Home»National»من أجل الارتقاء بخدمات فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه

من أجل الارتقاء بخدمات فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه

0
Shares
PinterestGoogle+
 

من أجل الارتقاء بخدمات فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه

بقلم: نهاري مبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.

مقدمة:

لقد أجمع العديد من المتتبعين والمهتمين بمنظومة التربية والتكوين ببلادنا، على أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين يعتبر مرجعا إيجابيا وأساسيا من حيث الجوانب التي تناولت نظام التوجيه التربوي والمهني في دعامته السادسة المؤطرة للعمليات الإدارية والتربوية للتوجيه التربوي والمهني، حيث يعبر عن وجود إرادة تربوية سياسية للنهوض بهذا القطاع الحيوي ضمن المنظومة التربوية والتكوينية حتى يسهم في تحقيق تنمية تربوية واقتصادية واجتماعية مستدامة.
وقد شملت هذه الدعامة خمس مواد تنظيمية من 99 إلى 103، حددت المرجعيات والتصورات الأساسية للتوجيه التربوي.
كما يجمع الفاعلون التربويون المهتمون بحقل التوجيه التربوي على أن عملية اختيار مسار دراسي من أكثر العمليات التربوية تعقيدا في حياة التلميذ المدرسية والمهنية. وقد أضحت هذه العملية تزداد صعوبة في عصرنا الحاضر، عصر التحولات السريعة والتغيرات المتواترة في جميع الميادين العلمية والصناعية والتكنولوجية، الشيء الذي تنتج عنه تعقيدات الوظائف المهنية والحياة العملية والاجتماعية بشكل عام. مما يستوجب عقلنة منظومة التوجيه التربوي وترشيدها وفق رؤية حضارية مواكبة للتطورات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية عالميا ووطنيا.
وانطلاقا من الفلسفة التربوية التي تبناها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فقد أولى أهمية كبرى للتوجيه التربوي والمهني، حيث صرح بأنه: » جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين، بوصفه وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية… » (المادة 99، ص40).
وبعد ما لا يقل عن عشر سنوات، وبعد تشخيص الواقع التربوي والتكويني، تم وضع برنامج استعجالي طموح، يمتد على مدى أربع سنوات، ويعتمد الميثاق الوطني للتربية والتكوين مرجعا أساسيا ومنطلقا للإجراءات والتدابير المعتمدة، تتغيى تسريع وتيرة إصلاح منظومة التربية والتكوين. ويروم البرنامج الاستعجالي تحقيق مجموعة أهداف أساسية، ترتكز حول مجموعة مجالات تتوزع إلى عدة مشاريع مندمجة ومتكاملة، تتمحور حول التلميذ وتجعله في قلب منظومة التربية والتكوين.
وقد خص البرنامج الاستعجالي منظومة التوجيه التربوي، ضمن المجال الثالث:

مواجهة الإشكالات الأفقية لمنظومة التربية والتكوين، بالمشروع E3P7، المعبر عنه بعنوان هادف: وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه، من أجل تجاوز مختلف الإكراهات والاختلالات التي، تبين من خلال تشخيص وضعية المنظومة، أنها أثرت بشكل سلبي على جودة ونجاعة ممارسات الأطراف المتدخلة ضمن مجال الإعلام والمساعدة على التوجيه، وذلك على عدة مستويات منها الموارد المالية والمادية والبشرية وكذا المستوى التنظيمي ومستوى الخدمات المقدمة إلى مختلف الشركاء التربويين.

وقد تم تسطير مجموعة أهداف يروم البرنامج الاستعجالي تحقيقها وذلك من حيث الجوانب التربوية والمدرسية والتنظيمية ترتبط، من ناحية، بالأنشطة والمهام المنوطة بالمستشار في التوجيه التربوي، وترتبط من ناحية أخرى، بالبنيات الإدارية والخدماتية ذات الصلة بإنجاز مختلف الأنشطة والمهام على الصعيد المركزي أو الجهوي أو الإقليمي أو المحلي. فتم التأكيد على إحداث وكالة وطنية للإعلام والتوجيه ومراكز جهوية وإقليمية للإعلام والمساعدة على التوجيه والبوابة الوطنية للإعلام والتوجيه، كما تم التنصيص على تهيئ وتجهيز فضاءات خاصة بالإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسات الثانوية الإعدادية والتأهيلية.
ومن أجل تنظيم العمل بالقطاعات المدرسية للتوجيه، وسعيا إلى الرفع من جودة خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه، أتت المذكرة رقم 19، لتأكد في الفقرة الثالثة على إحداث فضاء قار للإعلام والمساعدة على التوجيه، بكل مؤسسة ثانوية إعدادية وتأهيلية وتجهيزه بما يلزم من عتاد مكتبي وإعلاميائي وتواصلي ملائم.
ولملامسة إشكالية خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه، لا بد من العود إلى الأمس القريب من تاريخ منظومة الاستشارة والمساعدة على التوجيه، وانتهاج المقاربة الميدانية العملية ارتباطا بالتلميذ ووسطه المدرسي والمهني والاجتماعي في علاقته واقعيا بالمستشار في التوجيه التربوي.
فاستنادا إلى التجارب الميدانية المعاشة سابقا، والتقارير المعدة سنويا، وعلى امتداد فترة زمنية ليست باليسيرة، زاول أغلب أطر التوجيه التربوي العاملين بقطاعات الاستشارة والتوجيه المهام المنوطة بهم بأمكنة أو مقرات مستقلة أو مشتركة مع أطر أخرى، ومنها: مكتب الإعلام والتوجيه بالمؤسسة التعليمية، قاعة، مكتبة، مكتب مشترك مع حارس عام أو غير ذلك…
فلنقارب الواقع من خلال أحد السيناريوهات المعبرة، وما أكثرها، مع الإشارة إلى أن هذا السيناريو ليس الوحيد وليس الأسوأ من نوعه.
وحيث إن الممارسة تكشف قصور التشريعات ونقائصها، وتضعها على المحك لاختبار فعاليتها. فلنتصور، للوقوف ميدانيا على واقع الأمور، زيارة مجموعة من التلاميذ المستشار في التوجيه التربوي، ولنعلم، حسب الحالات المتكررة المعاشة، أنه من الأكيد عدم وجود أي نقطة التقاء بين المواضيع التي يطرحها هؤلاء التلاميذ إلا نادرا.

فكل تلميذ موضوع، ولكل تلميذ أغراض وحاجيات خاصة وخصوصيات وحساسيات ومشاعر ذاتية وشخصية.
وحيث إن التلاميذ يختلفون طبعا باختلاف وضعيتهم الاجتماعية والتربوية والشخصية، الشيء الذي يحتم اختلافهم من حيث اهتماماتهم وتوجهاتهم وطموحاتهم ومشاريعهم وأهدافهم المرتبطة طبعا باستعداداتهم وقدراتهم الفكرية والجسمية ومردوديتهم المدرسية، فمن البديهي اختلاف مواضيع لقائهم مع المستشار في التوجيه التربوي، ومن الواجب العمل على الحفاظ على أسرارهم وأغراضهم الشخصية، ومن حقهم طرح مواضيعهم للمناقشة على انفراد.
ولنتصور، وغالبا ما يحدث هذا خلال فترات الذروة من السنة الدراسية، فترات التعبير عن الرغبات والترشيح واتخاذ القرارات، زيارة عدد من التلاميذ، والأمهات، والآباء، والأولياء، المستشار في التوجيه التربوي، الذين يحلون عليه جماعات بمقر اشتغاله: مكتب، أو قاعة أو غير ذلك…
انطلاقا من هذا االواقع، فالقيام بمقارنة مبدئية وبسيطة بين فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه وهذه المقرات يبين بجلاء أن أوجه الشبه متقاربة إلى حد ما، إلا من حيث الوسائل الحديثة للإعلام والتواصل التي عانى المستشار في التوجيه التربوي من عدم توفرها ولسنوات عديدة.
فما هي إذن الأساليب والطرائق القمينة بالاستغلال الأحسن لفضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه ، ماديا وتربويا وإداريا وتقنيا، من أجل الارتقاء فعلا بجودة الإعلام والمساعدة على التوجيه، أخذا بعين الاعتبار جميع المستجدات الواردة بالبرنامج الاستعجالي وخصوصا منها ما تنص عليه مختلف فقرات المشروع E3P7 والنصوص التشريعية المنظمة لمجال التوجيه التربوي بالقطاعات المدرسية للتوجيه في صلتها بمختلف المقرات والبنيات؟
I.

موقع فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه:
يعتبر فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه قاعة خدماتية بالمؤسسة التعليمية الثانوية، ذات مساحة لا تقل عن 24 م2، معدة لإنجاز المستشار في التوجيه التربوي المهام المنوطة به، وفق التشريعات المنظمة، ومجهزة بمكتب إداري وطاولة كبيرة وخزانة وكراسي وحاسوب مرتبط بشبكة الأنترنيت وطابعة وآلة استنساخ وجهاز العرض الرقمي وسبورة إعلانات….
وقد شددت النصوص التشريعية على ضرورة إحداث هذا الفضاء بالقرب من مدخل المؤسسة، ما أمكن، لتسهيل ولوجه من طرف الزوار، ولتجنب كل حركة مشوشة يمكن أن تعيق السير العادي للعملية التربوية بالمؤسسة التعليمية، حيث إن الولوج المباشر للفضاء، يختلف طبعا، عن دخول الزائر في متاهات الممرات وحجرات الدروس وساحات الرياضة والتربية البدنية، والمكتبة ومكاتب الحراسة العامة…. الشيء الذي يتطلب تخصيص مصاحب لكل زائر أو مجموعة زوار، رغم وجود لوحات التشوير، ليدلهم على مقر فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه، انطلاقا من المدخل الرئيسي للمؤسسة.

ومن حيث الموقع الجغرافي بكل نيابة إقليمية، تجدر الإشارة أنه من الأفضل والأفيد، الشروع بإحداث فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه بالثانويات التأهيلية الأبعد ثم البعيدة، وهكذا تدريجيا، إلى القريبة ثم الأقرب من المركز الجهوي/الإقليمي للإعلام والمساعدة على التوجية، من أجل إعفاء التلاميذ وأولياء أمورهم من التنقل، حتى يستفيد الجميع من خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه، بكل مؤسسة ثانوية، ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، ودون تحمل مشاق جسدية ونفسية ودون تحمل مصاريف مالية قد تثقل كاهلهم.
II.

أهمية فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه:
يتميز فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه المحدث بالمؤسسة الثانوية بالمواصفات والخصائص التالية: 

تقريب خدمات الاستشارة والمساعدة على التوجيه من التلاميذ وأولياء أمورهم، دون تحملهم مشاق ومصاريف التنقل إلى جهات أو مؤسسات أخرى، ودون هدر للزمن، هذا الزمن الذي يستغله التلاميذ في المراجعة والتثبيت وإنجاز الواجبات المنزلية، أو أخذ قسط من الراحة استعدادا ليوم آخر ودروس أخرى؛ 

معرفة المستشار في التوجيه التربوي للتلاميذ من خلال الملفات المدرسية أو دفاتر التتبع الفردية المتواجدة في عين المكان، التي يمكن الرجوع إليها في كل حين، بتنسيق مع الأطر المسئولة، للتعرف على المعلومات المرتبطة بالتلميذ والمحددة لمساره الدراسي ونتائجه المدرسية ووضعه الأسري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ومدى مواظبته وسلوكه داخل الفضاء التربوي؛ 

إمكانية التعاون المباشر والفوري للمستشار في التوجيه التربوي مع الأطر الإدارية وأعضاء مجالس القسم من أجل البحث عن الحلول المناسبة لمختلف الصعوبات ومعالجتها؛ 

إمكانية طرح المستشار في التوجيه التربوي مختلف الظواهر والقضايا التربوية والتعليمية على الطاقم الإداري والتربوي لمناقشتها ومعالجتها في حينها وقبل استفحالها؛ 

التنسيق والتواصل المستمر بين المستشار في التوجيه التربوي والأطر الإدارية والتربوية؛ من جهة، وبين أمهات وآباء وأولياء التلاميذ إما بشكل مباشر أو طريق جمعيتهم، من جهة أخرى؛
III.

علاقة فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه بمختلف المقرات والبنيات الخدماتية والتنظيمية:
يرتبط فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه بكل من أكاديمية التربية والتكوين والنيابة الإقليمية، وذلك من حيث الإحداث والتجهيز والصيانة والترميم.
أما في ما يخص الدعائم الإعلامية المكتوبة وأدوات التقييم من روائز واستمارات متخصصة، ففضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه يرتبط بالمركز الجهوي/الإقليمي للإعلام والمساعدة على التوجيه. كما يرتبط بخصوص الإعلام الإعلاميائي، مباشرة عن طريق شبكة الأنترنيت بالبوابة الوطنية للإعلام والتوجيه.
IV.

خدمات فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه:
أحدث فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسة التعليمية، لفائدة التلاميذ وأولياء أمورهم وذلك للاستفادة من الخدمات التالية:
1

.خدمات الإعلام المدرسي والمهني والجامعي:
وتتجلى في تزويد التلاميذ وأولياء أمورهم بمعلومات حول الدراسات بالتعليم الثانوي، وكذا حول الدراسات والتكوينات العليا داخل المغرب وخارجه، وتقديم معلومات حول التكوينات المهنية، وذلك بواسطة مختلف الدعائم الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية والإعلاميائية، وعن طريق تنظيم تظاهرات إعلامية محلية يشارك فيها التلاميذ وأولياء أمورهم والطاقم الإداري والتربوي؛
2.خدمات الاستشارة والمساعدة على التوجيه:
وتتمثل في إجراء مقابلات مع التلاميذ الراغبين، من أجل مناقشتهم مختلف المشاكل والصعوبات التي تعترضهم في محاولة لإيجاد بعض الحلول المناسبة. وكذا من أجل مساعدة التلاميذ على اتخاذ قرارات مناسبة لقدراتهم الفكرية والجسمية.
وتهدف هذه الأنشطة إلى معرفة التلميذ ومساعدته على معرفة ذاته عن طريق استثمار الملفات المدرسية ومحتويات دفتر التتبع الفردي ونتائج الروائز والاستمارات المتخصصة.
V.إشكالية تدبير شؤون فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه:
حتى يفي فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه بالأغراض المنتظرة منه بفعالية ونجاعة، تبدو الإشكالات التالية ذات أهمية، والبت فيها يحدد المسؤوليات بوضوح وجلاء، ويمكن مختلف الأطراف من الاضطلاع بأدوارهم دون لبس ولا غموض: 

يشرف على القاعة المحتضنة لفضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه، من حيث الجانب الإداري مدير المؤسسة، حيث تعتبر هذه القاعة كإحدى قاعات الدروس العامة أو المتخصصة، فما موقع المستشار في التوجيه التربوي، والحالة هذه أنه يخضع لسلطة النائب الإقليمي؟ 

نظرا لكثرة الزوار، خصوصا التلاميذ، من الممكن حدوث نزاع أو شنآن أو أي فعل مناف للنظام والقانون الداخلي للمؤسسة، من شأنه أن يعرقل السير العادي للعمل داخل هذا الفضاء، يضبطه المستشار في التوجيه التربوي، الذي يحيل صاحبه، في شكل تقرير، على رئيس المؤسسة الذي يتخذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الحدث عن طريق آليات الضبط المنصوص عليها ضمن التشريعات التربوية، فما موقع المستشار في التوجيه التربوي الذي أصبح يضبط ويحرر تقارير ويحيل التلاميذ علي مجلس القسم؟ 

أما من حيث الجوانب التربوية، فالمستشار في التوجيه التربوي يعتبر المسئول عن سير العمليات وإنجاز أنشطة الإعلام والاستشارة والمساعدة على التوجيه منذ استقبال الزوار، تلاميذ وأولياء أمورهم، إلى استفادتهم من الخدمات المطلوبة، إلى مغادرتهم المقر. وكل إتلاف لوثائق أو أدوات أو تجهيزات، يسجل في حينه، ويحال مرتكبه على رئيس المؤسسة الذي يتصرف بشأنه وفق ما تمليه النصوص المنظمة. في مثل هذه الأحوال، تجبر إدارة المؤسسة الفاعل بأداء مبلغ مالي لتعويض الخسارة الحاصلة، فكيف يصبح نوع العلاقة بين المستشار في التوجيه التربوي والتلاميذ؟ وكيف ينظرون إليه؟ وهل يستقرون نفسيا وهم يقومون بأي حركة داخل الفضاء؟ 

أما من حيث الجوانب التقنية والمادية، فإن أي إصلاح أو تجهيز، تقع مسؤوليته على كل من الممون ورئيس المؤسسة، بتنسيق مع الجهة المسئولة على هذا الفضاء، وذلك بضبط المصاريف المالية وجرد مختلف الأدوات والتجهيزات بسجل المؤسسة، مع تسليم المستشار في التوجيه التربوي نسخة من هذه التجهيزات والأدوات الموجودة بفضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه، من أجل الاطلاع والإخبار. وكل أداة أو تجهيز تلاشى أو تم إتلافه، ينجز المستشار في التوجيه تقريرا في شأنه ويسلمه إلى الجهة المسئولة. وإذا تأخر الإصلاح أو الترميم أو تعويض المتلف والمتلاشي، فهل يصبح المستشار في التوجيه التربوي طرفا مسئولا عن تتبع العملية، من جهة، ومسئولا، من جهة أخرى، عن عدم استفادة الزوار من خدمات ذلك الجهاز المتلف أو تلك الأداة المتلاشية؟ 

تلكم بعض الإشكالات الملموسة ميدانيا، وغير ذلك من الأحداث والعمليات والعلاقات التي يمكن في أي لحظة أن تنعكس سلبا على مزاولة المستشار في التوجيه مهامه، وتحد من فعالية خدمات الإعلام والاستشارة والمساعدة على التوجيه.
VI

.من أجل الارتقاء بخدمات فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه:
من المعلوم أن عدد التلاميذ مرتفع نسبيا بالمؤسسات الثانوية، ويتجاوز أحيانا الألفين بالثانويات التأهيلية. وبما أن فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه أصبح قريبا من التلاميذ وفي حلة جديدة فضاء وتجهيزا، فإن التلاميذ، ونظرا لحاجياتهم المتعددة والملحة، يفدون، جماعات وفرادى، على هذا الفضاء، وبأعداد هامة.
وبما أن فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه لا يختلف في شيء عن مكتب الإعلام والتوجيه بالمؤسسة أو عن قاعة أو مكتب مشترك، كان يستقبل فيه المستشار في التوجيه التربوي التلاميذ وأولياء أمورهم، إلا من حيث التجهيزات والأدوات التي تعتبر وسائط مادية معينة، فإن حيز هذا الفضاء لا يتسع لجميع الزوار، تلاميذ وأولياء، طيلة السنة، وخصوصا في فترات الذروة: التعبير عن الرغبة والترشيحات لولوج مختلف المؤسسات المهنية ومؤسسات تكوين الأطر وغيرها….
وبديهي أن زوار فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه، يختلفون من حيث أغراضهم وحاجياتهم، سواء تعلق الأمر بمحور الإعلام المدرسي والمهني والجامعي، أو بمحور الاستشارة والمقابلة الفردية.
ففي ما يرتبط بالإعلام المدرسي والمهني والجامعي، فإن أسئلة كل فرد شخصية وذات صلة أساسا بموضوع خاص، قد يختلف عن مواضيع جميع الزوار، ما يحتم على المستشار في التوجيه التربوي توجيه خطاب خاص إلى كل فرد وفق ما يرغب فيه. حيث إن أسئلة كل تلميذ ترتبط بخصائصه ومقوماته الشخصية ونتائجه المدرسية ومشروعه الشخصي وتوجهاته واستعداداته وقدراته الفكرية والجسمية، فإن المستشار في التوجيه التربوي يتوجه بخطابه إلى الفرد المعني، دون الحاضرين، الذين يجب عليهم انتظار دورهم.

ومن الأفيد، تجنبا لكل لبس أو زلة لسان، تقديم المعلومات المرتبطة بالإعلام المدرسي والمهني والجامعي، إلى الزوار مكتوبة بواسطة دعائم إعلامية في شكل كتيبات ودلائل ومطويات، التي يجب أن تتوفر بأعداد كافية.
وللإشارة، نظرا لخصوصيات كل مؤسسة ثانوية، فإنه يجب تكييف المعلومات التي تحملها هذه الدعائم الإعلامية، تسهيلا للتواصل مع التلاميذ خصوصا، وتجنبا لكل تشويش أو سوء فهم، قد يحدث تأويلات خاطئة، أو انزلاقات على صعيد المؤسسة.
وبخصوص استعمال الشبكة العنكبوتية، فإنه يجب وضع موقع البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه رهن إشارة التلاميذ وأولياء أمورهم، بواسطة إعلانات بارزة على سبورة الملصقات، وفي كل الأماكن المخصصة لهذا الغرض. كما يجب إثارة انتباه التلاميذ وأولياء أمورهم إلى طبيعة المعلومات التي تقدمها مختلف المواقع على الأنترنيت المتخصصة في الإعلام والتوجيه.
ولتقريب المعلومة من التلاميذ في كل وقت وحين، يتم استعمال سبورة الإعلانات، التي تحتوي على معلومات حول: 

التكوين المهني والدراسات ما قبل البكالوريا؛ 

التكوين المهني وتكوين الأطر والدراسات ما بعد البكالوريا بالمغرب وبالخارج؛ 

الترشيحات والمباريات؛ 

المنح الوطنية ومنح التعاون؛ 

الزيارات الميدانية الاستكشافية للمقاولات والمؤسسات المهنية والوحدات الصناعية؛ 

الأبواب المفتوحة والتظاهرات الإعلامية والثقافية؛
وفي ما يخص الاستشارة والمقابلة الفردية، تعلق الأمر بمحادثة أو مناقشة أو حوار، فإن أول مبدأ يجب احترامه، سرية محتويات اللقاء. ما يستوجب استقبال كل فرد على حدة، وذلك مباشرة بعد حضوره بالفضاء، أو بعد تحديد موعد خاص به.
وبديهي أن الاستشارة والمساعدة على التوجيه، ترتكز أساسا على جميع الوثائق المحددة لوضعية التلميذ: شخصيا، تربويا، مدرسيا، أسريا، اجتماعيا، اقتصاديا، ثقافيا…وكل ما له صلة بالتلميذ. وحتى تفي المقابلات الفردية بالأغراض المنتظرة منها، فإن هذه الوثائق وجب أن يتوفر عليها المستشار في التوجيه التربوي، من أجل الرجوع إليها في جميع مراحل المقابلة، واستثمار محتوياتها، وتسجيل النتائج المتوصل إليها بعد كل لقاء مع كل فرد يرغب في ذلك.
وحتى تفي المقابلة الفردية بالأغراض المنتظرة منها، فإن عنصري الثقة والاحترام بين المستشار في التوجيه التربوي والتلميذ(ة)، يجب أن يكونا حاضرين ومتبادلين. كما أنه يجب احترام مبدأ سرية مجريات ومضامين المقابلة الفردية ونتائجها، مع القيام بالإجراءات المناسبة وفقا لما تم التوصل إليه، وذلك بإحالة كل حالة على الجهة ذات الاختصاص.
أما بخصوص التلاميذ الذين يرغب أولياء أمورهم في أن يجتازوا استمارات أو روائز متخصصة لأغراض معينة، فإن العملية تتطلب توفير استمارات وروائز مكيفة ومختلفة باختلاف المواضيع التي يراد قياسها وتقييمها، كما تتطلب تنظيما جيدا، وذلك بإعداد النسخ الكافية، وضم التلاميذ ذوي الحالات المتشابهة.
وحتى تحقق الاستمارات والروائز الأهداف المنتظرة منها، فإنه يجب التمكن من تقنيات التمرير والتصحيح وتفسير النتائج، مع الالتزام باحترام سرية مختلف المحتويات، والقيام بالإجراءات المناسبة محاولة لمعالجة الحالات المعروضة.
ولمعالجة الحالات المطروحة، فإنه يجب تضافر جهود جميع عناصر فريق المساعدة السيكوبيداغويجة من طبيب الصحة المدرسية وأخصائي نفساني ومتخصص اجتماعي ومدرسين وإداريين والأساتذة الرئيسيين والكفلاء وأولياء أمور التلاميذ.
VII.

ملاحظات وتساؤلات ومقترحات:
بغية تحقيق توجهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ومضامين وتوصيات البرنامج الاستعجالي، بخصوص مجال التوجيه التربوي، فإنه، يجدر بنا، وفقا لما أسفر إليه الموضوع المناقش أعلاه، أن نرفع بعض التساؤلات، حسب حالات خاصة، ونقدم بعض الملاحظات والمقترحات، التي نعتقد فعاليتها ونجاعتها، للسير قدما بمجال التوجيه التربوي، نحو تحسين مختلف الأنشطة والعمليات، من أجل الارتقاء بخدمات الاستشارة والمساعدة على التوجيه، عموما، وخدمات فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه، خصوصا:

1.حيث إن فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه عبارة عن قاعة واحدة، فالواقع يشهد أن هذه القاعة، وفق المواصفات المحددة، لا تستوعب الأعداد الهائلة من الزوار الذين يرغبون في لقاء المستشار في التوجيه التربوي، لأنها لا تختلف عن مكتب الإعلام والتوجيه بالمؤسسة التعليمية، الذي عمل به، مدة زمنية ليست يسيرة، أغلب أطر التوجيه التربوي. لذا وجب التفكير في صيغ جديرة بالاستجابة لحاجيات التلاميذ المتزايدة، من أجل إعفائهم من صفوف أو قاعة الانتظار، التي تجعل الملل يتسرب إلى قلوبهم، وتدفعهم إلى التوتر والاشمئزاز، أو التخلي عن قضاء عن أغراضهم.
لهذا، وبناء على تجارب ميدانية معاشة، نقترح، من أجل، تجنب الاكتظاظ داخل القاعة، وتحسين خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه، نقترح العمل وفق الصيغة التالية: هذه التي يمكن تبنيها مرحليا، وفي حالة ما إذا كان عدد التلاميذ بالمؤسسة مقبولا، وتتجلى في تخصيص نصف يوم لاستقبال الزوار وتسجيل أسمائهم بسجل الزيارات، وتحديد موضوع الزيارة وتصنيفه. فإذا تعلق موضوع الزيارة بالإعلام المدرسي أو المهني أو الجامعي، تقدم هذه الخدمة، إلى الزائر فورا وفي حينها. وإذا تعلق الأمر بطلب مقابلة فردية أو استشارة، يحدد المستشار في التوجيه التربوي موعدا للزائر، ويعين له خلال نصف يوم آخر.
وللإشارة، واحتراما لمبدأ سرية المعلومات المدلى بها من طرف التلاميذ، فإن المقابلة الفردية ضرورة ملحة لا بديل عنها، إذ تتناول قضايا حساسة تخص التلميذ شخصيا.

أما المقابلة الجماعية، فلا يمكن عقدها إلا لفائدة مجموعة تلاميذ يطرحون مشكلات مشتركة في ما بينهم، وهذا أمر نادر للغاية، إذ كيف يمكن جمع تلاميذ يعانون من نفس الصعوبات التربوية والمدرسية والاجتماعية وغيرها، والحالة هذه أن التلاميذ مختلفون طبعا؟
ويمكن تبني صيغ أخرى، مستقبلا، أكثر نجاعة، خصوصا بعد توفر العدد الكافي من الموارد البشرية المتخصصة، وذلك من قبيل تقسيم فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه إلى ثلاث قاعات، في حالة ما إذا كانت مساحته تفوق 80 م2 : قاعة الاستقبال لتسجيل الزوار وإحالتهم على الاختصاص حسب طبيعة نوع الخدمة المطلوبة، وقاعة الإعلام المدرسي والمهني والجامعي، وقاعة الاستشارة والروائز والمقابلة الفردية والتقييم، ومناقشة النتائج المتوصل إليها وتدوينها بدفتر التتبع الفردي للتلميذ.

2.ونظرا لتعدد الأطراف والجهات المتدخلة في مجال التوجيه التربوي، فإن تفعيل أدوارهم عن طريق إصدار نصوص تشريعية تحدد موقع ومسؤولية كل طرف، يعتبر ضرورة ملحة، حتى يلمس كل متدخل ما له وما علية بجلاء ووضوح دون تداخل في المهام ولا لبس في المعاملات: تحديد مهام كل طرف وحدود عمله، سواء تعلق الأمر بتدبير فضاء الإعلام والتوجيه، أو الملفات المدرسية، أو تعامل الأطراف في ما بينها من حيث تداول وثائق العمل والتجهيزات… وغير ذلك ضمانا للسير العادي لمختلف العمليات والأنشطة التربوية والإدارية والتقنية، عموما ونجاعة خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه، على الأخص.

3.وحيث إن الإعلام المدرسي والمهني والجامعي يعتبر أحد الحاجيات الملحة للتلاميذ والطلبة، وأحد المكونات الأساسية لمعرفة التلميذ/الطالب لمحيطه المدرسي والمهني والجامعي والاقتصادي والاجتماعي، فإن البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه تضطلع بأدوار بالأهمية بمكان في هذا المجال، ويعتمد عليها أساسا، كل الأطراف، من تلاميذ وطلبة وأولياء أمورهم وجميع الفرقاء والفاعلين التربويين والمهنيين. ونظرا لهذه الأهمية البالغة، فإن المعلومات المبثوثة على هذه البوابة، يجب أن تتسم بموثوقية ومصداقية تامتين، كما يجب أن تكون إجرائية وقابلة للاستعمال بشكل مباشر، وتفي بالأغراض المنتظرة منها دون لبس ولا تأويل، تجنبا لكل تشويش قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
وحتى تفي البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه بالأغراض المنتظرة منها، يجدر رفع التساؤل التالي: ما موقع مواقع الأنترنيت الأخرى التي تبث معلومات في مجال الإعلام والتوجيه التربوي بالمغرب؟ وكيف يتم التعامل معها، خصوصا، في حالة ملامسة تعارضات على مستوى المعلومات المبثوثة، سواء تعلقت بالإعلام أو بالتوجيه التربوي؟
وفي هذا الصدد، يجب العمل على إرساء ثقافة الإعلام المدرسي والمهني والجامعي عند التلاميذ والطلبة، أسلوبا وممارسة، عن طريق حفزهم وشحذ عزائمهم وتنمية فضول المعرفة لديهم، وتمكينهم من مناهج التربية على الإعلام، بهدف إقدارهم على الاستكشاف والبحث عن المعلومة وتحليلها وتصنيف محتوياتها وفهمها واستعمالها، وذلك موازاة مع التربية على الاختيار التي تسعى إلى إقدار التلاميذ على معرفة ذواتهم من أجل اتخاذ قرارات واعية وملائمة لقدراتهم الفكرية والجسمية ولتوجهاتهم وميولاتهم الشخصية. لاسيما وأن الظروف مواتية، بعد تبني السلطات التربوية منهج بيداغوجية الإدماج، التي تعتبر تربة صالحة لإنبات كل من التربية على الإعلام والتربية على الاختيار، سيرا بالتلاميذ نحو الإعلام الذاتي والتوجيه الذاتي من أجل بلورة مشاريعهم الشخصية والعمل على تحقيقها.

4.وفي إطار التدابير المعتمدة للنهوض بمنظومة التوجيه التربوي وتطويرها، نص الشروع E3P7 على إرساء وتفعيل مسطرة خاصة بالتوجيه النشيط، الذي يعتبر آلية لمساعدة تلاميذ السنة الثانية من سلك البكالوريا الراغبين في متابعة دراستهم بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود. وتتجلى هذه المسطرة في التتبع والمواكبة الفردانية للتلاميذ من أجل بلورة مشاريعهم الشخصية والقيام باختيار المسالك الدراسية الجامعية الملائمة لقدراتهم وميولاتهم واستعداداتهم ضمانا لمتابعة دراستهم الجامعية بنجاح ودون تعثر.
ومعلوم أن المستشار في التوجيه التربوي يضطلع، ضمن الأطراف المتدخلة، بالعمليات والأنشطة المنجزة في إطار التوجيه النشيط بالمؤسسة الثانوية التأهيلية، من إعلام جامعي، ودراسة الملفات المدرسية، والقيام بالمقابلات الفردية مع التلاميذ وأولياء أمورهم، وإجراء اتصالات وتشاورات، وعقد لقاءات مع الأطر الإدارية والتربوية، وحضور أشغال مجالس الأقسام، مما يستوجب وضع خطة فعالة، خصوصا لاستغلال فضاء الإعلام والمساعدة على التوجيه، وذلك وفق ما تم اقتراحه في الفقرة (VII،1) أعلاه.

1.4- وتجدر الإشارة، خصوصا بالمؤسسات الثانوية التي تضم أعدادا هائلة من تلاميذ السنة الثانية باكالوريا، إلى ضرورة تفعيل أدوار جميع الأطراف المتدخلة في عمليات التوجيه النشيط لمساعدة المستشار في التوجيه التربوي على إنجاز مختلف العمليات، وإرساء مناهج التربية على الإعلام موازاة مع التربية على الاختيار، وتخصيص فترة كافية لعمليات الإعلام الجامعي وتوفير الدعائم الإعلامية في الآجال المناسبة، تشمل كل ما يتصل بالدراسة الجامعية: 

الكليات المعنية بالتوجيه النشيط جهويا ووطنيا؛ 

المسالك الجامعية حسب نوع البكالوريا المحصل عليها؛ 

محتويات المسالك الدراسية، من مواد ومجزوءات ومعاملات وحصص ؛ 

الأنشطة المرتبطة بالدراسة، من أشغال تطبيقية وموجهة ونظام الامتحانات؛ 

نظام المجزوءات ومسطرة النجاح والانتقال إلى المستوى الأعلى؛ 

المنح الجامعية ومنح التعاون؛ 

الأحياء الجامعية والحياة الطلابية؛ 

الآفاق الدراسية والمهنية المتاحة لكل نوع من الشهادات الجامعية المحصل عليها؛

2.4- أما تعبير التلاميذ عن رغباتهم، فيتطلب مدة زمنية وافرة، وذلك بعد استفادتهم من خدمات الإعلام الجامعي. حيث تخصص هذه الفترة لقيام التلاميذ باتصالات وتشاورات مع جميع الأطراف والفرقاء التربويين، من آباء وأولياء ومدرسين وإداريين ومستشار في التوجيه التربوي وكل ذي صلة بالمجال. وفي هذا المضمار، تتكثف لقاءات التلاميذ مع المستشار في التوجيه التربوي، طلبا لمزيد من المساعدة والتوضيح، الشيء الذي يفرض العمل وفق الصيغ المحددة في الفقرة (VII،1) أعلاه.

3.4- وحتى يضطلع الأساتذة بالمهام المنوطة بهم كأطراف مساهمة في عمليات التوجيه المدرسي والجامعي، وفق ما تنص عليه النصوص المنظمة، وحتى تفي مجالس الأقسام بالأغراض المنتظرة منها، يجب توفير كل مستلزمات الإعلام الجامعي، والمعلومات الضامنة لمناقشات هادفة والإدلاء بآراء بناءة، من ملفات التلاميذ وبطاقات الرغبات والمسالك الدراسية الجامعية وخصوصياتها وآفاقها المستقبلية. كما يجب وضع رهن إشارة المدرسين عدة إعلامية متكاملة حول الدراسة بالسلك الثانوي التأهيلي ، من دلائل الإعلام والتوجيه، وكراسات، ومطويات، وموقع البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه، وعنوان المركز الجهوي/الإقليمي للإعلام والمساعدة على التوجيه. كما أن تمكين الأساتذة من جميع المعلومات حول المنتديات والأبواب المفتوحة، وإطلاعهم على مستجدات الإعلام والتوجيه، يعد أمرا بالأهمية بمكان.

خاتمة:
حيث يجمع المتتبعون والمهتمون بمنظومة التربية والتكوين على أن التوجيه التربوي يعد قاطرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فإن الاهتمام بهذا المجال أضحى أمرا محتوما، وذلك بإرساء جميع آليات التدبير الناجعة لتحقيق الأهداف المنتظرة منه:
تطوير خدمات جميع البنيات الإدارية والخدماتية والتأطيرية والارتقاء بها، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، من الوحدة المركزية للإعلام والتوجيه والبوابة الوطنية للإعلام والتوجيه، والمصالح والمكاتب ذات الاختصاص بكل من أكاديميات التربية والتكوين ونيابات وزارة التربية الوطنية، والمراكز الجهوية/الإقليمية للإعلام والمساعدة على التوجيه، وفضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه بالقطاعات المدرسية بالمناطق التربوية للتفتيش؛ 

إرساء آليات ناجعة للإعلام المدرسي والمهني والجامعي، وذلك عن طريق وضع منهج هادف للتربية على الإعلام، وتقريب المعلومات من التلاميذ وكل الأطراف المتدخلة، بواسطة كل أشكال الوسائل والدعائم الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمبثوثة على شبكة الأنترنيت. 

وحيث يعتبر المخطط الاستعجالي التوجيه التربوي شأنا جماعيا يهم عدة أطراف سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها ، ويدعو هذه الأطراف إلى الانخراط في الرفع من نجاعة منظومة الإعلام والتوجيه، فإنه بات من الضروري وضع إطار قانوني يحدد إجرائيا مهام المستشار في التوجيه التربوي ووضعيته ضمن منظومة التربية والتكوين، كما يحدد بوضوح مهام مختلف المتدخلين، من هيئة التفتيش والأطر الإدارية والتربوية، وآباء وأولياء التلاميذ، والمساعدين في المجال الاجتماعي والصحي والمهنيين وجميع المؤسسات والأطراف ذات الصلة بالتوجيه التربوي، حتى يقوم كل طرف بالمهام الموكولة إليه، دون لبس ودون تداخل؛ 

تفعيل أدوار كل من الأساتذة والإداريين، وخصوصا الأستاذ الرئيسي والأستاذ الكفيل، للمساهمة في الرفع من جودة خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه؛ 

وضع منهجية ناجعة للتربية على الاختيار والتربية على الإعلام، من أجل مساعدة التلاميذ على بلورة مشاريعهم الشخصية والقيام باختيارات واعية من أجل تحقيق الأهداف التي يرسمونها لأنفسهم.
المراجع: 

الميثاق الوطني للتربية والتكوين، 2000، المغرب؛ 

البرنامج الاستعجالي 2009-2012، المغرب؛ 

المذكرات التنظيمية لمجال التوجيه التربوي:17 و18 و19 ، 18 فبراير 2010، المغرب؛ 

دليل الحياة المدرسية، دجنبر 2008، الرباط، المغرب؛
دليل التتبع الفردي للتلميذ، المغرب؛ 

د. أحمد أوزي، المراهق والعلاقات المدرسية، منشورات مجلة علوم التربية،1994 ، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب؛ 

د. حامد عبد السلام زهران، التوجيه والإرشاد النفسي، الطبعة الثالثة، 1985، عالم التربية، القاهرة، مصر. 

د.أحمد أبو سعيد ود. لمياء الهواري، التوجيه التربوي والمهني، 2008، دار الشروق، عمان، الأردن؛
بقلم: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس، المغرب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. conseiller d'orientation
    12/09/2010 at 00:56

    شكرا جزيلا الأخ نهاري على تفضلك بإثارة هذا الموضوع الآني الذي يعتبر موضوع الساعة.فعلا لقد تناول هذا الموضوع جميع الجوانب التي تتصل بفضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه، إلا انه تبقى بعض التساؤلات عالقة لا يفوتنا أن نرفعها من هذا المنبر المحترم، وهي كما يلي؛
    توجد علاقة بين فضاء الإعلام والتوجيه والمركز الجهوي أو الإقليمي للإعلام والمساعدة على التوجيه، فهل تم تهييء هذه المراكز وتجهيزها؟ وهل تم تعيين العاملين بهذه المراكز؟وهل شرعت هذه المراكز في الاشتغال؟
    وإن لم تشتغل بعد فمتى سيتم ذلك؟
    ونفس الأسئلة يمكن طرحها بخصوص البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه؟
    وأسئلة أخرى مثل: هل سيساعد المستشار في التوجيه التربوي مساعد خاص ملم بمجال التوجيه التربوي؟
    ومتى تصدر النصوص المنظمة لمختلف التدخلات؟
    وأين هم الأساتذة الكفلاء والرئيسيين؟ وما هي العلاقة بينهم وبين المستشار في التوجيه ؟
    ومن هو المسؤول على إصلاح التجهيزات والأدوات التي يمكن أن تتلف؟
    أما التوجيه النشيط، فمتى ينطلق؟ وما هي الأهداف الحقيقية المنتظرة منه؟ ألا تسير في اتجاه الانتقاء والإقضاء؟
    ولماذا لم تسند مسألة المقابلة الفردية للمستشار في التوجيه؟ ولماذا يتقاضى الأستاذ الذي يجري المقابلة مئة وخمسين درهما عن كل مترشح؟
    وشكرا على هذا الموضوع
    مستشار في التوجيه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.