Home»National»استحقاقات انتخابية أم استخفافات انتخابية ؟؟؟

استحقاقات انتخابية أم استخفافات انتخابية ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

عندما يسمع الإنسان عبارة استحقاقات انتخابية خصوصا قبيل انطلاق الحملات الانتخابية بقليل تتبادر إلى ذهنه أو تتداعى فيه عدة أفكار من قبيل أن الاستحقاقات تفيد وجود المستحقين ووجود الحقوق ، ووجود من يعطي الحقوق أو يضمنها وهذا يفرض أسئلة من قبيل : أحقا هي استحقاقات ؟؟ والجواب عن هذا السؤال يقتضي استحضار ما يروج في الساحة الوطنية سواء تعلق الأمر بالاتهامات الجاهزة والمتبادلة بين الأحزاب ، أو بالوعود المنفوخ فيه والموزعة بسخاء ، أو بالتزكيات وما يقابلها من تجريحات وهي حالة يلخصها قول الله تعالى : (( كل حزب بما لديهم فرحون )) بما لكلمة فرح من دلالة على الكبرياء والعجب وتزكية النفس واتهام الغير وتجريمه .
وإذا كانت الانتخابات أمرا مما ليس منه بد ، فهذا لا يمنع أن نناقش أمرها في وطننا الحبيب الذي سئم لعبة شبيهة بلعبة الغازلة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : ((ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا )) فمنذ فجر الاستقلال ، ومنذ أول استحقاقات انتخابية والأحزاب تغزل غزلها السياسي أمام الشعب لتغريه ثم تنقض غزلها بعد ذلك أنكاثا. ولا يوجد حزب دخل لعبة الانتخابات و لم يسجل عليه الشعب نقض غزله. ووقر في ثقافات الأحزاب أن الشعب تبلد حسه وصار يتعايش مع لعبة الغزل ونقضه التي تمارسها الأحزاب ، والحقيقة أن شريحة طويلة عريضة من الشعب تسخر من أحزاب تبلد حسها وصارت تظن بالشعب بلادة كبلادتها.

فالطابع الغالب على انتخاباتنا هو عملة الكذب والوعود العرقوبية التي تتعامل بها الأحزاب من أجل ابتزاز أصوات توصل إلى المجالس البلدية أو إلى كراسي البرلمان. ولا زالت الانتخابات في الكثير من ربوع هذا الوطن الحبيب عبارة عن استغلال بشع مستقبح للعصبية القبلية حيث تغلب هذه العصبية المنتنة على النزاهة والكفاءة بحيث تقدم العديد من قبائل المغرب على اختيار من يمثلها على أساس عصبي وعرقي ولو كان أول من ينقض الغزل. ولا حظ لنزيه ولا لذي كفاءة وأهلية أمام ابن القبيلة مهما كانت أميته مستفحلة ، ونزاهته بينة الثلم ، ولا مروءة له ولا أخلاق ولا تدين ، ومع ذلك توصله العصبية القبلية إلى منصب المستشار ومنصب البرلماني ليزداد حاله سوءا . ولا زالت ظاهرة انتقال الانتهازيين والوصوليين من حزب إلى آخر لأن غرضهم هو تحقيق المصالح الشخصية مهما كانت اليافطة الحزبية، لأن المصلحة الشخصية لا علاقة لها بالمبادىء والقيم . ولا زالت أسطوانة أحزاب الدولة تدور كما كانت بالأمس ، وهي أحزاب تستهوي طبقة الوصوليين والانتهازيين بالدرجة الأولى.

ولا زال الدين مطية البعض تركب ليصل على ظهرها من يخدع الناس بالدين وهو لا يختلف عن أمثاله ممن يمارس السياسوية والحزبوية بقناع التدين المغشوش حتى صارت بعض الأحزاب المحسوبة على الدين تضم كل انتهازي ووصولي أعيته حيل الأحزاب غير المحسوبة على الدين المكرورة الممجوجة فلجأ إلى طريقة مغازلة المشاعر الدينية للناس من أجل اقتناص أصواتهم ليصير واحدا من أبناء عبد الواحد كما يقول المثل المغربي، ولتسمع عنه بعد ركوبه صهوة الدين أخبار نهب المال العام عن طريق التزوير ومع ذلك يجد من يدافع عنه في حزبه كما تدافع القبيلة عن مرشحها رغم جرائره ، فتصير اختلاساته مثلا مجرد تحويل طفيف في بنية قطعة أرضية أو زيادة في طوابق بناية وهلم جرا مما يعاب على الانتهازي ، ولكن يصير بفعل التعصب الأعمى للحزب بطولات يشاد بها إعلاميا دون أن يتصبب جبين المشيد عرقا .
لا أحد ينفي أننا لا نعدم في هذا البلد أصحاب الضمائر الحية ممن يخوضون غمار الانتخابات تحت مختلف الألوان الحزبية ، ولكن قد يجد هؤلاء أنفسهم في نفس المضمارالذي يضم من عدموا الضمائر الحية فتنصب جهودهم على وقاية أنفسهم من عفن المتعفنين . وقد لا تسمع صيحاتهم وهم ينكرون المنكر في عقر دارهم .

وإلى أن تقطع الصلة بين تقاليد أحزاب الدولة ،و التعصب للقبيلة ، والتعصب للحزب ، وتوفير الظروف والغطاء القانوني لفئة الانتهازيين والوصوليين ستبقى المسافة بيننا وبين الاستحقاقات الانتخابية معتبرة ، وسيبقى الأمر منحصرا في استخفافات بشعب كريم عريق في المجد له استحقاقات حقيقية بعيدة عن لعبة نقض الغزل التي باتت تمارسها أحزاب الساحة الوطنية بشتى الأشكال مع قاسم مشترك يتمثل في تنزيه الجميع للذات وتجريم الغير أو الآخر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبعة
    29/05/2009 at 13:31

    الإستحقاقات القادمة فرصةللمواطن لمعاقبة الأحزاب على نفاقها و ذلك بمقاطعة الأنتخابات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *