Home»National»بلوغ مكانة المرأة في الإسلام نهايتها من التكريم مع بعثة الرسول الكريم

بلوغ مكانة المرأة في الإسلام نهايتها من التكريم مع بعثة الرسول الكريم

0
Shares
PinterestGoogle+

من حسن الطالع أن يتزامن هذه السنة الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم العطرة صلى الله عليه وسلم مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة . ومعلوم أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يأخذ أشكالا متعددة ومختلفة حسب اختلاف الثقافات في عالم غير متجانس المعتقدات والثقافات. وقد تتخذ بعض الثقافات هذه المناسبة فرصة للتباهي على قريناتها على اعتبار أن وضعية المرأة فيها هي أفضل الوضعيات على الإطلاق ، مما يعتبر تسويقا ودعاية لهذه الثقافات . وعلى رأس الثقافات المباهية الثقافة الغربية التي تقدم وضعية المرأة فيها على أنها أفضل الوضعيات في العالم ، وتطمح إلى عولمتها كنموذج مطروح للاحتذاء والاقتداء .

فهل تعتبر مكانة المرأة في الثقافة الغربية أفضل مكانة كما يسوق لذلك الغرب ، أو كما يظن الحالمون بوضعية الغرب ؟؟ والجواب عن مثل هذين السؤالين يتوقف على معرفة وضعية المرأة من خلال تنوع الثقافات ، وليس من خلال الثقافة المعولمة عن طريق القوة العسكرية أو الاقتصادية. فثقافتنا الإسلامية من ضمن ثقافات هذا العالم ،وهي تقدم نموذجا لوضعية المرأة من خلال عقيدة الإسلام التي هي آخر عقيدة سماوية تميزت عن سابقاتها بالعالمية بسبب خاتميتها . ولم ينتقل الدين الإسلامي من الطابع الإقليمي المحدود جغرافيا وتاريخيا إلى الطابع العالمي الذي له بداية تاريخية محددة دون نهاية حيث يستمر إلى نهاية العالم ، وله بداية جغرافية محددة ونهايته جغرافية العالم بأسره ، وهي صبغته العالمية وليست المعولمة لأن العالمية تتأتى بالإقناع والاقتناع ، بينما العولمة تفرض قسرا بالقوة العسكرية والاقتصادية . ونظرا للطبيعة الخاتمة للإسلام والتي بوأته مكانة العالمية فإنه اكتمل كدين ، وبلغت معالجته لقضايا الحياة قمتها ، وأخذت هذه القضايا أفضل مكانة لها في تشريعاته . ولما كانت قضية المرأة من قضايا الحياة التي عالجها الإسلام باعتباره دينا عالميا يهم البشرية قاطبة ، فإن معالجة الإسلام لهذه القضية أخذ بعدا عالميا يأخذ في الاعتبار الخصوصيات المشتركة لنساء العالم ، ولا ينطلق في معالجته لهذه القضية من زوايا ثقافية ضيقة يحكمها التعصب لثقافة على حساب ثقافات أخرى. فإذا كانت التشريعات الوضعية تتحكمها فيها الأهواء والمصالح البشرية ، فإن شرع الله عز وجل منزه بتنزيه مصدره عن الأهواء .

وبناء على كمال الدين الإسلامي فإن مكانة المرأة في هذا الدين تبلغ نهايتها من التكريم ، ولا يمكن أن تزعم ثقافة من الثقافات أن مكانة المرأة عندها أفضل من مكانتها في الإسلام . لقد كانت المرأة عبر التاريخ مجرد مخلوق مستعبد باستثناء النساء اللواتي كن يعاصرن الأنبياء والرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ، كما كانت عبر التاريخ مصدر متعة للذكور ليس غير. وإلى عهد جد قريب كانت الكنيسة الصليبية الغربية تخوض في نقاش يدور حول طبيعة المرأة الخلقية ، وكان التساؤل حول مدى اعتبارها مخلوقا بشريا مطروحا للنقاش . ومع بعثة سيد المرسلين تم تصحيح وضعية المرأة تصحيحا كاملا حيث انتقلت من وضعية المخلوق المغلوب على أمره التابع لغيره ، والذي هو مجرد مصدر المتعة الجنسية إلى وضعية مخلوق يرتبط بغيره عن طريق أخوة دينية على غرار أخوة الرحم والنسب . لقد حدد الإسلام العلاقة بين أتباعه في أخوة أساسها الدين حيث قال الله عز وجل : (( إنما المؤمنون إخوة)) وبأسلوب حصر ليس غير ، وقال نبيه صلى الله عليه وسلم :  » إنما النساء شقائق الرجال  » بنفس الأسلوب وبنفس الحصر. وإذا كانت العبودية بين الإخوة من الرحم غير ممكنة ، فإنها أيضا غير ممكنة بين الإخوة في الدين .

ولعل الأخوة في الدين أمتن علاقة من الأخوة في الرحم لأن الله عز وجل إنما يزن كرامة الإنسان بالتقوى ولا يزنها بالدم أو الجنس أو العرق لقوله جل جلاله : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) لهذا تكون الأخوة في الدين أوثق منها في الرحم لوجود عامل التقوى في الأولى ضرورة ، والذي قد لا يوجد في الثانية ، وإن وجد غلبت أخوة الدين أخوة الرحم . وعليه فلا مسوغ لاستعباد المرأة بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي بداية دين عالمي كامل التشريع . لقد استفادت المرأة ولأول مرة من التكريم الإلهي الوارد في قوله تعالى : (( ولقد كرمنا بني آدم )) فهي من بني آدم المكرمين . ومع وضوح تكريم المرأة في الإسلام فإن بعض الجهات وبدافع معاداة هذا الدين ، أو بدافع الإساءة إليه تحاول طمس حقيقة هذا التكريم وأحيانا عن طريق سوء تأويل النصوص القرآنية ، ونصوص الحديث النبوي الشريف . ومن سوء التأويل اعتبار قول الله تعالى : (( وليس الذكر كالأنثى )) دالا على التفاضل علما بأن التفاضل في دين الله لا يكون على أساس الجنس أو العرق أو اللون ، وإنما يكون على أساس التقوى كما مر بنا . وقول الله تعالى : (( وليس الذكر كالأنثى )) يفيد التمايز ولا يفيد التفاضل . فإذا ما قلنا مثلا : ليس الماء كالهواء ، فإنه لا يفهم بالضرورة أننا نفاضل بقدر ما يفهم أننا نمايز .

وكذلك الشأن بالنسبة لقوله تعالى : (( وللرجال عليه درجة )) فالدرجة ههنا درجة تمايز لا درجة تفاضل . ولا يعقل أن يكون التفاضل داخل تكريم شمل كل بني آدم بغض الطرف عن جنسهم . ولما كانت العلاقة في الإسلام بين الناس على اختلاف جنسهم هي الأخوة فإن من مقتضياتها المساواة في الحقوق والواجبات ،ولا عبرة بالتمايز بين جنسين مختلفين ذلك أن الواجبات الدينية في الإسلام واحدة ولكنها تراعي التمايز حيث يجب ، فمثلا عبادة الصلاة واجبة على الجنسين وبكيفية واحدة ، ولكنها تراعي التمايز حيث يقل واجب الصلاة من حيث كمه عند المرأة عن كمه عند الرجل مع تساوي كيفه عند الجنسين ، إذ يتوقف هذا الواجب عند المرأة في حيضها ونفاسها فيكون كمه أقل منه عند الرجل الذي لا يعتريه ما يعتري المرأة مما يوجب نقصان هذا الكم . والذين يسقطون خاصية التمايز بين الجنسين من حسابهم وتقديراتهم يخطئون في تفسير نقصان كم الواجب الديني عند جنس دون آخر ، ومن ثم يميلون إلى تغليب التفاضل على التمايز ، ويسيئون فهم عبارة نقصان الدين الواردة في الحديث الشريف :  » النساء ناقصات عقل ودين  » مع أن الحديث يعني نقصان الكم وليس نقصان الكيف في الدين ، ونقصان الكيف وليس نقصان الكم في العقل .

وليس من العيب أن ينقص دين المرأة كما لا كيفا في صلاتها وهي حائض أو نفساء ، وليس من العيب أيضا أن ينقص عقلها كيفا لا كما وهي في أحوال سيكولوجية خاصة والحالة أنها أرق عاطفة من الرجل نظرا لطبيعتها الأنثوية . ولما كانت العلاقة الرابطة في الإسلام بين الناس هي الأخوة فإنها تستوجب المودة والرحمة ، وهي مودة ورحمة تزداد عندما يكلف الإخوة من الجنسين بوظيفة المحافظة على النوع البشري من خلال علاقة هي أصل العلاقات الرحمية كلها ، ألا وهي علاقة الزواج التي جعلها الله عز وجل آية من الآيات الدالة على ألوهيته وربوبيته إذ يقول جل من قائل : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) فإلى جانب علاقة الأخوة الدينية توجد علاقة الزواج ، ويكون الحاصل هو تضاعف المودة والرحمة ، مودة ورحمة الأخوة في الدين ، ومودة ورحمة العلاقة الزوجية . والعلاقة الزوجية في الإسلام مقننة ومحكومة بدقة وليست متروكة للأمزجة والأذواق والرغبات والأهواء التي تحكم الثقافات المختلفة ذلك أن الله عز وجل أمر بشكل محدد أن تكون العلاقة الزوجية مصاحبة خير فقال : (( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) والمعاشرة هي المصاحبة والمخالطة والمرافقة والملازمة ، لهذا يسمى الزوج عشيرا ، وتسمى الزوجة صاحبة ، ورفيقة العمر . ومما تقتضيه المعاشرة الانقياد الطوعي الذي سببه المودة والرحمة، لا القهر والغلبة . والمعروف هو الخير الذي يعرف ، وهو نقيض الشر الذي ينكر ويسمى منكرا مقابل المعروف . فالعلاقة الزوجية في الإسلام إنما هي مصاحبة خير لا غير.

وقد يعتري مصاحبة الخير هذه ما ينكره أحد الطرفين خصوصا الأزواج ، وقد عبر عنه القرآن الكريم بعبارة : (( فإن كرهتموهن )) فالكراهية ههنا لا تعني انتفاء المودة والرحمة التي جعلها الله عز وجل في الزواج آية من آياته ، بل كراهية سلوكات ومواقف بسبب المصاحبة والملازمة ، وهو أمر مرده اختلاف الطبيعة بين الجنسين حيث قد لا يستسيغ جنس الذكور سلوكا من جنس الإناث ، ويكون السر هو اختلاف الطبيعة ، وهو أمر نبه إليه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في قوله :  » لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو رضي غيره  » أو كما قال عليه السلام .فالكراهية ههنا ليست كراهية تحل محل مودة ورحمة الزواج أو مودة ورحمة الأخوة في الدين ، بل هي إنكار خلق قد يكون سببه اختلاف الطبيعة . ومع وجود خلق مقبول إلى جانب خلق منكر لا مسوغ لبغض الزوجة أو فركها بتعبير الحديث الشريف ، حيث غلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرضا عن السلوكات على الكراهية لها عندما تجتمع ، ولم يجز البغض لإنه ينسف أساس العلاقة الزوجية التي هي المودة والرحمة. والله عز وجل ينبه العباد إلى إمكانية الوقوع في الخطإ وفي التقدير بقوله جل جلاله : (( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) فقد استعمل الله تعالى فعل عسى الجامد الدال على الترجي في المحبوب ، والإشفاق في المكروه ، وقد ذهب أهل العلم أنهما اجتمعا في قوله تعالى هذا معا . فقد يكره الزوج من خلق أو سلوك زوجته شيئا ، ويكون مخطئا في الحساب والتقدير لأن ما كرهه فيه خير عكس ما ظن فيه من شر .

ومن سوء التقدير والحساب في فهم طبيعة المرأة عند البعض سوء تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :  » استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء  » وفي رواية أخرى :  » إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإذا ذهبت تقيمها كسرتها ، كسرها طلاقها  » . وأصحاب سوء التقدير والحساب يقعون في سوء التأويل فيزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض بالمرأة حين شبهها بالضلع . ومن هؤلاء من تتردد على لسانه عبارة : المرأة ضلع أعوج ، ويكون قصده نعتها بالعيب ، علما بأن نسبة العيب لخلق الإنسان لا تستقيم لقوله تعالى : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) فلا عيب مع وجود أحسن تقويم . والمقصود بتشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تنبيه الرجل إلى اختلاف طبيعة وجبلة جنس المرأة عن جنسه ، فكما أن الله تعالى خلق الضلع وهو عظم فيه انحناء واعوجاج مقصود ليقوم بوظيفة معينة حيث يشد من أعلاه المنحني عظم الصلب ليتكون القفص الصدري الحامي للقلب والرئتين ، فكذلك خلق المرأة بطبيعة فيزيولوجية وسيكولوجية خاصة لتقوم بوظائف معينة من أجل المحافظة على النوع البشري وإسعاده .

فالحديث ينبه من يريد تغيير الطبيعة والجبلة إلى استحالة ما يريد ، بل وفساد ما يريد ، ولا يهدف إلى التعريض بالمرأة . وأصحاب سوء الحساب والتقدير والتأويل يحرفون التشبيه النبوي عن قصده من أجل إلصاق تهمة احتقار المرأة بدين الإسلام . فالذي يحاول أن يغير من طبيعة المرأة فيزيولوجيا أو سيكولوجيا ظنا منه أنه سيقوم ويصحح هذه الطبيعة التي هي في ظنه خطأ واعوجاج شأنه شأن من يريد أن يقوم اعوجاج الضلع ظنا منه أن الاعوجاج في الضلع خطأ وليس طبيعة وجبلة يجب أن تقبل كما هي . وهو لا يتنبه إلى أن محاولة تقويم ما هو طبيعة وجبلة هي في الحقيقة محاولة إفساد وليست محاولة إصلاح وتصحيح وتقويم ، لهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : » فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج  » بمعنى إن أردت إصلاحه كما تظن واهما أفسدته ، وإن تركته ظل على طبيعته وفطرته ويضيرك أن يظل كذلك . كما أن قوله عليه السلام :  » إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة  » يعني إن طبيعة المرأة لا يمكن أن تكون كطبيعة الرجل ، ولا تستقيم طبيعتها لطبيعته أو على طريقة طبيعته لأن السبب هو اختلاف هذه الطبيعة في الجنسين .

وأما قوله عليه السلام :  » فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج  » فيعني أن الاستمتاع بها يكون إذا ما تمت مراعاة طبيعتها ، فإذا ما أريد تغيير طبيعتها فلا استمتاع . وأما قوله صلى الله عليه وسلم :  » وإذا ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها  » فيعني أنك كما ورد سابقا إذا رمت تصحيح ما هو طبيعي فيها أفسده ، وهو إفساد عبر عنه لفظ الحديث الشريف بالكسر ، والكسر إفساد لا ينفع بعده إصلاح لهذا كان الطلاق إفساد لعلاقة الزواج لا ينفع بعده إصلاح ، ولهذا رغب الإسلام في درء الكسر قبل وقوعه بكل محاولات الإصلاح فقال الله تعالى : (( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما )) والحديث ههنا عن زوجين يوشك الكسر أن يصيب علاقتهما الزوجية .

و أخيرا إذا ما كانت هذه مكانة المرأة من التكريم في الإسلام مع بعثة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، فهل يحق للثقافات الغربية أن تزايد على هذه المكانة ، وتحاول أن تنزل المرأة من مكانتها الرفيعة إلى ما دونها مرتبة تحت شعارات لا تعدو الدعاية المبهرجة التي تستهوي من يعاينون سوء تطبيق شرع الله عز وجل ، وتجعلهم يلهثون وراء هذه الدعاية التي لا تعدو بدورها سرابا يقيعة يخدع الظمآن ليس غير؟؟؟؟ و آخرا أين أمة الإسلام من هدي رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم الذي نحتفل بذكرى مولده كل احتفال عابث وفارغ إلا الاحتفال الصحيح الواجب ألا وهو إحياء سنته في زمن نفقت فيه البدع ، ومنها سنته مع المرأة ؟؟؟

وهل سنصل إلى مستوى سنته مع المرأة وفينا من لا زال يقول دون خجل : المرأة حاشاك أو شرف الله قدرك ، ويرد عليه سامعه أعزك الله بعبارات مجاملة تافهة بين طرفين يرين عليهم الجهل ، ولا تليق بمخلوق كرمه الله عز وجل ، وفينا من يريد تسويق نموذج المرأة الغربية التي ابتذلت باأقبح مما ابتذلت به في الماضي المخزي ، وهي في الغرب كما كانت مجرد وسيلة متعة لا غير ، تسوق تسويق كل السلع الاستهلاكية ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *