Home»National»إعلانات أضحياتشركات السلف الربوي تغزو شوارع وجدة

إعلانات أضحياتشركات السلف الربوي تغزو شوارع وجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

عودتنا لوحات الإعلانات الإشهارية في بعض شوارع وجدة كلما حلت مناسبة عيد الأضحى الأبرك على ملصقات تروج إشهاريا لأضحيات لبعض شركات السلف وكأن البلد ليس فيه سلطة دينية تفتي في القضية . والغريب أن السلطة الدينية المتمثلة في المجلس العلمي المحلي تعرض عليها العديد من القضايا طلبا للفتوى إلا أن بعض القضايا يتم فيها تجاوز هذه السلطة الدينية ، ومنها قضية بيع خراف العيد عن طريق قروض بعض شركات السلف الذي يقوم تعامله على أساس ربوي ، ولا يتناطح في ربويته كبشان.
وإن الإعلانات الإشهارية من هذا القبيل تعتبر استفزازا لمشاعر المسلمين في موسم الحج الأبرك. والمعلوم عن المغاربة كشعب مسلم أصيل ومتشبث بدينه الحرص على نقاء العقيدة وصفاء التدين .

ولا يقبل أحد من المغاربة أن تشوب تدينه وقرباته شائبة. ومعلوم أن الله عز وجل لا يطاع بالمعاصي وإنما بالطاعات فمن ضحى في ذكرى فداء نبي الله إسماعيل عليه السلام فإنما يضحي تقربا لله ، وهو يحرص على أن يكون ثمن الأضحية من الكسب الحلال ليعبر عن نيته الصادقة في التقرب الخالص لله تعالى. أما أن تقتنى الأضاحي من خلال معصية التعامل بحرام حرمه نفس الكتاب الكريم الذي أمر بطاعة النحر فأمر لم يألفه المغاربة وإنما هو بدعة يسوق لها المسوقون المستفيدون من أغنياء المناسبات الدينية على حساب الدين. فالمسوق لإعلانات الأضاحي الإيكدومية لا يخلو من أن يكون إما جاهلا جهلا مطبقا بالدين ، وهو معذور حينئذ ، أو متعمدا الإساءة لسنة إبراهيم الخليل عليه السلام ، وللدين من خلال اختزاله في كباش تنحر وتشوى وتؤكل وليس بعد ذلك دلالة دينية وهو حينئذ آثم شرعا.
ومن المعلوم عند أبسط المسلمين أن الله عز وجل طيب ولا يقبل إلا طيبا فلا يزكي المسلمون بكسب حرام ولا يتصدقون منه، ولا يشترون به الأضاحي. وما كان شرع الله عز وجل ليكره الناس على اقتناء الأضاحي بالربا المحرم الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدمه في حجة الوداع. وكيف سيستسيغ المضحي ربويا أضحيته وهو يعلم موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الربا في ظروف الحج وظروف عرفة حيث يتذكر كل المسلمون حجة الوداع وما قيل فيها عن الربا خصيصا.
وفي مقابل سكوت الجهات المسؤولة عن إعلانات الإشهار الخاصة بأضاحي السلف الربوي نجد ها تتشدد في مراقبة بعض جمعيات المجتمع المدني وبعض المساجد التي تحاول مواساة فقراء المسلمين أولا عن طريق التذكير بضرورة التصدق بثلث الأضحية كما جاء في السنة ، وثانيا عن طريق تقديم الأضاحي الحية أو اللحوم للعوائل الفقيرة. وكنا نود لو شاهدنا ملصقات فيها إعلانات للناس للتصدق بثلث الأضحية ، أو إعلانات لمساعدة الأسر الفقيرة لاقتناء الأضاحي ، ولكن مع الأسف الشديد لا هذا ولا ذاك ، وإنما نسمع بأعوان السلطة وهم يتحسسون أخبار الجهات المحسنة لنقلها إلى المسؤولين الذين لا يجيدون إلا لغة الممنوع في مجال فعل الخير ، ويفتون بمنع الماعون ولا يحظون على طعام المسكين ولكنهم عن لوحات الإشهار الربوية غافلون.
فهل سيتقي الله أصحاب شركات السلف الربوي  باعة ومستهلكون في عيد الأضحى ؟ وهل سيعرض الأمر على أهل الفتوى أم أن كل من هب ودب سيفتي بهواه في دين لا يفتى فيه بالهوى؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. عبد الناصر
    01/12/2008 at 12:46

    ما هو رأي الدكتور بنحمزة بخصوص شراء الأضحية عن طريق هذه السلفات البنكية ؟ أتمنى إجابة شافية لأن الدين النصيحة و جزاكم الله خيراً.

  2. محمد منصور / جرادة
    02/12/2008 at 17:02

    انه موضوع في غاية الأهمية,أود اضافة بعض الملاحظات :
    1)كما قال الاخ عبد الناصر ما رأي رجال الدين في السلفات البنكية الخاصة بالعيد الأضحى؟
    2)أغلب الموظفين المغاربة يجدون مشقة بالغة في شراء الأضحية ,فكيف يكون الحال للمواطنين البسطاء الذين ليس لهم دخل قار ؟
    3)كم هو عدد المغاربة الذين يطبقون السنة على وجهها الحقيقي ؟ أي التصدق بالثلث
    استحضر هنا رأي أحد الأصدقاء حين قال بأن عيد الأضحى تحول الى مجرد » فيشطة »شواء- قلي- تفوار..وهلم جرا

  3. enseignant
    02/12/2008 at 21:46

    laissez ns tranquille..mouton avec interet ou pas.. c est pas le moment de discuter le cas..l important c est discuter le blocus de ghaza-palestine..on offre ts nos moutons aux palestiniens..c est ca l achat par interet..ya mouslimine..

  4. وجدي-مغربي
    09/12/2008 at 00:12

    شكرا لصاحب المقال و أتسائل لماذا يتسائل صاحب التعليق عن حلية ه السلفات: أهي حلال أم حرام. حقيقة عندما يضيع الانسان و يبتعد عن هويته يقع له الاضطراب و الارتباك في الحلال و الحرام. أفي الله شك يا أخي الكريم أن هذه السلفات هي مص لدماء المقهورين المغبونين الذين بحاجة الى المساعدة و المؤازرة فيذهبون الى المؤسسات المرابية ليزيدوهم هما على هم و غم على غم. و هم يصطادون الغلابى و المعوزين لينشلوهم. و هذا كله سببه الابتعاد عن بعضنا البعض. لقد ابتعد العالم و المصلح عن العامي و المثقف فضيعوا الدين و الدنيا. و هل جاء الدين إلا ليقطع الطريق عن مصاصي الدماء و أكالي أموال الناس بالباطل.

  5. amin
    09/12/2008 at 00:12

    nahno al jazairiyon wajdn hadih asan so3batan kabiratan fi ichtirai kabch al id nadaran li kalai atmanihi

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *