Home»National»آفة القراءة سوء الفهم

آفة القراءة سوء الفهم

1
Shares
PinterestGoogle+

من القراء الذين يرتادون هذا الموقع أو غيره من المواقع على الشبكة العنكبوتية من يعبر عن فهمه لما ينشر من خلال التعليق على ما يكتب وينشر. وتختلف الفئات القارئة من حيث مستوياتها المعرفية ، وتبدو الفوارق واضحة بينها من خلال طرق التعليق . وآفة القراءة الفهم ، فما كل من يقرأ يفهم ما أريد مما كتب ونشربل يقتصر فهمه على مستواه الذي يلزمه وحده . فعلى سبيل المثال نشرت مقالا عن الفئة المؤمنة التي وعدها الله عز وجل بالنصر على اليهود ، ومما جاء في مقالي أن بعض الفئات قد تدعي تصديها لليهود فيكونلك مجرد مسرح وفلكلور طالما أنه لا يحقق الوعد الإلهي ونبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ومما جاء في التعليق على هذه الفكرة قول بعضهم إذن ننتظر حتى تأتي الفئة التي سيتحقق الوعد الإلهي على يدها ، وأن ما يفعله حزب الله وحماس مجرد مسرح وفلكلور ، وقول بعضهم إذن ننتظر دعوات الفقهاء والخطباء في المساجد لتحقيق النصر على اليهود . هذان نموذجان للفهم المعبر عن مستويات بعض القراء .

فالمقال لم يرد فيه ما يشير إلى انتظارحتى تظهر الفئة الناجية ، ولم يشر إلى دعوات الفقهاء والخطباء في المساجد ، وكان القصد واضحا وجليا وهو دعوة المسلمين إلى تجديد صلتهم بالله تعالى وإخلاص النية له من أجل أن يتحقق وعده الناجز. فالله تعالى لم يحدد عصرا معينا يتحقق فيه وعده ليكون ذلك حافزا لجميع المؤمنين في كل العصور على طلب شرف القضاء على اليهود من خلال إيمان صحيح وصادق . والمؤكد في الوعد الإلهي الناجز ، وفي نبوة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن الفئة التي ستقضي على اليهود هي الفئة المؤمنة الناجية ، وعليه فكل فئة لم يتحقق لها هذا الوعد الناجز لا يمكن أن تدعي أنها الفئة المؤمنة الناجية بل قد يكون سعيها مجرد أحلام و مجرد مسرح أو فلكلور لا يتجاوز العبث واللعب لأن العبرة بالنتائج لا بالادعاء عملا بالحديث الشريف :  » ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل  » فلا يمكن أن نصدق إيمان من يدعي تصديه لليهود إلا بإنجاز هو القضاء عليهم القضاء المبرم ذلك أن الوعد الإلهي والنبوة لم يتحدثا عن مناوشات مع اليهود تكون فيها كفة المواجهة والقتال لفائدة اليهود بحيث يقدم غيرهم أضعافا مضاعفة من التضحيات والخسائر مقابل اشتداد بأس اليهود وطغيانهم بل ربما كانت هذه المواجهات المسرحية والفلكلورية معهم لصالحهم تعطيهم الذرائع للبطش والعدوان .ولست أدري كيف يقيس بعض الناس النصر في مواجهات يدمر فيها اليهود كل شيء ويزهقون آلاف الأرواح مقابل مقتل أو جرح بعض أفرادهم الذين يعدون على رؤوس الأصابع ، ويتدخل ما يسمى المجتمع الدولي وهو يتظاهر بإيقاف عدوان اليهود ولكن لصالحهم بحيث يصيرون أصحاب الشروط المتحكمين في عملية إيقاف العدوان ؟.

ومن زعم أنه انتصر على اليهود نتحداه أن يفك الحصار عن غزة ، أو يفك الحصار عن الضفة ، أو يرفع الظلم عن أهالي فلسطين في الأراضي المغتصبة سنة 48 ، أو يوقف عملية تهويد القدس ، أو يسترجع ما يحتله اليهود في جنوب لبنان والجولان وغيرهما . إن الواقع على الأرض يكذب ما يدعيه أصحاب المسرح والفلكلور. إن أول خطوة لبلوغ هدف القضاء على اليهود هو تصحيح الإيمان ، وآيته أن يتحد الذين يدعون الإيمان حول فكرة القضاء المبرم على اليهود ، فلا يكون فيهم من وقع اتفاقيات الاستسلام مجانا مع اليهود ، وفيهم من يراهن على اتفاقيات استسلام أخرى وهو يرى نتائج الاتفاقيات السابقة ، وفيهم المتفرج الذي لا يعنيه الأمر لا من بعيد ولا من قريب ، وفيهم من يصفي حساباته مع شركائه في المصير وفي المصيبة ويكون ذلك لفائدة اليهود ، وفيهم من لا يعنيه هدف القضاء على إسرائيل بقدر ما يعنيه نشر عقيدته الفاسدة واستغفال العوام والرعاع واستعدائهم على من هم في مثل موقفه من مواجهة اليهود أي مواجهة القول لا مواجهة الفعل . لقد قص علينا القرآن الكريم قصصا للعبرة فاليهود بعد موسى عليه السلام وبعد يوشع بن نون تراخوا في عقيدتهم ودينهم وسلط الله عليهم من سباهم وشردهم وظلوا كذلك لقرون طويلة ، فلما عادوا إلى التدين الصحيح جاءتهم فكرة مواجهة أعدائهم من الكفار فكانت المبادرة منهم إذ طلبوا من نبيهم شمعون أن يجعل عليهم ملكا يقاتلون وراءه عدوهم ، فلما جعل عليهم طالوت أنكروا ملكه حتى قدم لهم البرهان وهو التابوت ، ومع ذلك تقاعس العديد منهم عن القتال إلى جانبه ، وجاءه النصر الموعود من الله عز وجل بالفئة القليلة المؤمنة الناجية أما فئة المسرح والفلكلور فقد تبخرت. ولن يختلف وضع المسلمين اليوم مع اليهود الكفرة المجرمين فلا بد من طالوت مسلم ومعه القرآن والسنة دليل وحجة ، ولا بد أن ينكر الكثيرون قيادته ، ولا بد أن يخذله المتخاذلون ، ولا بد أن تنصره الفئة المؤمنة الصابرة الناجية ، ولا بد أن تتبخر فئة المسرح والفلكلور والدعاية الإعلامية الرخيصة التي حين تترجم إلى واقع تكون الكارثة .

هل ينكر أحد أن حروب 48 و 56 و67 و73 وما بعدها كانت مجرد حروب مسرحية وفلكلورية لم تحقق هدف القضاء على اليهود بل كانت مساعدة لتوسع اليهود في احتلال أراضي المسلمين ؟ أينكر أحد أن ما قدمت فئات المسرح والفلكلور من تضحيات مجانية لا تقدر بثمن مقابل استقواء اليهود ؟ فالله تعالى وعد الفئة المؤمنة الصابرة النصر على قلتها ، والعبرة بالنتيجة النهائية حين تغلب الفئة القليلة الفئة الكثيرة ، وأظن أن المقصود واضح وهو أن يكون عدد ضحايا الفئة الكثيرة أكبر بكثير من عدد ضحايا الفئة القليلة لا عكس ما هو عليه الحال في المواجهات المسرحية والفلكلورية مع اليهود في عصرنا . وخلاصة القول أن بعض القراء يفهمون من بعض المقالات ما شاءوا كما شاءوا متى ما شاءوا لأنهم ينطلقون من أوهام يعتمدونها كقناعات راسخة لا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها ، وهم معذورون لأن من لم ير الأسد الحقيقي ينبهر أمام السنور المنتفش الذي يختفي في الجحور ويقدم الصبية والنساء والعجزة قرابين لنار حرب المسرح والفلكلور من أجل سلامته ، وكان الأجدر والأولى أن يكون أول من يموت قبل أن يموت المستضعفون الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا أما أن يصنع النصر المسرحي والفلكلوري على أشلائهم فعليه أن يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يخدع نفسه غرورا ويخدع المغفلين الذين يعرفون حقيقة الوعد الإلهي وحقيقة النبوة المحمدية الناجزين ومع ذلك يناورون من أجل جعل المسرح والفلكلور جهادا حقيقيا ، ومن راقه أن يسمي العود الذي يركبه جوادا نقول له مبروك الجواد يا صاحب العود .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. اشتم الرئحة
    05/08/2010 at 13:16

    لمادا تحدف بعض المقالات مثل الزواج ؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *