Home»National»مفهوم المواطنة في عرف وزارة المالية

مفهوم المواطنة في عرف وزارة المالية

0
Shares
PinterestGoogle+

إن نظرة
التمييز بين المواطنين,عرفتها مجتمعات كثيرة ,فالمجتمع اليوناني اعتبر الفرد الحر الذي يدفع الضرائب ويصوت
في الانتخابات, هو الذي يستحق
لقب مواطن, على خلاف العبد والمرأة. و في عرف مجتمع
إسبرطا , المواطن هوالذي يحمل السلاح . أما في أثينا فالمواطن , هو الذي يفكر ويسير ويحكم المجتمع . في حين أن الاستعماريين , وعلى رأسهم إسرائيل , فالتمييزفي عرفهم بين المواطنين شيء طبيعي جدا , فهناك المواطن من الدرجة الأولى {من كانت أمه يهودية }والمواطن من الدرجة الثانية {من كان أبوه يهوديا } والمواطن من الدرجة الثالثة {الأهالي…}. والفيلسوف أرسطو يرى أن المواطن هو ذلك الشخص الذي يملك الأرض ويساهم في السلطة .وفي العصر الحديث , يرى الفيلسوف روسو , أن المواطن مساو تماما مع جميع أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه ويساهم في نفس الوقت , في تشكيل الإرادة العامة.
ولقد جاء في قاموس أكسفورد : « المواطن هو الشخص
الذي يحب بلده وعلى استعداد أن
يدافع عنه « 
أما الأسلام‘ فينظر إلى المواطن من زاوية {… إن أكرمكم عند الله أتقاكم } »سورة الحجرات 13″
فهو يرفض التمييز بين بني آدم على
أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الانتماء القبلي أو السياسي أو الفكري … « كلكم لآدم وآدم من تراب  » .إن الإنسان في الإسلام
مطلق التكريم . {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر
والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير
ممن خلقنا تفضيلا …} »الأسراء 70 « وهذ التكريم الإلاهي
الجامع بين بني آدم , يبدو واضحا في أول دستور لدولة الإسلام , الذي أسس على وحدة الأمة ‘والتعددية الدينية ‘ وعلى
المساواة في الحقوق والواجبات
بين المتعددين في الدين والمنتمين لأمة واحدة . كما نصت عليه صحيفة
دولة المدينة .
إن المواطن في تصوري ‘هو كل فرد ينتسب إلى مجال جغرافي معين ‘في زمان معين, ويتقاسم مع المجتمع
الذي يعيش فيه مجموعة من الحقوق والواجبات , على أساس
المساواة المطلقة ‘ويستجيب لنداء بلده بدون أي تردد.

قادتني سذاجاتي الطفولية إلى تصديق ما كان يردده المعلم
على مسامعنا : »نحن المغاربة
إخوة نقتسم اللوزة الواحدة بيننا, ولا يوثرأي مغربي
نفسه على أخيه بشيئ « . ويستدرك المعلم , هذا المبدأ علمته لنا المقاومة . كم كنت أسلي نفسي آن ذاك , بتمنياتي وتخيلاتي كوزير في المستقبل ,لأنني كنت مؤمنا بمبدإ اقتسام اللوزة , وشعار المقاومة . ولكن بعد رشدي اكتشفت أن اللوزة ,لم تعد قابلة للانقسام , وشعار المقاومة غير صالح للتطبيق , وأن المواطنة مختصرة في البطاقة الوطنية وجواز السفر, وفي كثيرمن الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض.
إن وزارة المالية , توزع سنويا ملايين الدراهم كعلاوات على موظفيها ورؤسائهم ,وكان من الأجدر بها أن تخصص هذه العلاوات والمكافآت للعاجزين والأيتام والعاطلين ومن في حكمهم .[نموذج حكومة كندا التي توزع الفائض من الميزانية سنويا على الفقراء , دون أي تمييزبين مواطنيها ] . إن المواطنة تقتضي التساوي من دون أي تمييز في الحقوق والواجبات, مع كل الآخرين , الذين يعيشون فوق تراب البلد أو الوطن الواحد , وأن لا يقتصر دفع الضرائب على الموظفين دون كبار التجار والفلاحين , الذين , يتهربون من دفع الضرائب و قد يتسببون أحيانا في عزل مراقب الضرائب .كما تقتضي المواطنة إقامة العدل والمساواة بين كل المواطنين , وأن لا تسمح لوزارة المالية ومن وراءها إدارة الجماريك , بمحابات المتقاعدين من أصحاب جوازات السفر الحمر, فتخفض
لهم 85 في المائة من قيمة
الضرائب على السيارات المستعملة والمستوردة من أوربا, ربما بحجة تشجيعهم على العودة إلى الوطن , أو بحجة مساهمتهم في تنمية وخدمة الوطن , وعلى عكسهم المواطنين المقيمين ,المتقاعدين , من غير
المهاجرين , والذين ساهموا في
خدمة الوطن العزيز لسنين عديدة وصلت عند بعضهم إلى 40 سنة , تفرض عليهم مصلحة الجمارك ضرائب تفوق قيمة السيارة
المستعملة والمستوردة من أوربا
بحوالي 10 مرات . فأي عدل وأية مساواة هذه يا إدارة الجماريك وياوزارة
المالية ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *