Home»National»العلامتان وهبة الزحيلي من الشام ومصطفى بن حمزة من المغرب يدافعان عن المذاهب الفقهية في حلقة الشريعة والحياة

العلامتان وهبة الزحيلي من الشام ومصطفى بن حمزة من المغرب يدافعان عن المذاهب الفقهية في حلقة الشريعة والحياة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

العلامتان وهبة الزحيلي من الشام ومصطفى بن حمزة من المغرب يدافعان عن المذاهب الفقهية في حلقة الشريعة والحياة
محمد شركي
استضافت حلقة الشريعة والحياة التي تقدمها قناة الجزيرة القطرية كلا من العلامة السوري الدكتوروهبة الزحيلي عضو المجامع الفقهية ، والعلامة المغربي الدكتور مصطفى بن حمزة عضو المجلس العلمي الأعلى المغربي ورئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة وجدة المغربية ومدير معهد البعث الإسلامي بها . ولا شك أن الجمع بين علامتين واحد من المشرق والآخر من المغرب له دلالته للبث في قضية الساعة وهي المذاهب الفقهية ومصائرها حيث ترتفع بعض الأصوات هنا وهناك في المشرق والمغرب للدعوة إلى تجاوز المذاهب الفقهية . ومن خلال حوار أجراه منشط حلقة الشريعة والحياة تبينت وجهتا نظر العلامتين في الموضوع وهي وجهتا نظر واحدة بالرغم من بعد الشام عن المغرب مما يدل على وعي علمائنا الكبير بما يختمر في العالم الإسلامي من قضايا كبرى وحساسة ومصيرية ، وما يعنيه وحتى ما يتهدده لأنهم حراس العقيدة وحماتها . أما كلام العلامة الزحيلي فانصب على ما يلي :

اعتبر العلامة الزحيلي أن المذاهب الفقهية إنما وجدت استجابة لحاجات الناس إليها ، وهي مذاهب استنبطت من أصول أهمها القرآن والسنة ، وهي استمرار لاجتهادات الصحابة من أصحاب الرأي وكانوا قلة ، وبهذا يصير الفقهاء مبلغين عن النبي صلى الله عليه وسلم . وذكر العلامة الزحيلي أن الحاجة إلى الفقه ازدادت خلال القرنين 2 و3 الهجريين ، وكان سبب ازدهارها ظهور الجدل بين الفرق الإسلامية إلى جانب ظاهرة انتشار العلم وتدوينه بمبادرة من خلفاء بني العباس. وقال أن الفقهاء لم يكن همهم هو الإمامة الفقهية بل كان مواجهة حاجات الناس لصيانة تدينهم من كل انحراف .

وبخصوص فرض الدول مذاهب فقهية على رعاياها يرى العلامة الزحيلي أن التقليد ظاهرة تمس كل نواحي الحياة ، وأن الناس يقلدون إماما في فقه حياتهم توفرت له الأهلية ، كما أن الدول تجمع رعايها على مذهب واحد لوجود مصالح مشتركة بينهم كما هو الشأن بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي اختارت مذهب الإمام ابن حنبل . ومع قول الشيخ الزحيلي بضرورة اتباع أئمة الفقه شجع على الاجتهاد في الفقه ولكن شريطة الالتزام بأصوله وقواعده وضوابطه. أما الذين يطالبون بتجاوز المذاهب الفقهية فليست لهم في نظر الزحيلي بدائل . ويرى أن الفقه يجب أن يساير ما تعرفه المصالح والأعراف من تطور ولكن وفق ضوابط الاجتهاد . وهو يستغرب محاولة مصادرة تاريخنا الفقهي مع أن الغرب يشيد بهذا التاريخ وبمصداقيته . ويرى العلامة الزحيلي أن زمن التعصب للمذاهب قد ولى ، وأن تنوع المذاهب كما هو حال المذهب الحنبلي بالسعودية ، والمالكي بالمغرب والشافعي بمصر وسوريا والحنفي عند الأعاجم فيه سعة ورحمة ، وفقهنا القديم واسع جدا وهو مستوعب لكل ما يطرأ على الحياة من نوازل. و عن الذين يروجون لذريعة القول باتباع الصحابة عوض أئمة الفقه وهم بذلك يريدون إقصاء المذاهب الفقية قال الشيخ الزحيلي إن أئمة الفقه التزموا بفقه الصحابة بل هم أشد التزاما بفقههم ، ولا تصح دعوة العودة إلى فقه الصحابة لأن الصحابة تفرقوا في الأمصار ونظروا إلى بعض الأمور من خلال ظروف عاشوها وعاينوها لهذا يكون المتأخرون على اطلاع بهذه الظروف وبأسباب اختلاف الصحابة في قضايا نظرا للاعتبارات السابقة . والشيخ الزحيلي يشيد بتجربة الفقه المقارن للحركة الإسلامية الحديثة لأن الفقه المقارن يساهم في معرفة الراجح والمرجوح من الآراء ، والفقه المقارن أفرز ظاهرة الاجتهاد الجماعي ، والمجامع الفقهية التي أعلن الزحيلي عن انتمائه إلى العديد منها ولكنه يرى أن هذه المجامع الفقهية تنطلق من المذاهب الفقهية ولا تتجاوزها لأن المذاهب الفقهية لم تستطع جهة من الجهات أن تحقق ما حققته من انجازات لهذا لا يجوز أن يبخسها دعاة تجاوز المذاهب الفقهية .
وأما كلام العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة فانصب على ما يلي :

يرى العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة أن ظهور المذاهب الفقهية في حياة المسلمين أمر طبيعي لكون المذاهب موجودة في كل حقول المعرفة الإنسانية من علوم ولغات وغيرها . ولما كان الفقه عبارة عن قانون يحكم المجتمع فلا بد أن تضطر الدول إلى توحيد المذهب الفقهي تماما كما تضطر لتوحيد القانون إذ لا يعقل أن يختلف القضاة في استعمال القوانين داخل البلاد الواحدة . ويرى أنه من الطبيعي أن يؤدي الاجتهاد إلى الاختلاف . واتباع أئمة الفقه ضروري لأن العامة لا تستطيع أن تتعامل مع النصوص مباشرة. وعن فكرة تجاوز المذاهب الفقهية التي يروج لها البعض يقول الشيخ مصطفى بن حمزة لا يجب أن يكون تجاوز هذه المذاهب هدفا في حد ذاته أي التجاوز من أجل التجاوز دون مبرر ذلك لأنه لكل مذهب أصوله وطرق استنباطه وتعامله مع النصوص ، ولا يمكن تجاوز المذاهب دون ضوابط. ونوه فضيلة العلامة بن حمزة بخطوات الحركة الإسلامية في محاولة تجميع أو توحيد المذاهب ولكنه سجل ملاحظة حول بعض المحاولات التي تعقبها المختصون بالنقد كما هو شأن محاولة السيد سابق التي تدارك عليه هؤلاء المختصون ما يزيد عن ثمانين خطأ في المحاولة . ويرى العلامة ابن حمزة أن الفقه بطبيعته حي متجدد باستمرار لهذا لا يمكن تجاوزه. ويرى أنه لا بد من إعطاء الفقه ما يستحق من أهمية ، ويوكل إلى المختصين ليكون قادرا على تأطير حياة الناس وتجنيبهم المزالق. وعن الاجتهاد الجماعي يقول العلامة إنها التفاتة فقهية لا بأس بها ، ولكنها ستظل دون تجربة أئمة الفقه وهو فقه واسع تناول العديد من القضايا التي لم يباشرها الفقه الحديث وذكر منها على سبيل المثال فقه البيئة الذي هو فقه جدير بالاهتمام كما كان شأنه بالنسبة للمذاهب الفقهية .

ويرى العلامة ابن حمزة أنه لا يجب فتح المجال للجميع للممارسة الفقهية وللاجتهاد دون معرفة الأصول المعتمدة كما أنه لا يمكن إقصاء باقي الأصول بدعوى اعتماد الكتاب والسنة ، أو ادعاء متابعة الصحابة من أجل تجاوز أئمة الفقه الذين اهتموا بفقه الصحابة واعتمدوا مناهج رائدة للجمع بين آراء الصحابة كما هو شأن أبي حنيفة . ويرى العلامة أن ما يطبع اليوم من مجلات فقهية شيء مهم للغاية ، وأن المذاهب الفقهية مرشحة للعودة ، وهي في نظره مجامع فقهية قديمة على غرار المجامع الحديثة .
والملاحظ في نهاية استعراض وجهتي نظر العلامتين المشرقي والمغربي أنهما اتفقا اتفاقا كاملا في أمرين هامين وهما : التصدي لدعوات تجاوز المذاهب الفقهية القديمة لمجرد التجاوز دون مبرر ورد الاعتبار لهذه المذاهب التي لن ترقى إليها المحاولات الحديثة ، واشتراط الأهلية و الضوابط لولوج مجال الاجتهاد في الفقه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. salama
    07/08/2010 at 01:11

    Salam
    machae lah 3la 3olamaéna lmagaréba rafa3tom ryousnna bé 3élmékom
    benhamza.net

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.