Home»National»قناة الجزيرة في قطر :من تكون؟

قناة الجزيرة في قطر :من تكون؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

استبشرت الجماهير العربية خيرا، بعد ظهور قناة الجزيرة الفضائية في بث برامجها انطلاقا من دولة قطر في الشطر الثاني من تسعينات القرن الماضي، و اعتبرت آنذاك واحة إعلامية في صحراء كبرى مليئة بالتعتيم الإعلامي.لكن بعد الصدمة الأولى و انبهار الجماهير العربية،بدأت تطرح مجموعة من الأسئلة من قبيل هل قناة الجزيرة هي ظاهرة صحية ؟كيف يمكن اعتبارها قناة حرة و ديمقراطية و هي تصدر من إمارة تنتفي فيها لعبة الديمقراطية؟ ألا يمكن اعتبار القناة أداة تستعمل من طرف دولة صغيرة،لتصفية حسابات مع دول عربية كبرى؟ألم تساعد قناة الجزيرة دولة قطر في لعب أدوار إقليمية كبرى يتجاوز حجمها؟

تأسست قناة الجزيرة بدعم من شخصيات مقربة من صناعة القرار لدولة قطر، لمدة خمس سنوات، حتى تقف القناة على أرجلها، و تمول نفسها ، بعد ذلك،من مداخيل الإشهار.هكذا بدأ الكل يهلل لهاته القناة، و أنها أصبحت حاملة لواء التحرر الإعلامي، حيث لعبت دورا كبيرا خلال حرب الخليج الثانية في مواجهة الإعلام الغربي و خاصة قناة CNN الأمريكية، و فضحت الآلة العسكرية الأمريكية في استعمالها للأسلحة المحظورة في عدة مناطق في العراق خاصة الفلوجة، بحيث كان لها السبق في القيام بروبورطاجات من داخل هاته المدينة ،كما غطت بمهنية عالية عدوان حرب تموز 2006 الذي قامت به الدولة العبرية على لبنان.و فضحتها إبان عدوانها على قطاع غزة سنة 2009 ، و استعمالها للأسلحة النووية المحظورة من قبيل الفسفور الأبيض، و قتلها للمدنيين بمقر الأونروا. و غطت الحرب غلى أفغانستان، و تعرض مقرها بكابول للقصف.و تسريت تقارير عن محاولة قصف مقر الجزيرة بقطر من طرف القوات الأمريكية.
و يمكن إرجاع نجاح قناة الجزيرة للأسباب التالية:

1-الأموال الضخمة التي ضخت في تمويل هاته القناة.

2-استقطاب كفاءات إعلامية مشهود لها بالتجربة و المهنية و أغلبهم عملوا لمدة سنوات كثيرة بالقسم العربي لقناة BBC ، أو قناة صوت أمريكا، أمثال فيصل القاسم، و سامي حداد و غيرهم ، كما استقطبت وجوها إعلامية ناجحة داخل القنوات الحكومية العربية.

3-مناولة المادة الإعلامية و التعاطي معها بشكل جديد، و إدخال برامج للحوار ، و النقاش و تبادل الرأي، و إعطاء فرصة للرأي و الرأي الآخر،. و كمثال على هاته البرامج » الإتجاه المعاكس »،و « الرأي و الرأي الأخر » و  » في العمق »، و برنامج » شاهد على العصر »…..إلخ. و هذا النوع من البرامج كان مغيبا عن المشهد الإعلامي العربي.

4-وجود عشرات المراسلين منتشرين في المناطق الساخنة في العالم،كفلسطين، و لبنان،و أمريكا اللاتينية ، و في العواصم الكبرى المتحكمة في اتخاذ القرار الدولي ،كواشنطن و باريس و لندن….

5-استعمال أحدث التجهيزات التكنولوجية،كجهاز البث عبر الأقمار الصناعية.
إن كل هاته الإيجابيات التي تميزت بها قناة الجزيرة لا يمكن إخفاء بعض السلبيات و الخبايا و راء إطلاق هاته القناة، و التي يمكن تلخيصها على الشكل التالي:

أ‌-إن دفتر التحملات لإنشاء هاته القناة يلزم مقدمي الأخبار ذكر دولة قطر كلما ذكرت قناة الجزيرة(قناة الجزيرة في قطر). والقناة لم تتحدث يوما عن نقص الديمقراطية في الإمارة، و لم تأت يوما بشاهد على العصر يتحدث عن المشاكل السياسية التي يمكن أن تكون قد عرفتها دولة قطر.

ب‌-إن إمارة دولة قطر ربما استثمرت قناة الجزيرة، للعب أدوار كبرى في منطقة « الشرق الأوسط » و المزايدة على دول تقليدية كبرى كالسعودية و مصر، فكم من مرة شككت قناة الجزيرة في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل.و دخلت في استقطابات سياسية مع الفصائل الفلسطينية، إبان القمة العربية التي عقدت بدمشق، حيث عقدت قمة سابقة لها بالدوحة و استدعت لها حركة حماس، المرفوضة من الدول التقليدية الكبرى.كما زاحمت مصر من خلال القيام بوساطات بين السودان و الفصائل المتمردة في دارفور.

ت‌-إن قناة الجزيرة لا تشكل الإستثناء بل هي جزء من الهجمة الإعلامية الغربية و خاصة الأمريكية،التي تريد أمركة العالم، فالأمريكيون يريدون تفكيرا أحاديا عالميا موحدا، و أحاسيس مشتركة،و يسمونه « American Life  » وهذا ما قامت به « الجزيرة » عدة مرات، و كمثال، عندما غطت قناة الجزيرة ظاهرة عادية و هي الكسوف،و هيأت الجماهير العربية لهذا الحدث الذي اعتبرته كونيا، و هو في الحقيقة حدث عادي.فهي لا تروج لمشاريع مجتمعية ، لكنها غالبا ما تروج لشخصيات،كانت في الغالب جزءا من الأنظمة القائمة،كعبد الحليم خدام بسوريا، و الراحل إدريس البصري بالمغرب….إلخ،و كثيرا ما حاولت صناعة وجوه معارضة، وذات وزن سياسي كبير، نموذج « أحمد زيان » بالمغرب و هي في الحقيقة غير معروفة بالشكل الكبير.مما يجعل قناة الجزيرة جزء من نتائج العولمة و ليست حدثا استثنائيا.
ث‌-تكريس نوع من التطبيع مع ساسة إسرائيل، من خلال إعطائهم فرصة الحديث عبر القناة، و كيل الاتهامات لحركات المقاومة الفلسطينية.
ج‌-اللعب عن وتر الأقليات مثل القيام بحوارات مع الوجوه الأمازيغية الراديكالية ك »أحمد إذغرني » بالمغرب ، وإبراز المشاكل الصغرى ، لإعطاء صورة سلبية عن بعض الدول، و المغرب يدخل في خانة المستهدفين لقناة الجزيرة، فهي دائما تقتطع الجنوب المغربي من خريطة المغرب، و تلعب على وتر حقوق الإنسان،دون إبراز الإيجابيات. كما قامت للترويج لإكتساح العدالة و التنمية للإنتخابات البرلمانية لسنة 2007.

و هذا ما يرجح الإتجاه المحافظ لقناة الجزيرة، فهي تستقبل بشكل شبه أسبوعي ،الأستاذ القرضاوي،قائد التيار العالمي للإخوان المسلمين في برنامج » الشريعة و الحياة ».و عدة مرات استقبلت وجوه السلفية الجهادية الراديكالية المغربية ك »محمد الفيزازي ».
ح‌-في مقابل تركيزها على المغرب، نلاحظ أن قناة الجزيرة، لا تستهدف الجزائر، و هذا ناتج ربما إلى التقارب القطري – الجزائري في موازاة التقارب السعودي – المغربي، و ربما ناتج كذلك إلى هيمنة طاقم كبير من الصحفيين الجزائريين بالقناة بالدوحة و في النشرات الرئيسية ، بدءا من خديجة بن كنة،عبد القادر عياض، فيروز زياني،مريم أوباييش،عبد القادر دعميش…..، في المقابل نجد عددا يعد على رؤوس الأصابع من المغاربة ك :عبد الله ناصر، و محمد رجيب ، هذا الأخير الذي يقدم موجز الأخبار في ساعات متأخرة من الليل.

إن وجود الإعلام كسلطة رابعة، يجب أن تسبقه السلط الثلاث،التشريعية و التنفيذية و القضائية، و قناة الجزيرة لم تنشأ في هاته البيئة السليمة، و طبيعي جدا ألا تنتج كمولود في صحة جيدة.فهي منتوج زواج براغماتي بين سلطة مال البترودولار،و السياسة، و الإنفتاح على العولمة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

10 Comments

  1. متابع لقناة الجزيرة
    05/06/2010 at 00:20

    ادا افترضنا كل ما قلته صحيح في حق هده القناة فما هو قولك عن القنوات الرسمية العربية

  2. استفسار
    05/06/2010 at 00:20

    ما الذي يمنع الدول العربية ‘المستهدفة’ من انشاء قنوات منافسة للجزيرة ؟
    أهو المال ؟
    أم الكفاءات ؟

  3. Hafida Badaoui
    05/06/2010 at 00:20

    l article est bien, mais c est une copie d une etude q a fait abdouljamil Al Mikhlafy en 2006 dans son livre: Aljazeera d un jeu regional vers le global!!
    j aime bien lire qelqes choses qe les oujdis ont propre a eux, j en serai tres fierte, mais pas repeter seulmnt les recherches des autres.

  4. ikbal mohamed
    05/06/2010 at 00:21

    vraiment Aljazeera n’est qu’un porte-parole de nouveau régime mondial (la mondialisation) qui provoque les autres civilisations mais on dit souvent en arabe le serpent est toujours suivi par sa queue

  5. AMAZIGHI
    05/06/2010 at 00:21

    ليكن في علم الأخ حمزاوي ان الأمازيغ ليسوا بأقلية بالمغرب و أنا متأكد بأنه يعلم ذلك جيدا لكن الأمر لا يعجبه و ربما قد يخيفه لأمر في نفس يعقوب…

  6. مغربي
    05/06/2010 at 00:21

    ان المناخ الديمقراطي النسبي الذي يعرفه المغرب هو الذي اعطى لقناة الجزيرة فرص التدخل في شؤونه الداخلية وبشكل متحيز سافر وان كانت هذه علامة صحية داخلية فانها تسيئ الى وضعنا باعتبار تجربتنا الديمقراطية لا تزال في طور التشكل ولا نزال نعيش وضعا يتسم بقدر من الهشاشة ولذا فان علينا كمغاربة ان نضع جدودا لهذه القناة في تعاطيها مع قضايانا الداخلية الخاصة وبالشكل المستفز احيانا والعدواني احيانا اخرى

  7. oujdi12
    05/06/2010 at 00:22

    aljazeera a joué un rôle primordial sur la scène arabe et elle est tjr le leader , mais franchement votre analyse néglige l’important , il permet l’épanouissement du citoyen arabe . c la chaine la plus regardé et la plus aimé de ts les arabophones . ces cotés que vs venez d’expliquer st négligeables pr moi comme citoyen . merci

  8. متتبع
    05/06/2010 at 00:22

    نشكر كاتب المقال على المجهود المبذول لتحصيل المعلومات الكافية بهدف تعزيز رأي شخصي نحترمه جدا..السلام عليكم

  9. رشيد حمزاوي
    09/06/2010 at 13:37

    شكرا لكل الإخوة على ردود أفعالهم القيمة،لكن ما اُثار انتباهي رد الفعل للسيدة حفيظة بدوي،و التي أشارت إلى أني قمت بعملية اقتباس لبحث سابق،و أؤكد لك أني لأول مرة اسمع بهذا الكاتب و أشكرك على
    إخباري بهذا.و ما كتبته هو نتيجة تراكم أفكار قد توجد في مقالات أو ابحاث.أما الأخ الذي سمى نفسه بالأمازيغي،فياأخي أنا أعتبر الأمازيعية ممكونا من مكونات الهوية المغربية.لكن أنا لا أتوافق مع المقاربة الشوفينية التي يقوم بها بعض الأمازيغيين،و قناة الجزيرة تساهم في المجال .
    و شكرا لكم جميعا

  10. abd75
    10/02/2013 at 18:24

    بصراحة الجزيرة ما سمعنا قط أي تقرير عن العائلة الحاكمة في قطر و كأننا لا نعرف حقيقة هذه العائلة و كيف إستولت على الحكم ؟ و كأن كل شئ بخير ونرى تناقد العائلة الحاكمة و سياستها سواء الداخلية أم الخارجية و إنفاق الملايير الدولارات في الأشياء التفيهة اللتي لا تنفع لا الشعب القطري أو الشعب العربي اللذي يعيش في الفقر المدقع و هذه الجزيرة المنحازة كل التحيز للعائلة الحاكمة و على رأسها موزة و حاكمها المنقلب على الحكم لماذا الجزيرة إذن لا تتطرق إلى هذا الموضوع ؟ و نحن نعلم كل العلم أن اللذي يمول هذه الجزيرة هي العائلة القطرية إذن أين هو الإنصاف أين هي حرية التعبير؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.