الرباط : محمد بوخزار
توقعت مصادر اسبانية ان يستكمل رئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس ثاباتيرو، بحث امكانية ايجاد حل لنزاع الصحراء، خلال الزيارة التي سيقوم بها الى الجزائر في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، فضلا عن ملفات التعاون الثنائي بين البلدين.
واستدلت ذات المصادر، بأن الاعلان عن الزيارة التي سيضع ترتيباتها وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخيل موراتينوس، الذي يحل اليوم بالعاصمة الجزائرية، قد يكون مؤشرا على سير إسبانيا في اتجاه تضييق شقة الخلاف بين الطرفين الرئيسيين في النزاع، المغرب والجزائر، خاصة ان مدريد تؤمن بأن علاقات طبيعية بين الجارين، ستساهم في اعادة الروح لاتحاد المغرب العربي، حتى تصبح دوله مجموعة مؤثرة قادرة على التعبير عن المصالح المشتركة والتحاور من موقع القوة مع الاتحاد الأوروبي الذي يهمه هو الآخر الاستقرار والأمن في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وهذا الموضوع توليه إسبانيا أهمية قصوى

لأسباب استراتيجية واقتصادية وبشرية، وتبذل دبلوماسيتها جهودا ومساعي بين الأطراف المعنية، آملة ان تحضر الدول المغاربية ككتلة موحدة الرؤية خلال القمة الاورومتوسطية التي تهيئ لها اسبانيا بمناسبة مرور عشر سنوات على اعلان مسلسل برشلونة عام 1995 . ويتجلى هذا الحرص في كثافة الاتصالات التي قامت بها الحكومة الاشتراكية الإسبانية مع دول المغرب العربي، فقد زار موراتينوس الجزائر والمغرب اكثر من مرة واتيح له الاتصال بنظرائه المغاربيين .
وتصطدم مساعي اسبانيا لجهة ايجاد تسوية معقولة لنزاع الصحراء بالموقف التقليدي الثابت للجزائر، القائل بحق ما يسمى بالشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقا لمقررات الامم المتحدة ذات الصلة، كما تؤثر الجزائر في الموقف الاسباني بحجم وطبيعة علاقاتها الاقتصادية معها، وهي مغريات لا تتجاهلها مدريد وتأخذها بعين الاعتبار، مثل حرصها كذلك على توثيق علاقاتها بالمغرب الذي يمتلك هو الآخر أوراقا لا تقل اهمية عن الاوراق التي تلوح بها الجزائر.

عن جريدة الشرق الاوسط