Home»National»عندما يكون الأستاذ باحثا وعالما

عندما يكون الأستاذ باحثا وعالما

0
Shares
PinterestGoogle+

كم هو جميل أن تتعرف على رجل مؤمن، محب للعلم، جدي، صادق..والأجمل أن تتعرف على الأستاذ عبد الرحمن الشملالي..الرجل العالم العامل الذي يكرس وقته وصحته من أجل أن يثبت أننا نحن العرب، كذلك، نهتم بما ليس حكرا على الغرب أن يهتم به..لأن الإنسان العربي يعمل دائما على تأسيس جمعيات وهيئات ومراكز تعنى باهتمامات محددة مألوفة. ولم نستطع أن نخرج عن هذا المألوف لنتعداه إلى ما تتجلى فيها أبهى صور عظمة الخالق سبحانه..وهي كائنات توشك على الانقراض إن لم تجد من يعتني بها ويرعاها حتى تستمر في إضفاء سعادة وجمال في هذه الأرض ..من هذه الكائنات اللقالق البيضاء التي ترابط فوق المآذن وتعشش فوق بيوت الله تعالى وفي كل مرتفع شاهق وكأنها ترمز إلى الهمة والدين وهما سمتان اجتمعا في الأستاذ عبد الرحمن فجعلتا منه الرجل العالم والمتمكن من علوم الحياة والأرض والرجل المؤمن المتخلق السمح الكريم الصادق والباحث والمواكب لتطورات شتى العلوم …

التقيت بسدي عبد الرحمن في يوم 12 يونيو 2010 عن طريق أخي الأستاذ الحسن بن خليفة الذي كان دائم الحديث عنه مما جعلني أتحرق شوقا للتعرف عليه..وقد قمنا بزيارته يوما لكن لم يكن القدر في صالحي حيث كان السي عبد الرحمن قد ذهب لمدينة فجيج رفقة بعض السياح الأجانب. إلى أن شاءت الأقدار وألتقي به في سياق رحلة لرأس الماء بقيادة صديقي الأستاذ الحسن بن خليفة، وقبل انطلاق الرحلة، تشرفت بدخول مقر جمعيته التي من المدخل ستعرف من هو السي عبد الرحمن الشملالي حيث علقت شواهد تقديرية واعترافات وطنية وملكية ودولية تشهد للرجل بالعلم والعمل والجد والاجتهاد..وأما باقي الغرف فهي بحق عبارة عن متحف فني جمع بين شتى العلوم حيث علق الكثير من الحيوانات الجامدة ومجسمات أنواع مختلفة من الديناصورات،
وأحجار متنوعة من مختلف الأصناف، ومستحثات حقيقية وآليات قديمة وأشكال مختلفة متعددة للقلاق الأبيض إذ يتربع كملك المتحف حيث استقبلنا منذ البداية لقلاقان عملاقان على شكل مجسمين يقفان في البهو..وبجانب المتحف مكتبة وأقراص مدمجة للعديد من الأفلام الوثائقية والعلمية. وبعد هذه الرحلة الشيقة التي ،للأسف لم تدم طويلا، بدأت رحلتنا الثانية لرأس الماء حيث تناولنا الغداء معا. وإذا بالرجل تماما كما حوكي لي عنه ..رجل مؤمن صادق..يحسن الظن في كل شيء وفي كل أحد..مهووس بالعلوم الطبيعية ..كثير المطالعة..باحث من الطراز الأول..وأكبر الخسارة أن يوجد السي عبد الرحمن في بلد لا يهتم ولا يشجع ولا يدعم ولا يبالي. إذ كثيرا ما حضر الأستاذ عبد الرحمن لمؤتمرات دولية تهتم بالبيئة وباللقالق البيضاء خصوصا وعلى نفقته الخاصة وفي أغلب الحالات، حسب الظروف، كان يعمد إلى قرض مبلغ معين من المال حتى لا تفوته متعة المواكبة العلمية لما يجري في العالم من جديد وتحديث للمعطيات والمعلومات..وهي مؤتمرات تشهد له بالإسهامات النوعية في علم البيئة وبالخصوص في كيفية حماية اللقالق من الانقراض والذي له فيها نظرية خاصة نالت إعجاب المهتمين الدوليين. ..سألته كثيرا عن اللقالق..

ومن ضمن أسئلتي سؤالي عن عدد اللقالق الموجود بمدينة بركان وعن عددها الموجود بمدينة وجدة. ولم يثرني عدد اللقالق الموجود بمدينة وجدة الذي صرح به الأستاذ عبد الرحمن، بقدر ما أثارتني الطريقة المدهشة التي بها أحصى مواقع تواجد اللقالق بمدينتي وهي طريقة تحمل أبهى معاني التضحية والصدق في حب اللقالق والحرص على معرفتها والعناية بها.. وهذه الطريقة تتجلى في اكتراء سيارة أجرة والتعاقد مع السائق ليطوف به أرجاء مدينة وجدة بحثا عن أي مرتفع أو صومعة يتواجد بها لقلاق أبيض..وسيؤدي السي عبد الرحمن كل ما سجله العداد حبا في اللقالق وحبا في العلم . هذا السلوك حز في نفسي كثيرا خصوصا وأن عملا مثل هذا وكل ما يقوم به السي عبد الرحمن، أي تكبد عناء التحرك والبحث عن اللقالق لمعرفتها ودراستها وبالتالي حمايتها، يحتاج لترسانة من الرجال
و إلى رصد مبالغ طائلة من الأموال..وتوفير الكثير من الوسائل والمعدات..ولذا فكرت أن أقدم هدية بسيطة ومتواضعة لصديقي عبد الرحمن وهي أن أقوم بإحصاء اللقالق المتواجدة في مدينة وجدة عن طريق تحديد المواقع بشكل دقيق وتقديمه في شكل ألبوم رقمي وصوري لعله يثلج صدر سيدي عبد الرحمن الواسع. وحتى يعلم أن تمة من يشد على يديه ويفرح أشد ما يكون الفرح بالأعمال التي يقوم بها حماية للطبيعة وحماية للبيئة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *