Home»National»من يتصدى للفساد ؟؟؟

من يتصدى للفساد ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يمكن الحديث في أوطاننا عن محاربة الفساد، بل ليس ثمة إرادة ولا خطة على الأقل لتطويقه وتحجيمه.

ونظام الحكم في أوطاننا إذا اتفقت أركانه أو زوايا صندوقه الأسود على القسمة والتركة وسقف النهب، يظهر عليه قدر من التماسك والانسجام، وإذا اختلفوا على التركة وخاضوا معارك تصفية الحسابات، أكل النظام بعضه بعضا، وربما يضحي بشيء من أذرعه.

محاربة الفساد في أوطاننا، ورقة مساومة وملف للتخلص من طرف ما وإرباك جناح أو مجموعة مصالح أخرى، وهكذا..

ولهذا ظهر في أوطاننا تفنن وبراعة في إدارة الفساد، هي أشبه بإدارة الأزمات، للتغطية على الفساد نفسه أو إنقاذا للنظام الحاكم، الذي يحمي بشكل أو بآخر آلة الفساد، إن لم يكن غارقا في أوحاله..

الفساد في أوطاننا، من يتصدى له؟ الصحافة؟ العلماء؟ الجماهير؟ المثقفون؟ من…أين هم؟ ربما حديث جلسات وأسمار؟ ربما اندفاعة عابرة ونفرة لحظات، ربما مقال هنا وهناك، لكن ليس ثمة ضغط باعث على إرادة سياسية حقيقية..

ليس الفساد يُحيرنا، ولكنه التواطؤ التعيس البئيس، وهو أشكال وطقوس وفنون واجتهادات ومدارس وفلسلفات..

التواطؤ بالصمت، والتواطؤ بالترف الفكري، والتواطؤ بالإلهاء، والتواطؤ بطلب السلامة والعافية، وما يسمى الأمن الفكري والدعوي…التواطؤ بالإغراق في الحذر والتوفيقات والحسابات، التواطؤ بالكام العام الفضفاض، التواطؤ بالخوف والجبن..التواطؤ بالتبرير وإضفاء الشرعية والتلميع والتلفيق والتدليس، كفانا تواطؤا.. ليس ثمة تواطؤ، وإنما أعجزنا غياب الحرية وطغيان الاستبداد، عندنا نتحرر، نمنع الفساد، فالتعويل على الحرية لا على تطويق الفساد، وهذا من التكلف المقيت، إنما يتصدى للفساد، المتحرر من قيود السلطان وحضور الحاكم.. الحر يرفض التواطؤ، بكل أشكاله وطقوسه..

وأقصى ما يُفعل، مطالبة الحاكم بمحاربة الفساد، والتنديد به وتجريمه، ثم ماذا بعد؟ هل تغير شيء، من يتولى عملية الإصلاح؟ رأس الفساد؟ حاميه؟، راهنَا على نظرية الإصلاح من الداخل، فلم يتم إصلاح لا من الداخل ولا من الخارج، من يصلح الداخل؟ الأكثرون ـ على مستوى دائرة الحكم ـ افتضحوا فاصطلحوا على النهب، والقلة محدودة الأثر والتأثير..

والفساد يتوارث في أوطاننا، ويتوالد، ذرية بعضها من بعض.. والتواطؤ حاميه وحاضنه، والإصلاح منقطع، لهذا كان التواطؤ أبشع من الفساد نفسه..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *