Home»National»الإتجار في البشر

الإتجار في البشر

0
Shares
PinterestGoogle+

كنا نشعر بالخجل والثورة العارمة حين ينتقد الأجانب دول الخليج عن ممارسات ضد حقوق الوافدين، نتجاذب أطراف الحديث في مقصف العمل حيث عبارات السخرية والهجاء والتشخيصات والأوصاف الجاهزة. كان يأتي دفاعنا بكل عاطفة وانتماء ديني وعرقي، نعلل ونضحد أفكارهم مدافعين عن البلد المضيف والذي تجمعنا به قواسم جد وطيدة، لا ننتظر جزاء ولا شكرا من أي طرف.

في الوقت ذاته يزداد الطين بلة حين يثمن مقيمون عرب الرأي الآخر مضيفين نكهاتهم الخاصة معتقدين أنهم يتحلون بالموضوعية.
شاءت الظروف أن انتقلنا إلى دول أمريكا الشمالية حيث صعقنا حين فجرت جريدة » تورنتو ستار » موضوع الإتجار بالبشر بكندا وسوء معاملة الخدم المستقدمين من الفلبين والثروات الهائلة التي كونها البعض، وكم عدد الفتيات اللاتي تم تجنيدهن لإشباع رغبة السياح خلال أولمبياد « فانكوفر 2010″.
هذا التحقيق الإعلامي الذي دام أشهرا لإعلاميين تخفووا في صفة زبناء، جمعوا خلالها وثائق وأدلة صوتية ومرئية عن ممارسات أشخاص ووكالات استقدام العمالة ثم الظروف المأساوية التي يعيشونها أثناء قدومهن : اقتشام أفرشة وإيواء في قبو البيوت وعدد محدود من الوجبات إضافة لأمر محرم متمثل في حجز جوازات سفرهن.
فبدات تتهاطل قضايا وكان آخرها قضية عبر عنها أحد النواب المحافظين ب »فضيحة مربية-Nanny Gate  » حين أقدمت مربية فلبينية رفع قضية ضد مشغلتها التي تشغل منصب نائبة برلمانية عن الحزب اللبرالي( أصلها من الهند)، عبرت المربية عن معاناتها وأخذ جواز سفرها ثم سردت تفاصيل عيشها واضظرارها تلميع أحذية كل أفراد العائلة وأعمال شاقة تتجلى في جرف الثلوج أثناء تساقطها( تعتبر عملية صعبة بكندا حين درجة الصقيع تصل إلى أقل من 32 حتى وإن توفرت لديك آلة جرف فلن تقدر على جرف الثلوج أمام منزلك) ثم تنظيف السيارات والجدران والسجاد مستعملين الأيادي. الحزب أقال النائبة وهي تواجه في هذه الأثناء تهما خطيرة قد تعصف بستقبلها السياسي.

إن سرد قضية الإتجار بالبشر هاته أوظاهرة التسول التي رأيناها في أوروبا أو هنا. وأكيد أن تجدر الظواهر هاته متواجد في عالمنا العربي ونحن لاننكر هذا. لكنه من المفروض على إعلامنا أن يعطي صورة دقيقة لواقع الظواهر ولا يسمم بها الجمهور العربي الذي لا يملك أساليب الرد عن مواقف كهذه أمام الآخر لأنه عاش غسيل دماغ آخر وبأساليب قمعية جديدة إسمها الإعلام الحر المتفتح. فالكل أصبح يحلل ويعلل بطريقة سامي وقاسم وأحمد ووو….
توصنا برسالة إلكترونية من مدير جريدة « مستقلة » من المغرب طالبا منا أن نبعث بمقالات من أمريكا الشمالية ، فلبينا الطلب وأرسلنا أولى نصوصنا، إذ أفاجأ برد سريع من نفس المدير وبهذا التعبير »… أريد مقالات عن تذمر المغاربة وعن رؤيتهم السوداوية للمغرب…. » إن الجملة أحدثت بداخلي جرحا عميقا وأسى، أحسست كأنني أدرف دموعا داخل قلبي. ثم توقفت عن الرد.

عبدالقادر فلالي- كندا filala71@yahoo.ca

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *