Home»National»هل ـ النضال الطلابي ـ الحالي داخل الجامعة المغربية ينتج مناضلا ديمقراطيا؟؟؟؟

هل ـ النضال الطلابي ـ الحالي داخل الجامعة المغربية ينتج مناضلا ديمقراطيا؟؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تعتبر الجامعة فضاء للتعلم، و اكتساب المعارف و المهارات في مستوى عالي،و هي تستقبل طلابا شبابا ، مليئين بالحيوية و العطاء،لذا طبيعي جدا أن تراهم يتبنون إيديولوجيات مختلفة،من أقصى اليمين على أقصى اليسار، و ينخرطون في فصائل طلابية، و قد شكل النضال منذ بداية الاستقلال داخل الجامعة  ،و خاصة داخل المنظمة الطلابية »الإتحاد الوطني لطلبة المغرب » امتدادا  للتنظيمات اليسارية على الساحة الوطنية ، و واجهة للصراع مع الدولة،بعد هدوء قصير دام إلى حدود مؤتمر آزرو،الذي سمي آنذاك بمؤتمر الطلاق(المؤتمر السادس).هكذا أضحت الساحة الطلابية ،مجالا لبسط  و مقارعة الأفكار و ترسيخ قيم الفكر العقلاني ،و آلية لتفريخ مناضلين أشاوس يغذون الأحزاب السياسية،و يشكلون نخب المستقبل.و هذا ما نلحظه حاليا من أطر و قيادات سياسية داخل الأحزاب اليسارية،و التي تربت في كنف النضال الأوطمي في ستينات و سبعينات القرن الماضي.

لكن بعد نهاية الثمانينات،ستعرف الجامعة المغربية ردة على مستوى القيم العقلانية ، و تعويضها بهيمنة الفكر العقدي،المبني على إسقاطات منغلقة و راديكالية لا تؤمن بالإختلاف،من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.و في هذا الإطار ،وحسب نوعية التفكير المتبنى،يمكن أن نعثر على فريقين:

   1. الفريق الأول و المكون من طرفين راديكاليين:
   1. طرف يميني راديكالي ينتمي إلى جماعة العدل و الإحسان،التي تتبنى الفكر الدعوي كمرحلة تكتيكية ، في انتظار القومة الكبرى،و هذا ما يؤكد عليه السيد عبد السلام ياسين في مشروعه السياسي  » المنهاج النبوى… » ،لكن داخل الجامعة المغربية ، وفي بداية تسعينات القرن الماضي،تبنت العنف للسيطرة على الحرم الجامعي.و تعتبر العلاقات داخل هذا التنظيم عمودية،بحيث أن عملية التسلق في دواليب التنظيم تخضع لانضباط عسكري صارم،  على شكل حلقات ،ينطلق منها المنخرط من نقيب ،إلى نقيب أسرة،إلى أن يصل بعملية شاقة إلى مجلس الإرشاد،و يتلقى دروسا دعوية و أناشيد،و ليس من حقه الدخول في نقاشات أو تبادل آراء،و إلا سيكون الطرد من نصيبه.و لا يمكن أن نغفل الدور التي قامت به الدولة من تشجيع للتيار الإسلامي داخل الجامعة ،لأنها ألغت تدريس  الفلسفة رائدة الفكر العقلاني،و ذلك لضرب التيار اليساري الذي كان مهيمنا على الساحة،و خلق نوع من التوازن.
   2. طرف يساري راديكالي،مكون من تيارات جذرية ، تتبنى الماركسية اللينينية،مشكلة من الطلبة القاعديين بكل تلاوينهم .و لكي يصبح الطالب « مناضلا  » داخل هذا التنظيم ،لا بد له أن يحتضنه « مناضل » سابق الذي يمارس عليه كل أنواع العنف الرمزي.فالمناضل  السابق يمتلك الشرعية النضالية،والجديد عليه أن يكون خدوما،كأن ينهض باكرا لإلصاق الإعلانات،وأن لا يشاكس   » أستاذه »،و أن يوفر كل الشروط لإسعاده !!!!!،أما أن يحصل على أوراق المؤتمر الخامس عشر،أو السابع عشر،فهذا يعني أنه بلغ قمة الولاء الأعمى.و يخلق هذا التيار عالما سوفسطائيا فريدا بعيدا عن الواقع،و يتحدثون بصورة مثيرة للهزل عن سقوط المؤسسات كالبرلمان،و عن اللغة الرسمية المرتقبة في عهد الشيوعية ،المعشعشة في أذهانهم.و يتبادلون كتبا،لا تصلح لواقعنا،كالحديث مثلا كيف السطو على فيلا من طرف حرب عصابات المدن كما كانت تفعل حركة « الطوباك أمارو ». و يمتلك أحد التيارات القاعدية في برنامجه السياسي نقطة فريدة و هي « مواجهة ما يمكن مواجهته في أفق المواجهة الشاملة »(واش فهمتو شي حاجة !!!!!).و يتميز هذا الطرف بتفكير عقدي،يقصي جميع التوجهات الأخرى.فهذا يعتبرونه تحريفيا،و ذاك إصلاحيا،و الآخر رجعيا،و ذاك من البورجوازية الصغرى…..إلخ.و يتوهمون امتلاك الحقيقة ، على اعتبار أن ليست لهم مسؤولية داخل الشارع السياسي.
   2. الفريق الثاني المكون من تيارات تنتمي إلى أحزاب سياسية لها امتداد في الشارع المغربي،و تستحضر المسؤولية في قراراتها،و تقوم بالتحليل الملموس للواقع والملموس.و ينخرطون في تنظيماتهم الشبابية.لكن لوحظ  نوع من الفتور في السنوات القليلة، في الإلتحاق بهذه التنظميات،نظرا لأن الجامعة المغربية،لم تعد قناة للترقي الإجتماعي،لأنها أصبحت أداة لتخريج الآلاف من العاطلين سنويا.

 

بالإضافة إلى كل ما قيل،فإن أغلبية « المناضلين » أصحاب التفكير العقدي خاصة اليساريين،عندما ينهون مشوارهم الدراسي،يجدون أنفسهم معزولين عن الواقع،لا ينتجون خطابا ديمقراطيا،لأن تنشئتهم و بيئتهم لم تكن ديمقراطية.لذا تجد نسبة لا بأس منهم ، ينخرطون في تنظيمات سياسية ،كثيرا ما نعتوها بالرجعية،حاملين معهم رصيدا من أسلوب الخطابة.و التجارب غنية على أرض الواقع، كما كان الراحل ادريس البصري  يستقطب قياديين من الراديكاليين،و نسبة منهم انخرطت في جمعية المعطلين،التي يعتبرونها أداة للواجهة و الصراع،و ليست – على كل  حال- إطار للبحث عن الشغل،و هذا هو السبب الرئيس في فشل جمعية المعطلين لأنها تخدم أجندة فئة معينة.

إن المغرب محتاج إلى إنتاج  نخب ديمقراطية تحمل مشعل بناء  صرح  البلد و تقدمه.و ما وصل إليه المغرب من انفتاح و تطور  محصلة لتضافر جهود الدولة و أحزاب ذات شرعية  تاريخية،اعتبرت الجامعة المغربية قاعدتها الخلفية لتغذيتها من النخب.و الآن الأحزاب السياسية  محتاجة إلى شرعية ديمقراطية لمواصلة مسيرة التقدم،لذا وجب التفكير في دمقرطة الجامعة المغربية،و ربطها بمحيطها السوسيواقتصادي ، حتى لا تبقى قياداتنا الشبابية(leaderships)منغلقة على ذواتها، و منتجة لتفكير غير ديمقراطي،يضر بمستقبل المغرب المنشود.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. جامعي
    29/08/2010 at 00:41

    إذا اردت قياس الجامعة المغربية فما عليك سوى بتتبع مسار الاساتذة الجدد
    هذا معيار مهم لمعرفة انتاج الجامعة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.