Home»National»شباط قريبا يدعي النبوة

شباط قريبا يدعي النبوة

0
Shares
PinterestGoogle+

   في إشارة ساخرة إلى احتلال  لحسن الداودي نائب برلماني عن مدينة فاس لائحة حزب العدالة والتنمية في الدائرة الانتخابية لمقاطعة حسان بالرباط ،بعد مغادرته لفاس من غير حساب ولا عقاب . أنب حميد شباط ، ساكنة المدينة العلمية من المتعاطفين مع حزب  » لامبا  » في سياق حملة انتخابية محمومة مطالبا إياهم   باسترجاع أصواتهم ومعاقبته ، لأنه خذلهم ورحل إلى مقاطعة حسان بالرباط دون رد الاعتبار لهم . شباط الذي كان يتحدث يوم الجمعة الماضي في تجمع خطابي بمقاطعة زواغة ذكر أيضا أن حزب العدالة والتنمية لم يف بوعده تجاه الناخبين ولم يستوفهم حقهم ،  وأضاف متسائلا  تحت سيل هادر من التصفيقات  » هل الكذب من صفات المؤمن »؟ . وفي موضوع ذي صلة  » تصدرت صورة عمدة فاس حميد شباط  غلاف جريدة محلية بفاس ، وكتب تحت صورته بالبنط العريض آية قرآنية من سورة الشرح  » ورفعنا لك ذكرك  » في إشارة إلى النجومية  التي بات يتمتع بها في الأوساط الشعبية  الفاسية على حد تعبير البعض . جريدة غربال القرويين في عددها يونيو -74- التي  يقارن  فيها شباط مدير نشرها نفسه بالرسول العظيم ، بل وينسب آية قرآنية لنفسه،  لابد ان تثير زوبعة بعد هدوء العاصفة ، وبعد مرور استحقاقات 12 من يونيو الجاري ، ومن تداعيات هذه التخريجة الإعلامية الشباطية   ، التي شبه من خلالها كائن سياسي نفسه  بالنبي صلى الله عليه وسلم طالبت مصادر حقوقية وإعلامية محلية وجهوية بسحب العدد الأخير من جريدة « غربال القرويين » من الأكشاك ، لكن مصدرا حقوقيا شدد على أهمية كبح جماح هذا الغرور قائلا  » نخشى إن لم يرتدع عمدة فاس السابق  ، وفي حال عدم تدخل السلطات العمومية لسحب هذا المنشور الدعائي الفج من الأسواق ومحاسبة الزعيم النقابي والسياسي ورئيس تحرير الجريدة المذكورة  أن يطلع لنا غدا شباط بمانشيط كبير عريض رفقة صورة  له تتضمن آية أخرى من آيات الله تعالى وقد تكون المرة المقبلة : » وإنك لعلى خلق عظيم ». أو يدعي النبوة .

     وسيرا على عادته ، يكشف شباط أين ما حل وارتحل أن التحالف بين حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي جاء للحد من طموحاته ولجم مشاريعه وانه لولاه لما أصبحت فاس ترفل في النعيم . ودافع عمدة فاس السابق عن مشاريعه التنموية قائلا: » خليو العروبية يسيروا فاس » ،متسائلا « أليس من حقكم يا أهل فاس أن يكون لكم نافورة » ؟ أليس من حقكم أهل فاس أن يكون لهم بحر؟. لكن العمدة السابق لفاس أقر بالانفلات الأمني الذي عرفته مدينة فاس مما أعطى صورة سيئة عنها ، وأثر على حجم تدفق السياح الأجانب ، لكنه بالمقابل ، أكد أن إبرام صفقة تثبيت كاميرات في الشوارع والأزقة لضبط المجرمين دعما للأمن والاستقرار بالمقاطعة قد تمت ، مذكرا في ذات السياق بتجربة باريس في هذا الإطار.

    لكن المعارضين لشباط من الاتحاديين وغيرهم يرون في القول بأنه  » صاحب الفضل على فاس، وعلى أحزابها ومرشحيها، قول في منتهى الغرور، وهو إلى ذلك  » تبخيس لرجالات فاس ومناضلاتها ومؤسسات مجتمعها المدني » ، والغرور في المأثور ، مؤشر على بداية السقوط في الهاوية،  وتبعا لقول الشاعر لكل شيء إذا ماتم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان ، لابد من تأدية الحساب على تضييع أموال المدينة وأراضيها وخيراتها ورهن مستقبلها في مديونية صارخة، وحتى لو تهرب شباط من المحاسبة الرسمية فلا زالت المحاسبة الشعبية قائمة ، والتي ستقول كلمتها في الوقت المناسب، برأي هؤلاء ، فطبقة البسطاء والطبقات الشعبية والمتوسطة المخذولة من سلوكه، كلها لم تجن من تدبيره إلا المحسوبية وكل مظاهر الفساد الإداري، والتصريحات المغرضة المقيتة التي يعتقد أنها صفقة للتهرب من المحاسبة، هذه الطبقات وإلى جانب شرفاء المدينة والأتقياء فيها، وكلهم مخذولون من سلوكه، يرددون اليوم أن تلك الكفة من ذلك الميزان، والله لا يحب المطففين في الميزان، وويلا لهم من انتقام الساكنة وعدم منح أصواتها إلا لمن يستحقها، ولمن أخلص إليها عبر التاريخ » .

  من ناحية أخرى خصص جزء كبيرا من حملته الانتخابية لاستفزاز خصومه السياسيين خاصة الاتحاد الاشتراكي  و حزب العدالة والتنمية  حيث قال مستفزا إخوان بنكيران  » في الوقت الذي يرصد كوكل الأرض بالأشعة الليزر ويسبر غورها بالسنوات الضوئية وبدقة رقمية متناهية  ،  هناك من يدعي ثبوتية رؤية المستقبل البعيد على ضوء مصباح ،   مضيفا أن زمن  » لامبا  » (المصباح)  قد ولى.

  ودافع عن حصيلة ست سنوات في رئاسة مجلس مدينة فاس خلال الولاية الجماعية 2003_2009  مذكرا بالتحديات التي واجهته في السنوات ، مشيرا إلى أن تثمين العقار الجماعي أعطى مداخيل مهمة ومحترمة للجماعة. ومعلوم أن حميد شباط عرف بصاحب الخرجات الإعلامية المخدومة ، قد أطلق قبل أشهر  تصريحات صحفية قارن فيها بين أميته وأميّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم تحدث فيها عن وجود حديث نبوي شريف ذكر مدينة « فاس » بالاسم وتحدث عن صلاح أهلها واستقامتهم وكونهم أكثر تمسكا بالدين، مما أثار جدلا داخل الأوساط السياسية والدينية الرسمية في المغرب »

   يذكر أن شباط اختار خلال حملته الانتخابية الجماعية وسائل حديثة للتواصل حيث دشن موقعا إلكترونيا خاصا به تحت اسم « شباط أون لاين » يشرف عليه أحد  ألذ خصومه لمتابعة الأداء الجماعي والبرلماني والنقابي ، الفترة نفسها عرفت أيضا توزيع 300ألف قرص مدمج يحمل عنوان « فاس من التهميش إلى التنمية » فعلى مدى 20 دقيقة، ركز منتجو ومعدو الشريط الانتخابي على تصوير شوارع فاس الرئيسية من مواقع مختلفة مركزين على  النافورات من الجهات الأربع باعتبارها الوجه البارز للتنمية بهذه المدينة العلمية، وبرأي كافة المتتبعين والمهتمين فإن الأحياء الفقيرة والهامشية لم تستفد ميدانيا من الرصيد المالي الضخم الذي ضخته عمليات التفويت المذكورة بالملايير من الدراهم ، وتساءل معظم هؤلاء : أين تبخرت هذه كل تلك الأموال ؟ ألم تتبخر فيما يزيد مظاهر البذخ بذخا ويزيد الفقراء قهرا ؟ فلنتأمل إذن :هذه الصفقات 
إعادة هيكلة شارع الحسن الثاني تمت بكلفة 80 مليون درهما أي 8 مليار سنتيم
إعادة هيكلة شارع علال بنعبد الله بكلفة 40 مليون درهم  أي 4 مليار سنتيم وتهيئة شوارع مولاي يوسف، والعلويين، والسعديين بكلفة 62,5 مليون درهم  أي 6 مليار و 250 مليون سنتيم  طريق إيموزار بكلفة 25 مليون درهم  أي 2 مليار ونصف  
دفعة 20 مليون درهم للمكتب الوطني للسكك الحديدية لإحداث جسر مكمل لتهيئة شارع السعديين « أي 2 مليار»
رصد 20 مليون درهم لوضع 1000 جهاز كاميرات المراقبة بمختلف أحياء وشوارع فاس «ت أي 2 مليار » في 250 موقعا استراتيجيا تشمل أحياء وساحات عامة ومدارات طرقية، قيل إنها للتخفيف من حدة الجريمة والتضييق على تحركات الأصوليين المتشددين ومروجي الخمور والمخدرات، بينما هي في واقع أمرها استجابة لوزارة الداخلية بدافع الهاجس الأمني، ووزارة التجهيز بدافع إنهاك ميزانية الجماعة بمصاريف من مهام هذه الوزارة التي ينتمي وزيرها لنفس انتماء رئيس الجماعة، ومع ذلك لم توضع هذه الكاميرات وتبخرت أموالها إذ لم يقدم أي كشف لحسابها ».  

، بقي ان نشير  إلى ان جريدة  » غربال القرويين  » تصدر من فاس وتوزع في باقي المدن المغربية ، ويتولى حميد شباط إدارة  تحريرها ونشرها ، مما يؤكد ان تركيب الصفحة ليس سهوا أو من قبيل الخطأ ، بل يندرج في إطار صناعة الحدث الإعلامي الذي بات يتقنه ، في حين يسهر على إعداد صفحات الغربال ومحتوياتها الصحافي « ع ش  » الذي تفيد المعلومات الشخصية المتاحة حوله أنه « من حملة القرآن الكريم وبأنه من الدعاة الأئمة الذين اعتلوا منبر خطبة الجمعة في مرحلة من المراحل السابقة « من عمره الحافل بالتقلبات في المواقف والأفكار. وفي ما يبدو انه أدى دوره كصحفي في مسرحية تافهة ختم مقالة له ضمن نفس العدد قائلا  » قد يكون هذا آخر الكلام في هذه الرحلة المتعبة « 

    وسبق لشباط التأكيد في أكثر من مناسبة إعلامية أن أبا هريرة نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم  قوله: « ستكون بالمغرب مدينة تسمى فاس أهلها أقوم أهل المغرب قبلة وأكثرهم صلاة. أهلها على السنة والجماعة ومنهاج الحق لا يزالون متمسكين به لا يضرهم من خالفهم، يدفع الله عنهم ما يكرهون إلى يوم القيامة ». ». احتجاج  عدد من علماء المغرب على تصريحات الزعيم النقابي والسياسي وعلى تنسيب  وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم تصل أصداؤه إلى من يهمهم الأمر ، حيث أن  وزارة الأوقاف ، والمجلس العلمي الأعلى رفضا وللأسباب ملتبسة  الخوض في هذه المسألة والرد عليها.

   لقد كانت بحق سنواته سنوات التلكؤ بامتياز في حق الأحياء الشعبية خاصة في مجال التنمية الاجتماعية الحقيقية ، فكانت النتيجة مخيبة للآمال،   نتيجة أضاعت تأمين الاحتياجات العاجلة والضرورية على حساب المشاريع السياحية الباهظة الكلفة ، كما أضاعت فرص المشاريع المولدة للشغل ومكافحة الفقر وتحسين مؤشرات أحوال المعيشة  التي يبدو ان سكان فاس في حاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت مضى. فهل ستكون الشريحة الناخبة بفاس في الموعد  يوم الاقتراع لمحاربة الفساد الانتخابي وإجبار رموز الفساد الذين عاتوا بالمدينة، ونهبوا ممتلكاتها وراكموا أموال الحرام عبر تمرير الرخص وتفويت البقع الأرضية بدون موجب قانوني؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *