Home»National»برنامج حوار يستضيف وزارة الأوقاف للتعبير عن المكبوت ضد الإسلام

برنامج حوار يستضيف وزارة الأوقاف للتعبير عن المكبوت ضد الإسلام

0
Shares
PinterestGoogle+
 

استضاف الصحفي مصطفى العلوي في برنامجه الشهري حوار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على خلفية سقوط مأذنة مسجد عتيق بالمدينة الإسماعيلية ، وسقوط شهداء الواجب الديني في بيت الله تغمدهم الله بواسع رحمته. وقد استدعي لمحاورة الوزير صحفيان عن الشروق والعلم وأستاذ جامعي يفضل حضوره صاحب البرنامج لأنه شوهد في أكثر من حصة من حصص هذا البرنامج إما لتخصصه في العلوم السياسية ، وهو تخصص يحتاجه صاحب البرنامج أو أن القضية فيها سر آخر. والصحفي صاحب البرنامج لا يلتزم تنشيط البرنامج بل يهيمن على الحوار ، ويبدو مستفزا ، ومهاجما ضيوفه ، وكأنه يوحي للأطراف التي تحاور الضيف بكيفية المحاورة ، وهو بذلك يوجه و يقنن طريقة الحوار ، ويرسم له المسار الذي يريده . وبعض ضيوف برنامج حوار وليس الكل عبارة عن متهمين حتى تثبت إدانتهم ،عكس كل ضيوف الحوارات في مختلف البرامج من هذا النوع عند الأمم الأخرى. ولا يكاد ضيف برنامج حوار يجيب عن أسئلة تكون في شكل كمائن حتى يباغته أحد المحاورين بسؤال لا علاقة له بما كان بصدد الجواب عنه من أجل إرباكه أو قطع حبال تفكيره. وخلاصة القول أن الصحفي مصطفى العلوي قد يجيد الوصف الحي للمشاهد عن طريق إلقاء الكلام على عواهنه ، لإن الوصف الحي قد تطول مدده ، وتنقضي عبارات صاحبه فيكون ضحية الهذر ، ولكنه في نظري يتجني على برنامج حوار ، فالرجل أبعد ما يكون عن تنشيط حوار. وما اثار انتباهي أنه لا أحد ممن حاور وزير الأوقاف استحضر قدر الله عز وجل الذي يعتبر الإيمان به ركنا من أركان الإيمان ، ولا أحد استشهد ولو بآية قرآنية أو حديث نبوي شريف واحد .

وكان من المفروض أن يحاور وزير الأوقاف من له إلمام بالشأن الديني . فالذين قضوا في سقوط مأذنة نحسبهم شهداء عند الله عز وجل ، لقوله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما )) فهؤلاء خرجوا إلى الصلاة وأنعم بها من هجرة فأدركهم الموت ووجبت لهم مغفرة الله عز وجل ورحمته إن شاء الله تعالى ووقع أجرهم على الله ونعم الأجر . وقضوا بإذن الله تعالى وإراته التي لا ترد ولا يعترض عليها لقوله تعالى : (( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا )) . والظاهر من سياق الحوار أن المحاورين ضربوا صفحا عن إرادة الله ، وحولوا القضية إلى مسؤولية بشرية . لقد وقع الحادث في مسجد عتيق وفي ظروف طبيعية استثنائية بأمطار ورياح . ولا يمكن الحديث عن مسؤولية بشرية تتعلق بالرغبة في إلحاق الضرر بجماعة المصلين . ولو علم أحد بوقوع الصومعة لمنع الناس من دخول المسجد ، لهذا لا معنى لاتهام وزير أو مندوب ،وإلا أمكن أن يتهم كل من له علاقة بمجال من المجالات تقع فيه أحداث من هذا النوع . لقد شاهدنا مؤخراعلى شاشة إحدى الفضائيات حوادث لمئات السيارات بسبب انزلاقات نظرا لتهاطل الثلوج في بلد من بلدان العالم ، فهل حملت المسؤولية للمسؤول عن الطريق الذي عرف الحدث ؟ كان بالأمكان الاستفسار هل المسجد تم التبليغ عن تصدعه من قبل ؟ فإن ثبت أن الأمر وقع فههنا يصح أن تتهم الجهة التي لم تحذر الناس من التصدع . فالمغرب توجد فيه عشرات المساجد العتيقة التي تقام فيها الصلاة ، ولا أحد يمكنه التنبؤ بسقوطها دون مؤشرات على ذلك . والغريب أن يطالب محاورو الوزير بالتعويضات ، وكأن المسجد المنهار ضيعة أو معمل السيد الوزير . وحرص المحاورون على انتزاع اعتراف من الوزير إعلاميا ليكون مطية للمطالبة بالتعويضات . إن تعويض من يموت في بيوت الله عز وجل قد ضمنه الله عز وجل بتأمين مفاده أنه من صلى الصبح فهو في ذمة الله ومن أصدق وعدا من الله . فلو كان المصلون يؤدون التأمين لبيوت الله كما يؤدون التأمين في مقرات أعمالهم لجاز أن يطالبوا بالتعويض . والغريب أن يترك برنامج حوار قضية المسجد المنهار للخوض في قضايا بطريقة تكشف عن المكبوت .لقد اعتبر أحدهم أن عدم معرفة العدد الحقيقي لبيوت الله في بلدنا أمر خطير ، ولست أدري ما وجه الخطورة ؟، وأماكن العبادة تنتشر باستمرار لتزايد الحاجة إليها بسبب تزايد النسمة . ولقد كشف برنامج حوار أن الأمة المغربية هي التي تحتضن بيوت الله ومن يشرف على إقامة الشعائر فيها إذ لا زالت الأمة وبشهادة وزير الأوقاف تنفق على بيوت الله ، ويوجد عدد هائل من الأئمة إنما يحتضنهم الشعب المغربي المسلم ، وما بدأ التفكير في إجراء أجور وزيرية لهم إلا مؤخرا . فالمكبوت الأول المعبر عنه في برنامج حوار هو التوجس من كثرة المساجد لا خوفا من سقوطها كما ادعى أحد المحاورين وإنما خوفا من توجيهها الناس إلى عبادة وطاعة الله عز وجل . وثاني المكبوتات المعبر عنها في برنامج حوار هو التعبير عن الخوف من الوعظ والإرشاد حيث اختلط على أحد المحاورين الأمر بين الوعظ والإرشاد وبين الفتاوى فقال إن كل من هب ودب أصبح يفتي . وقد حاول الوزير تنبيهه بطريقة ذكية إلى الخلط الواقع له بين هذا وذاك . وظاهر توجس المحاور أنه خوف على الدين وباطنه الخوف من الدين لتبقى الساحة فارغة أمام المنابر الإعلامية التي يريدها البعض بدائل عن المساجد ، وهي منابر لا تحترم تخصصاتها وتتجاسر على الدين وبشكل عابث ومبيت يسيء إلى المشاعر الدينية يوميا ، ومع ذلك لم يثره محاورو الوزير ، ولم يسأل أحد الوزير لماذا لا توقفون المتجاسرين على الدين في وسائل الإعلام ؟ ولقد عبر الوزير للمتوجس أن الوعاظ لا بد أن يقولوا للناس إن هذا حلال وهذا حرام كما جاء ذلك في الكتاب والسنة ، ولا يعتبر ذلك فتاوى تصدر عن كل من هب ودب حسب تعبير المحاور.والغريب أن المحاور الذي توجس من الوعظ والإرشاد أنكر على الوزير مذكرة التعرض بالحديث في خطب الجمعة لحوادث السير، واعتبر ذلك تدخلا في شأن سياسي يتعلق بمدونة السير التي لا زالت قيد الدرس وموضوع خلاف بين الفرقاء السياسيين تحت قبة البرلمان . وهكذا يكون مكبوت محاور الوزير هو إقصاء الدين من واقع الناس ، ذلك أن الحديث عن حوادث السير بالنسبة له شأن لا يعني المساجد ، وإنما هو شأن سمسرة سياسية بين الأحزاب في البرلمان ، علما بأن ما يعني المساجد من قضية مدونة السير هو صيانة الأرواح التي صانها شرع الله عز وجل لا غير كما قال الوزير ، وتترك للسياسة السمسرة بعد ذلك .

ولقد حاول المحاورون استرداج الوزير لإيقاعه في التصريح بما يفهم منه معارضة مكبوت المطالبة بالحرية ، فتظاهر أحدهم بالقلق من توقيق بعض الوعاظ ، وهو الذي وصفهم من قبل بنعت من هب ودب ، وتظاهر الآخر بالتخوف من التنصير والتشيع ، وضخم صاحب البرنامج من قضية السلفية ، حتى بدا أكثر تكفيرا من أقطاب السلفية الغلاة . وقد أدرك الوزير مقاصد المحاورين فنأى بنفسه عن فكرة التضييق عن الحريات باسم الدين فقال إن مختلف اللقاءات الفكرية تعقد في المغرب بما فيها الغريبة عن ديننا لأنه بلد الحرية والتسامح ، وأن ما يقوله بعض الناس لا يلزم الأمة . وفي الرد على تهويل صاحب البرنامج لموضوع السلفية قال الوزيز مشيرا إلى طاقمه الديني الحاضر معه كل هؤلاء سلفيون ، والملك الراحل محمد الخامس سلفي ، و علماء القرويين الذين قاوموا الاستعمارسلفيون ، ولا عيب في السلفية إلا أن تصير عقيدة تكفيرية . وأنكر أحد المحاورين على الوزير عدم الدخول مع السلفية الجهادية في حوار كما حصل في مصر ، وقد رد الوزير بأن المغرب له خصوصياته وليس من دأبه أن يقلد تجارب الآخرين ، وأن علماء الأمة قد بينوا لمن شاء موقف الدين من التطرف والتكفير ، وهي فتاوى في متناول من أراد التوبة ورضي بالنصح .

ولم يستحي المحاور أن ينسب لعلماء الأمة الخوف من محاورة شيوخ السلفية ، من باب النكاية او التعريض بهم وهو مكبوت المحاور الذي لم يخف طيلة حصة البرنامج . وحاول المحاورون استدراج الوزير للاعتراف بهواه الطرقي ، وقد تنكر له دون أن يصيب الطرقية بأذى كما أراد المحاورون ، وقد تنكب التعقيب على ما ينسب للطرقية من انتقاد ، واعتبرها مقوم من مقومات الهوية المغربية . وآخر مكبوت عبر عنه المحاورون الإيحاء بأن الرأي العام ينفر من المقربين من وزارة الشأن الديني ، ويشكك في مصداقيتهم فكان رد الوزير أن هذه الفكرة فكرة خارجية نسبة إلى فكر الخوارج ، وهي اتخاذ موقف سلبي من كل ما له علاقة بالسلطة ، وهو أمر لا يصح ولا يقبل . والملاحظ أن الحوار كان دون المستوى المطلوب لأن ذلك مبلغ صاحب البرنامج ومحاوروه من العلم ، وقد خطط لحلقة حسب مقاسه واضطر الوزير لمخاطبته وضيوفه حسب المستوى الذي أريد لبرنامج حضره علماء الأمة لو فسح لهم المجال لعرف الجمهور المتابع للبرنامج مستوى العلم الحقيقي في بلدنا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.