Home»Enseignement»رؤية سسيولوجية للاختلاط كعائق لمدرسة النجاح

رؤية سسيولوجية للاختلاط كعائق لمدرسة النجاح

0
Shares
PinterestGoogle+
 

رؤية سسيولوجية للاختلاط كعائق لمدرسة النجاح :

بقلم عمر حيمري

الاختلاط بين الجنسين ، أي اختلاط الإناث بالذكور الأجانب ، ظاهرة اجتماعية ظهرت مع الوجود الإنساني . لكن التعامل معها يختلف من مجتمع لآخر، حسب الزمان والمكان والعادة والرؤية التربوية المهيمنة ففي المجتمعات الإسلامية يتأرجح الفقهاء ما بين مبيح مع الضوابط الشرعية ، طبقا للقاعدة الفقهية المشهورة  » درء المفاسد وجلب المصالح  » ومحرم انطلاقا من قوله سبحانه تعالى [ وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن ]) الأحزاب 53 (. فلاختلاط في نظر هؤلاء هو تربية ومنهج غربي ، تعمل من خلاله المؤسسات الاستعمارية على إفساد قيم المجتمع ، حتى تضمن استمرار سيطرتها على بلاد الإسلام . وليس وليد تطور ثقافة إسلامية أو حاجة اقتصادية أو اجتماعية….فكانت النتيجة هدر مدرسي وهدر مالي وآخر أخلاقي، قيمي وتنكر للدين والوطن ومقدساته… وما يعانيه اليوم مجتمعنا وأسرنا مع أبنائنا من ويلات ،جراء انحرافهم السلوكي وفسادهم الأخلاقي وبعدهم عن الدين … هو بدون شك نتيجة ترابية غربية ومناهج تعتمد الاختلاط ، تسربت إلينا أو بالأحرى فرضت علينا . يقول أحمد طالب الإبراهيمي : [ كتب أحد رجال الاستعمار كلمة صريحة حول دور المدرسة في فساد القيم الأساسية للشعب الجزائري فقال : ) أحسن وسيلة لتغيير الشعوب البدائية في مستعمراتنا وجعلها أكثر ولاء وأخلص في خدمتهم لمشاعرنا ، هي أن نقوم بتنشئة أبناء الأهالي منذ الطفولة ، وأن نتيح لهم الفرصة لمعاشرتنا باستمرار ، وبذلك يتأثرون بعاداتنا الفكرية وتقاليدنا .فالمقصود إذن أن نقيم لهم مدارس لكي تتكيف فيها عقولهم حسب ما نريده ( ]) 1 ( إن الاختلاط قد يوافق المجتمعات الغربية المتأثرة بالثقافة الأفلاطونية ، فهي تراه ظاهرة طبيعية صحية تستحق التشجيع ، وكل رافض لها يعتبر عندهم شاذا ومريضا يحتاج إلى العلاج نفسي. [ فرويد وأدلر يدعوان الناس إلى السماح لطاقات اللبيدوا التعبير عن ذاتها بكامل الحرية ، دون قيد أو شرط ٍ] أما عندنا في المغرب فالتعليم المختلط لم يكن معروفا.قبل الحقبة الاستعمارية . يقول د.عباس الجيراري [ كانت هناك كتاتيب لتعليم القرآن عرفت بدور الفقيهات ، والفقيهات كن يعلمن في دورهن حيث يخصصن حجرة أو حجرتين في بيوتهن للتعليم صيانة لهن من الخروج إلى أمكنة عامة ]2 ). ( وحتى بعد السيطرة الاستعمارية لم يجرأ المستعمر الفرنسي على تعميم الاختلاط ، بل لجأ إلى أسلوب التدرج في تمرير فكرة القبول بالاختلاط عن طريق مناهجه التربوية .إذ كان يخصص مدرسة أو مدرستين خاصة بالإناث في المدن المغربية ، كإعدادية زينب النفزاوية آن ذك وابتدائة أم البنين بوجدة ومدرسة علال بن عبد الله بتاوريرت ، وبن سينا في جرادة ومدرسة الفارابي بأحفير … وظل الأمر على هذه الحالة على الأقل في مدينة وجدة إلى حدود سنة 1980 إذ كان الآباء أحرارا في الاختيار لبناتهم ، المدارس المختلطة أو التي تعتمد الفصل .

أما بعد 1980 فعدم الاختلاط أصبح شبه مستحيل ، لأن وزارة التعليم اعتمدته كسياسة تعليمية ، وأول من نفذ تعاليمها في هذا المجال بمدينة وجدة هو مندوبها الإقليمي آن ذاك ، رغم احتجاجات الأساتذة وأولياء التلميذات… إن الاختلاط في مجتمعي على الأقل ، أدى إلى ظاهرة غريبة وهي تفوق الإناث على الذكور في مجال التحصيل العلمي ،إذ لاحظت أن النتائج العالية والرتب الأولى ، هي في الغالب من نصيب الإناث على غير العادة، لانضباطهم وامتثالهم ومساهمتهم في بناء الدرس – انطلاقا من تجربتي الخاصة – .في مقابل مشاركة ضعيفة أو قليلة في الدرس داخل الفصل لدى الذكور ، بسبب الشرود وعدم التركيز. لأن المراهقين من الذكور أكثر تأثرا وأكثر استجابة للإثارة ، وللانسياق مع العواطف الجنسية ،والمغازلات العابثة ، والشره الجنسي …من الإناث .فلقد أصبح الفتيان يهتمون اهتماما زائدا بأجسامهم، وبمظهرهم الخارجي. يستعملون جال، ويصبغون الرأس بالألوان، ويتبرجون بالماكياج ، ويرخون سراويلهم ، ويتسمنون كالنساء …الشيء الذي أحدث عندهم قلقا نفسيا ، أعاقهم عن الاستفادة من قدراتهم العقلية ،وذكاءهم المميز ، وأبعدهم عن التركيز وعن الجو الهادئ الذي ييسر لهم التحصيل في الحاضر، ويبعدهم عن العقد النفسية الخطيرة في المستقبل : منها التخنث ، وفقدان العزم والصرامة، والقوامة عنوان الرجولة ، وأظنهم قد أصيبوا بذلك .

أما الإناث وما لهن من قدرة عجيبة وعظيمة على الإثارة والفتنة للذكر ، وهن في الغالب على وعي بهذا الجانب ، فنجدهن يتفنن في إظهار مفاتنهن والتغنج في كلامهن والتمايل في مشيتهن…إلى غير ذلك من أساليب الإثارة التي تتقنها الفتاة حسب الزمان والمكان والشخص المستهدف. كل هذا أدى ويؤدي باستمرار إلى الفساد ألأخلاقي والانحراف السلوكي ، في كل المؤسسات المختلطة ،والمسؤولون يضبطون يوميا حالات من التلبس في أوضاع مشينة ، أما الاتصالات المشبوهة بين الجنسين ، فحدث ولا حرج ، ولكنهم يسكتون ، درء للفضائح ولتشويه سمعة مؤسساتهم. ولولا أن الحياء يمنعني لذكرت نماذج من ذلك كثيرة ومثيرة. ويؤكد موقفي هذا من الاختلاط ما ذهب إلية القابسي في قوله : [ … وعلى المعلم أن ينتبه ويحترس وأن يكون يقضا ممن يخشى فساده من التلاميذ أو قارب الاحتلام وأن لا يختلط الذكران بالإناث خوفا من أن يشيع الفساد بينهم ]. ) 3( وما قاله إمام المربين سحنون [ … أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان لأن ذلك فساد لهن ] ) 4(فهلا انتبهت مدرسة النجاح إلى آفة الاختلاط فتجنبتها درء ا للمفسدة وجلبا للمصلحة .

بقلم عمر حيمري :13/6/2010)1( أحمد طالب الإبراهيمي تخليص الثقافة الجزائرية من الشوائب للاستعمارية : مجلة الثقافة . العدد 26 السنة الخامسة أبريل – ماي 1975 ص 6 .) (2 )د.عباس الجيراري .

من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين ص63 بتصرف (.) ( 3 نجلة الفكر العربي – السنة الثالثة – عدد 21 ص 91. )4 ( د . أحمد فؤاد الأهوان . التربية في الإسلام ص 181

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. PROF BERKANI
    17/06/2010 at 00:09

    AU MOINS FAIRE DES CLASSES NON MIXTES SI ON NE PEUT PAS FAIRE TOUT LE LYCEE.ET ON ESSAYE.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.