Home»National»الباحث في علوم التربية ونائب وزارة التربية الوطنية بمولاي يعقوب ذ محمد العبدلاوي في حوار هام

الباحث في علوم التربية ونائب وزارة التربية الوطنية بمولاي يعقوب ذ محمد العبدلاوي في حوار هام

0
Shares
PinterestGoogle+

أعد الحوار :عزيز باكوش

88   يوم غياب بدون مبرر تم خصمها من أجرة أصحابها، و إحالة 9 حالات على المجلس التأديبي، و تفعيل مسطرة العزل والتشطيب من الوظيفة العمومية في حق خمس (5) حالات . تلك هي خلاصة تقرير صادر عن نيابة مولاي يعقوب بخصوص تدبير مشكلة  المواظبة غياب الأساتذة برسم الموسم الدراسي الماضي.

   عنوان كبير

  المدرسة المغربية اليوم كما الغد ، ورش مفتوح  » على كل الاحتمالات » والرهانات ، في ظل مسلسل متواتر من الإصلاحات والمخططات الاستعجالية  التي تروم الإنقاذ ،  ليس لأنها المحدد الأكثر حسما في توجيه مسار الفرد ، وتستأثر بحصة مهمة من الموارد المالية الوطنية ، ولكن،  لأن تدبير تمدرس 6 ملايين من أبناء الشعب تدبيرا  قويما في أفق تحديات ورهانات عولمية شرسة ، يعتبر شرطا ضروريا لتحقيق تنمية بشرية عالية.

  الأسئلة التي لا بد من تقديم اقتراحات وإجابات في شانها اليوم عديدة ، هل المدرسة تقوم بوظيفتها على النحو الأمثل ؟

 هل تنتج المدرسة في ظل المخطط الاستعجالي جيلا من الأفراد والمؤسسات بما يكفي للإسهام في ترسيخ المواطنة الحقة؟

هل مواردها المادية والبشرية مؤهلة  ومنضبطة وعلى مستوى عال من الجاهزية والكفاءة و المردودية؟

  أسئلة وغيرها ، حاولنا عبرها إذكاء نقاش حقيقي وايجابي حول المدرسة المغربية مع الأستاذ محمد العبدلاوي نائب وزارة التربية الوطنية بنيابة مولا ي يعقوب، وذلك بهدف رصد مؤشرات الإصلاح، وتشخيص الاختلالات المعيقة لسير المنظومة . والتي سيكون لمعالجتها على النحو الأمثل الأثر الايجابي والملموس في أفق   تعبئة فعالة لولوج الحياة المهنية على أكمل وجه سواء بنيابة مولاي يعقوب أو بباقي النيابات ببلادنا.

1

: لا يستقيم الحديث عن تداعيات الدخول المدرسي الحالي من غير التطرق إلى المبادرة الملكية الخاصة بتوزيع مليون محفظة على الفقراء.هل هناك من إكراهات بخصوص العملية؟

 

  

بخصوص المبادرة الملكية الرامية إلى تعميم إلزامية التمدرس ومحاربة الهذر وتخفيف الضغط على ميزانية الأسر المعوزة لتزامن الدخول المدرسي مع شهر رمضان الفضيل، سجلت نيابة مولاي  يعقوب   استفادة ما يناهز 14000 تلميذ وتلميذة من المحافظ واللوازم المدرسية في إطار مبادرة مليون محفظة ( 8178 تلميذ وتلميذة) والعمليات المكملة لدعم التمدرس بالإقليم، سواء تلك التي أشرفت عليها العمالة ، حيث استفاد ما يناهز  3716 تلميذا وتلميذة، أو بعض المانحين  حوالي ( 2110 مستفيد). ويمكن القول بشكل عام إن العملية عرفت نجاحا ملحوظا إذا استثنينا بعض الصعوبات الناتجة عن عملية التوزيع على الوحدات المدرسية المتواجدة بالجماعات المستهدفة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. فعملية التوزيع، لم تخل من مشاكل مرتبطة أساسا بوسائل النقل وعملية الشحن والإفراغ، إضافة إلى الخصاص المسجل في عدد المحافظ المتوصل بها، وكذا توصل النيابة بكيفية متأخرة ومتقطعة بالكتب المدرسية المقررة. كما أن ساكنة بعض الجماعات غير المستهدفة احتجوا لعدم استفادة مؤسسات دواويرهم من هذه المبادرة رغم وجود أسر بها مشهود لها بالعوز والفقر المجتمعي.

2 هل يمكن الحديث عن مستجدات وانجازات حقيقية للنيابة التي تتحملون مسؤوليتها   برسم الدخول المدرسي الحالي ؟

إضافة إلى استفادة عدد هام من التلاميذ من مبادرة توزيع مليون محفظة، يمكن إجمال مستجدات الدخول المدرسي الحالي في العناصر التالية:

1 توسيع بنيات الاستقبال في السلك الثانوي بعد إتمام أشغال بناء إعدادية جديدة بمنطقة رأس الماء وثانوية تأهيلية جديدة بمنطقة الضويات ، مما سيمكن تلامذة هاتين المنطقتين من مواصلة دراستهم في عين المكان بدل الانتقال إلى مدينة فاس.

2 إحداث ثلاث مجموعات مدرسية جديدة في إطار إعادة هيكلة المجموعات المدرسية التابعة للنيابة ، وذلك لتجاوز بعض الصعوبات الإدارية والتربوية التي كانت تطرحها الوضعية السابقة.

أما فيما يخص ورش تأهيل المؤسسات التعليمية ضمن البرنامج الاستعجالي، فقد قمنا فيما يتعلق بمحور تأهيل المؤسسات التعليمية بتشخيص دقيق لوضعية كل الوحدات المدرسية، وترقيم كلفة حاجياتها، وقد استفادت من التأهيل المستعجل 13 وحدة مدرسية ضمن الشطر الأول من هذا الورش بغلاف مالي بلغ 1.200.000,00 درهم، إضافة إلى ربط 42 وحدة مدرسية بشبكة الماء الشروب، على أن تتم برمجة تأهيل باقي الوحدات ضمن الشطرين المواليين بحسب الأسبقيات. غير أنه لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أنه عادة ما يتم تخريب ما تم إصلاحه من طرف عدد من المتسكعين و من  لهم ميول عدائية تجاه المدرسة.

  3  على الرغم من المكتسبات التي تحدثتم عنها، لا أحد يمكنه تجاهل اختلالات المنظومة التربوية المتمثلة أساسا في الاكتظاظ…والهدر المدرسيين.كيف تفاعلت نيابتكم  مع توصيات المخطط الاستعجالي بخصوص الظاهرتين؟

   بالفعل، يشكل الهذر المدرسي بكل أصنافه نزيفا خطيرا في جسد المنظومة التعليمية. وهو ظاهرة متعددة الأسباب، غير أن الرئيسي منها على مستوى هذه النيابة، يمكن إجماله في ضعف البنيات التحتية بهذا الإقليم القروي بامتياز وافتقار عدد من الوحدات المدرسية للتجهيزات الضرورية ( خصوصا المرافق الصحية)، وضعف التعليم الأولي الذي يشكل دعامة أساسية للمسايرة والنجاح،  وهشاشة الوضع الاجتماعي السوسيو ثقافي للساكنة، ومن ثمة لجوء عدد من الأسر إلى إمساك الفتيات عن مواصلة دراستهن عند بلوغ سن معينة، وتشغيل الذكور كقوة عمل فلاحية عندما يشتد عودهم، إضافة إلى تعثر المسايرة عند عدد من التلاميذ بسبب ضعف التعليم الأولي، وبناء على ذلك فإن الانقطاع عن الدراسة غالبا ما يحدث في مستوى الثانية ابتدائية وعدم الالتحاق يحصل في مستوى الأول إعدادي.

ويشكل الدعم الاجتماعي والتربوي والنقل والإطعام المدرسي في تقديرنا عوامل أساسية في تطويق هذه الظاهرة، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن 64% من تلامذة الإقليم يستفيدون من الإطعام المدرسي، واسمحوا لي ها هنا أن أقدم توضيحات بخصوص خبر نشرته جريدتكم يوم 26 شتنبر، يتعلق بسرقة تعرض لها المطعم المدرسي بإحدى الوحدات المدرسية، فالأمر يهم مجموعة مدارس عين قنصرة وليس مجموعة مدارس عين بومرشد، ولا علاقة للدرك الملكي ولا لجمعية الآباء بالموضوع، وإنما لجنة نيابية هي التي ضبطت مدير المجموعة المدرسية متجها ببعض مواد الإطعام المدرسي نحو منزله بعد أن وضعها في الصندوق الخلفي لسيارته، فتم تحرير محضر بالواقعة وتوجيه ملف بشأنها إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، التي بادرت إلى عرض المعني بالأمر على أنظار المجلس التأديبي، الذي قرر توقيفه لمدة ثلاثة أشهر، وإثر ذلك تمت إحالة الملف على الوزارة حيث اتخذ قرار إعفائه من مهام الإدارة في حقه.    

   وفيما يتعلق بمحاربة الهذر المدرسي أيضا ، فقد كانت نيابة مولاي يعقوب سباقة إلى وضع هذه المسألة على رأس جدول أعمالها منذ السنة الفارطة، حيث تم تنظيم يوم دراسي بشراكة مع عمالة الإقليم حول هذا الموضوع شاركت فيه كل الفعاليات المعنية أو المهتمة بقضية التعليم، وقد حققنا بعض النقط الإيجابية سواء على مستوى محاصرة أسبابه أو على مستوى تقليص نسبه بحيث تقل بكيفية ملموسة عن المعدلات الوطنية بالرغم من الطابع القروي للإقليم، وسنعمل بقوة على تعزيز المكتسبات المسجلة في هذا المضمار.

أما الجانب المتعلق  بظاهرة الاكتظاظ ، فيمكن أن أؤكد أن هذه الظاهرة لا وجود لها في هذه النيابة، نظرا لتوفر ما يكفي من الحجرات وترشيد تشغيل الموارد البشرية المتوفرة، غير أن ما تجدر الإشارة إليه في هذا الباب، هو وجود عدد مهم من الأقسام المشتركة لتشتت ساكنة الإقليم وتغطية معظم الدواوير بالوحدات المدرسية.

 4   تقويم الفاعلين التربويين وتحديد مسؤولياتهم يحتاج إلى ترسيخ آليات ملائمة للقيادة والضبط ، كيف تتعامل النيابة مع تغيبات الأساتذة؟

  في هذا الإطار تتحدث أوساط تعليمية وغيرها  عن صرامة وحزم لا فتين  تبديهما نيابتكم فيما يخص رصد وتتبع  ظاهرة المواظبة وضبط  التغيبات ؟

    فيما يخص محور محاربة الغياب،  فإننا نقوم بتتبع دؤوب لمواظبة المدرسين والإداريين، ونسهر على التطبيق الحازم للمساطر المعمول بها في هذا المجال، ولا تتردد في اتخاذ إجراءات صارمة في حق من تمادى في الاستهتار بواجبه المهني والعبث بالزمن الدراسي، وسنعمل بنفس العزم على تعبئة كل الجهود وتحسيس كل الإرادات لمحاربة الغياب في صفوف التلاميذ. من هنا، لابد من وضعكم في الصورة ، فقد تم تسجيل وضبط 388  يوم غياب بدون مبرر تم خصمها من أجرة أصحابها، و إحالة 9 حالات على المجلس التأديبي، و تفعيل مسطرة العزل والتشطيب من الوظيفة العمومية في حق خمس (5) حالات . تلك هي حصيلة نيابة مولاي يعقوب بخصوص تدبير مشكلة  المواظبة غياب الأساتذة برسم الموسم الدراسي الماضي.

فيما يخص الموارد البشرية، فقد عملنا على ضبط البنيات التربوية بكيفية تراعي المتوفر منها، وإذا كنا لا نشكو من خصاص يبعث على القلق ، فإننا في الواقع ، لا نتوفر على ما يكفي من الأطر التعليمية لتغطية رخص الولادة والرخص الطبية المتوسطة والطويلة الأمد.

في هذا الإطار ، قامت النيابة  بتدبير محكم لعملية إعادة الانتشار وسد الخصاص، حيث تقيدنا بالمعايير المعمول بها في هذا الصدد، وعرضنا نتائجها على شركائنا الاجتماعيين خلال جلستي حوار معهم تم خلالهما مناقشة جميع الحالات، وتوج هذا الحوار بالمصادقة على مقترحات النيابة والتوقيع على محضر مشترك، ويمكن لي أن أؤكد أنه لا يوجد الآن في المؤسسات التابعة للنيابة أي قسم بدون أستاذ. وفي هذا الصدد لا يسعني إلا أن أنوه بالدور البناء لشركائنا الاجتماعيين وتفهمهم للإكراهات التي تواجهها النيابة في تدبيرها لهذا الملف الصعب.

5  لاحظنا أن المدرسين والاساتذة يشتكون من أنهم لا يحظون بالتكوين والدعم الكافيين للقيام بالمهام المنوطة بهم وعلى الوجه الأمثل؟

ج: في ما يتعلق بموضوع الدعم والتكوين أود أن أشيـر إلى أن نيابة مولاي يعقوب  تعاني منذ ثلاث سنوات من نقص حاد في أطر الإشراف التربوي خصوصا في مستوى التعليم الابتدائي، حيث لا نتوفر إلا على ثلاثة مفتشين قارين، وفي الموسمين الماضيين كان في النيابة مفتش واحد قار في الابتدائي، غير أن الأكاديمية كانت تنتدب مفتشين من نيابة فاس للتأطير في نيابة مولاي يعقوب، ونظرا لما توفره لهم من وسائل النقل وظروف عمل ملائمة فقد تميز عملهم بالكثافة والفعالية سواء على مستوى الـتأطير أو الزيارات الصفية، أو التكوين المستمر للأساتذة حيث استفادوا كلهم من الدورة التكوينية الخاصة بالتدريس بالكفايات. والأمل معقود على أن يتوفر للنيابة في المستقبل العاجل مفتشون قارون بالقدر الكافي اعتبارا للأدوار الأساسية التي تقوم بها هذه الهيئة والاستمرارية التي يجب أن تطبعها. ومن المفيد الإشارة ها هنا إلى أن النيابة تقوم بالاستثمار الفوري لتقارير المفتشين سواء منها التربوية أو ذات الطابع الإداري، وتتخذ الإجراءات القمينة بتعزيزها بالنسبة للمقصرين في أداء واجبهم أو تشجيع العناصر المجدة والمتفانية في أداء عملها التربوي. وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن  جميع المديرين في كل الأسلاك إضافة إلى عدد من موظفي الإدارة استفادوا من الدورات التكوينية  التي كانت مبرمجة للتكوين المستمر لتمكينهم من تعميق معارفهم وتنمية خبراتهم، وإكسابهم الكفايات الضرورية لتنمية قدراتهم التدبيرية.

إعداد الحوار   : عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *