Home»National»من شروط الإصلاح الناجح تغيير المسؤولين الفاشلين

من شروط الإصلاح الناجح تغيير المسؤولين الفاشلين

0
Shares
PinterestGoogle+

قد يذهب التفكير في إصلاح القطاعات المعطلة في المجتمع كل مذهب إلا التفكير في نوع خاص من الإصلاح يتعلق بإصلاح المسؤولين عن هذه القطاعات المختلة الذين يكونون وراء الاختلال بصفة مباشرة عن طريق عزلهم وإعفائهم . فالبرامج الإصلاحية مهما تكن جيدة وفعالة فإن إسنادها إلى مسؤولين فاشلين معناه الحكم عليها بالفشل الذريع .

وكم من قطاعات كانت تعاني من اختلالات كبرى ولكن بمجرد أن قيض الله لها المسؤولين الأكفاء تحولت من أسو أحال إلى أحسن حال ، والعكس أيضا يصح فكم من قطاعات كانت بخير وعافية ولكن بمجرد أن آلت إلى مسؤولين غير أكفاء ساء حالها. والمسؤول في القطاع يكون بمثابة القلب النابض الذي يضخ الدماء إلى كل عناصر القطاع . فإذا ما ضخ المسؤول الدماء الموبوءة إلى عناصر القطاع فإن هذا القطاع برمته يصير موبوءا . ولقد جرت العادة في البلاد المتحضرة أنه كلما اختل قطاع إلا وبادر المسؤول عنه بتقديم استقالته الشيء الذي يعني الإقرار والاعتراف بالمسؤولية عن فشل القطاع بطريقة حضارية راقية. والمؤسف أن المسؤول عن قطاع فاشل عندنا يكون أشد تمسكا بالمنصب مع علمه علم اليقين أنه وراء إفلاس هذا القطاع . وقد يحاول هذا المسؤول الفاشل البحث عن الذرائع والشماعات ليعلق فشله ، وقد يجد في أسلوب البحث عن كباش الفداء ضالته ، فيتستر عن استقالته بإقالتها ، ولكن تظل دار لقمان على حالها. والأشد أسفا أن الجهة العليا التي تنصب المسؤول عن اختلال القطاع تكون على علم بفشله ، ولكنها لا تحرك ساكنا ، بل لا تدخر جهدا في امتداحه المديح الكاذب في المناسبات التي تلقى فيها خطب التقريض والمجاملات الكاذبة . وقد تصل إلى الجهات العليا العديد من الرسائل المكشوفة والمستورة التي تشكو من فشل المسؤول عن قطاع مشلول ولكنها لا تحظى بأدنى اهتمام وكأن المسؤول عن فشل القطاع المختل قد حاز العصمة التي تجعله فوق كل طعن واتهام . ومن المؤسف حقا أن يواصل المسؤول الفاشل تدبيره الفاشل لقطاع فاشل بامتياز عن طريق تكليفه بمهام جديدة مع أنه أثبت فشله في غيرها من المهام . والأشد أسفا أن يرقى المسؤول الفاشل إلى مناصب عليا ليصيب فشله قطاعات أخرى كانت بخير وعافية ، وما إن يتنفس قطاع مشلول الصعداء برحيل المسؤول الفاشل حتى يضيق به قطاع آخر.

والمؤسف أيضا أن يحول المسؤول الفاشل فشله إلى نجاح باهر، ولا يخجل للوقوف في المحافل ليسرد فيها فشله ولكن بلغة النجاح الباهر ، ويواجه المتزلفون المغرضون من أصحاب المصالح الشخصية ادعاءه الكاذب النجاح مع ثبوت فشله الكاسح بالتصفيق والتهليل ، وهو يندب في أعماقه فشله ، ويلعن نفاق وكذب المتزلفين ، ويقر في سره مع نفسه بصراحة المنتقدين لفشله ، ولكنه لا يملك الشجاعة اللازمة للاعتراف به جهرة لأن ذلك يعني رحيله باستقالة أو إقالة. وقد تجرب في بعض القطاعات الفاشلة كل أنواع الإصلاح ، ولكنها ما دامت لا تدين المسؤولين عنها فلن يجديها نفعا تجريب المستعجل أو غير المستعجل من برامج الإصلاح لأن فساد المسؤول وهو بمثابة القلب النابض يعني فساد القطاع برمته وهو بمثابة الجسد. وهيهات أن ينفع النصح من لا ينتصح من عشاق المسؤولية الفاشلين ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. anouar
    07/02/2010 at 00:42

    من شروط الإصلاح الناجح إلغاء المراقبة المستمرة والاكتفاء بامتحانات نهاية السنة

  2. مراقب تربوي
    07/02/2010 at 00:43

    كلامك سليم اخي وفي محلته اذ كيف تستقبل ماء صافيا في الاسفل اذا كان خارجا من العين ملوثا فالمسؤول الفاسد في اي قطاع لايمكن ان يلد الا فاسدا . والفاسد يبحث دائما على الفاسد او الفاسدين ويحيطهم به . ليكونوا دمى وكراكيز يحركها كيف شاء . وقطاع التعليم اصعب واخطر قطاع لانه في حاجة الى المدبر الحكيم والمربي المحنك ذي الاخلاق العالية المثالية ووووو … باعتبار التربية والتعليم جذر الامم واساسها الذي يجب بناؤه على ( الصح ) وليس على التزنديق وتقريب المتملفين والمبصبصين . هذا يبصبص بذنبه وذاك ينبطح على الارض والاخر يهدي ما يطلب . والمسؤولية الملقاة على العاتق لايدري بها احد . ورحم الله ابا الطيب المتنبي الذي قال . واحر قلباه …. فليوظفها كل كيف شاء . وزادك الله اخي محمد الشركي ثباتا في فضح كل مسؤول يتلاعب بمصير ابناء المغاربة

  3. PARENT
    07/02/2010 at 23:08

    MERCI MR CHERGUI ET MERCI L’INSPECTEUR QUI A FAIT LE COMMENTAIRE .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *