Home»National»… مهرجانات لتسويق الميوعة في علب الفن والثقافة

… مهرجانات لتسويق الميوعة في علب الفن والثقافة

0
Shares
PinterestGoogle+

           لست ادري لماذا يحشرون انف الثقافة في كل عمل مائع ، أكانوا
يريدون بذلك تغيير مفهوم الثقافة الحقيقي ام كان هذا المفهوم هوا لراسخ في ألاذهان
. لست ادري لماذا يدرجون اسم الثقافة في كل المهرجانات المائعة التي لاتجد فيها
الثقافة حيزا اضيق من جحر الضب على مستوى الواقع الثقافي، باستثناء اسمها المكتوب
با حرف فضفاضة على خرق من قماش الاكفان البالية ، المطلية بمادة مخدرة
كالحبرتستدرج بريحها وسحرها كل من يبحثون في هذا المحيط عن روح الثقافة ، حتى اوقع
بالكثير من عشاقها المنخدعين باسمها  في
شراك الميوعة .

           متى كان
الرقص  بحركة المؤخرات العارية ثقافة ،
ومتى كان الغناء بكلمات ساقطة فنا مرتبطا بالثقافة ، ومتى كان الفسوق المكشوف
والفواحش المفضوحة فنا ملتصقا بخواتم المعرفة ، ام ترى كانوا يريدون ان يصنعوا من
الثقافة أفيونا ومن الفنون عفونا ومنهما الاثنين ميوعة تسود وجوه المثقفين ، ترى
متى يظهر في هذه المجتمعات المريضة مثقفون بمعنى الكلمة يغارون على هويتهم  فيصونون  كرامتهم بنزع كلمة الثقافة من قواميس المتاجرين في الميوعة باسمها ، ترى
ومتى يظهرفي هذه الفضاءات الموبوءة  فنانون
ملتزمون يغارون على صفتهم فيحترمون  انفسهم
ليحترمهم جمهورهم

          والى متى سيضل هذا الجمهورالمستهدف في الاول والاخر لايميز بين
ما هو فن وماهو ثقافة ، يهيم في كل واد ويضرب في كل مضرب ، يميل مع كل الحركات
ويهتز لكل الايقاعات ، يسير كالتائه المجنون  في مواكب العرائس مكبا على وجهه نادبا ، ويمشي في مواكب الجنائز راقصا
طروبا ، ليخالف بذلك كل التقاليد ويخرق كل الاعراف السائدة . الى متى سيضل هذا
الجمهور لا يميز ان كان يملك اداة للتمييز بين ماهو صالح او طالح ، وبين ما هو
باهت  او واضح ، و ماهو ثقافي او فني وبين
ماهو لاثقافي ولا فني

          أليس للثقافة أصولا بينة تتقيد بها وقوعد ثابتة تتاسس عليها ؟
و للفن ايضا أسسا عميقة يعتمدها في التمييز بينهما ؟ احقا كان هناك نوع من الشبه
بين الكتاب والقلم  واللوحة والريشة ،
والطبل والعصا والعود والقيثارة ، والتفاعل الايجابي والصخب الجنوني .ام ترى قد
اختلطت علينا الالوان واشتبه البقر فما عدنا نعلم او ندري..؟ او كنا قد تعلمنا حتى
صرنا نعلم اننا لا نعلم ، او اننا قد  بلغنا سدرة  العلم ومنتهى المعرفة
فحق علينا قوله تعالى عندما يردنا الى ارذل العمر لكي لا نعلم بعد العلم شيئا  . ام ترى كانت افتنا العلم كالجهل او كنا بين
هذا وذاك ماضويين  قد طوانا الزمان
ورتب  واكل علينا الدهر وشرب ، فلم تعد
افكارنا تواكب تطور الاجيال الحاضرة اوتساير ركب الحضارة وتمدن الاجيال المقبلة . ولا
ملكاتنا قادرة على ان تستوعب هذا الحشو والغثاء  والهلوسة  الناجمة عن عقول مريضة

         جدير بنا ان نرتكن الى زاويا الماضي لنفترش أضابيرالغابرين ،
ومحكوم علينا في ظل ما يسمى التحضر والعصرنة لنلتحف ضلالات السياسة وبدع السياسيين   ؟ ام ترى سيكون انجرافنا مع تيار هذا المفروض
المرفوض رغما عن انفنا  استسلاما نابعا من
ضعفنا كمن لايتوفرون على حجة اودليل او كانوا يمتلكون أداة للإقناع . حتى يبقى
الاستسلام وسيلة المنهزمين والصمت حكمة العارفين . انه سؤال واحد دونه هذا الكم من
علامات الاستفهام ؟؟؟؟؟   

                                                                          

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *