Home»National»خطاب المسيرة المظفرة منجزات و مخططات استراتيجية متواصلة في عهد باني المغرب الحديث

خطاب المسيرة المظفرة منجزات و مخططات استراتيجية متواصلة في عهد باني المغرب الحديث

0
Shares
PinterestGoogle+
 

كتب: عبدالقادر البدوي
دعا الملك، في خطاب ملكي وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الـ 44 للمسيرة الخضراء، جميع المتدخلين إلى الانكباب على إنجاز خط سككي بين مراكش وأكادير، لما له من انعكاسات اقتصادية واجتماعية كبيرة على اقتصاد جهة سوس ماسة، وباقي جهات المملكة الشمالية والجنوبية بالصحراء المغربية، و يتضح جليا ان الإعلان عن هذا المشروع السككي سيشكل بداية حقيقية لنهضة تنموية اقتصادية للمنطقة، حيث اعتبر الملك أن هذا الخط سيساهم في فك العزلة عن مناطق الوسط المغربي بسوس ماسة، والجنوب المغربي بالصحراء المغربية، وهو ما يعكس الرؤية الاقتصادية الثاقبة لجلالة الملك نصره الله، و الدي سيأثر لا محالة ، بشكل ايجابي على الاقلاع الاقتصادي، ضمنها قطاع السياحة الذي يعتبر المحرك الاساسي للتنمية الاقتصادية بجهة سوس ماسة.
جلالة الملك تتطرق كدلك في خطابه السامي للعديد من المشاريع والأوراش بأقاليمنا الصحراوية ، المرتبطة بشبكة طرقية بين أكادير والداخلة والنهوض بجهة سوس ماسة كفضاء للتنمية بين شمال وشرق المملكة، من جهة، والأقاليم الصحراوية، من جهة أخرى، و هدا يزكي النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الدي اطلقه جلالة الملك سابقا المتعلق بنموذج مندمج يهم كل القطاعات التنموية الاقتصادية منها والاجتماعية والبيئية بغلاف مالي إجمالي يفوق 77 مليار درهم توجه لتمويل أزيد من 600 مشروع منها مشاريع هامة جدا ومهيكلة كالربط بالطرقي بين تزنيت والداخلة وميناء الصيد البحري بالداخلة، وتحلية ماء البحر والمشاريع المهيكلة المتعلقة بقطاع الفوسفاط ، وتنميته ( 19 مليار درهم) والطاقات المتجددة (أكثر من 10 ملايير درهم)، هدا النموذج التنموي فتح آفاقا واعدة لكافة المناطق الجنوبية للمملكة، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي بالنظر لما يتضمنه من مشاريع ضخمة، لتنمية هذه الأقاليم وجعلها صلة وصل بين عمق المغرب الإفريقي وشماله وشركائه في أوروبا، مذكرا أن “الاصل هو التنمية البشرية ” لهذه المناطق .

و بدا واضحا أنه بفضل هذه المنجزات و المشاريع الكبرى في عهد جلالة الملك محمد السادس باني المغرب الحديث، باتت المملكة رائدة في مجال تحديث القطاعات التقليدية لاقتصادها، مع انفتاحها على القطاعات الخلاقة، خاصة وان المشروع السككي الدي دعا اليه صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، و الدي سيفتح آفاقا واعدة لكافة المناطق الجنوبية للمملكة ، جاء متناغما مع الإصلاحات الواسعة التي تكللت بالنجاح في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، منها ميناء طنجة المتوسط، الميناء الأكبر إفريقيا ومتوسطيا ، وإطلاق أول قطار فائق السرعة في القارة والعالم العربي، وإحداث أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، وشبكة واسعة للطرق السريعة، فضلا عن « ترامواي » فائق الحداثة.

من جهة اخرى ، و في قراءة متأنية لمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، يجعلنا نلمس ان الخطاب الملكي جاء ليؤكد الثوابت التي بنيت عليها الرؤية السيادية الحكيمة لجلالته ، المتعلقة بالصحراء المغربية ، والتي تتمثل في عدم إمكانية إيجاد حل للنزاع الإقليمي المفتعل خارج السيادة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي كمسار حاسم لقرارات مجلس الأمن، كما ان الخطاب الملكي يعكس المكانة الخاصة التي تحظى بها القارة الأفريقية في التوجه الملكي ، واصبح المغرب، إحدى الاقتصادات الرئيسية بافريقيا، بعدما اعتمد في العقود الأخيرة سياسة الانفتاح الاقتصادي والمالي التي مكنته من تحقيق تقدم مضطرد على الصعيد الافريقي، والتي بفضل ديناميتها حققت نتائج مهمة على مستوى تطور المواقف السياسية لعدد من بلدان القارة بشأن ملف الصحراء المغربية فضلا عن المكاسب الاقتصادية.
هدا ، و بالنظر إلى الإشكالات التي لا زالت تعانيها المنطقة المغاربية ،فجلالة الملك محمد السادس برؤيته الاستشرافية، وجه رسائل متعددة وواضحة ، تحمل في طياتها العديد من المعاني ، لمن يهمهم الامر، وخاصة عندما توقف عند علاقات المغرب مع البلدان المغاربية بالدعوة إلى « تحرك ايجابي » يستجيب لانتظارات الشباب المغاربي والفاعلين الاقتصاديين من أجل فتح فضاء للتبادل، و بالتالي تجاوز « الجمود وضعف التنمية » للشعوب الخمسة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.