على دقونهم الممتلئة شحما و رؤوسهم المعطلة مخاخها

  3. TAHER
    31/10/2010 at 01:16

    plus de 7,5milion marocains ont moins 10DH par jour? mr.Naciri peut répondre !? MERCI

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.