Home»National»مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 32: على هامش السنة الجامعية 1979/1980 مولاي عبد الله إبراهيم في الرباط.. وجمعية الطليعة بجرادة

مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 32: على هامش السنة الجامعية 1979/1980 مولاي عبد الله إبراهيم في الرباط.. وجمعية الطليعة بجرادة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الارتسامة رقم 32:
على هامش السنة الجامعية 1979/1980
مولاي عبد الله إبراهيم في الرباط.. وجمعية الطليعة بجرادة

كنت خلال هذه السنة الجامعية لا أزال مرتبطا بالرباط..
لتسجيل موضوع دبلوم الدراسات العليا..
اخترت في البداية مشروع موضوع حول « السياسة الإفريقية للأحزاب المغربية »..
ورغم أن الموضوع بدا منذ الوهلة الأولى أنه غير قابل للإنجاز بسبب ندرة المصادر آنذاك (1979)، فإنني بقيت مستمرا في مناقشته مع من كنتُ.. ولا زلت.. أعتبره من أهم رجالات الدولة علما وسياسة ونقابة.. وشرفا.. الأستاذ مولاي عبد الله إبراهيم، كان أول وزير الأول يساري في تاريخ الحكومات المغربية.. وفي نفس الوقت وزيرا للخارجية..
كان منصبه يحمل اسم رئيس الوزارة..

لا يُمكن أن تفوتني هذه الفرصة، دون أن أقول للتاريخ، أنه كان موسوعة متنقلة، يجول في الشؤون الدبلوماسية والسياسة الخارجية في تاريخ المغرب، بتحليل عميق، ومنهجية واضحة..
وكانت دروسه ومحاضراته شيقة، لم نكن معها نحس بالوقت. فبحكم أنه كان يتنقل بين الدار البيضاء والرباط، كان يأتي مرة كل أسبوعين لإلقاء درسه من الساعة الرابعة بعد الزوال تقريبا إلى حدود توقيت آخر قطار حوالي الساعة العاشرة ليلا..
ولم يكن الدرس يتوقف إلا للحظات قليلة كانت تتم فقط نتيجة إلحاح « المدخنين »..
وسيُنصف التاريخ هذا الهرم العلمي، الأستاذ الجامعي، والوزير الأول السابق، ووزير الشؤون الخارجية، والمساهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والاتحاد المغربي للشغل، والذي …
كان يتنقل في مختلف وسائل النقل العمومية.. ويقطن سكنا عاديا وضعته نقابة الاتحاد المغربي للشغل تحت تصرفه..
فأين نحن اليوم من هذا؟
توفي المرحوم سنة 2005.. دون طمع في تقاعد.. أو أية امتيازات أخرى.

وكان الحدث خلال هذه السنة هو تأسيس جمعية بجرادة تحمل اسم: جمعية الطليعة الثقافية..
كان الحدث بارزا بكل المقاييس، فقد جمعنا في مكتبها كل مناضلي المدينة والناشطين الاجتماعيين، أذكر من بينهم: محمد العرجوني، هاشم جمال، المرحوم محمد مسكين، علال السالمي وغيرهم مما كانوا شعلة في المدينة..
وكان الحدث بارزا لأن السلطة اعتبرت هذا الحدث « غير مقبول » في مدينة عمالية مناضلة..
ملف الإيداع لوحده استغرق الوقت الكثير وكان منطلقا لاستفزازات عديدة، من بينها مضايقة الأساتذة النشطين في الجمعية من خلال عملية « التفتيش » في الأقسام باعتبار جلهم كانوا من أساتذة الثانوي..

في هذا الإطار سألقي أول محاضرة عمومية..
كان الموضوع هو « التخلف والتنمية في دول العالم الثالث »..
لم نقم بحملة دعائية كبيرة لأننا كنا نعرف أن شباب المدينة متعطش لهذا النوع من الأنشطة..
لذلك لم يكون غريبا أن تكون قاعة دار الشباب غاصة بالتلميذات والتلاميذ..
ويقي جل الحاضرين والحاضرات خارج القاعة..
كان الأمر يتعلق بمحاضرة دامت حوالي ساعتين، وتبعتها مناقشة لما يفوق الساعتين، قام بتنشيطها التلاميذ والتلميذات.. إلى جانب طلبة وطالبات المدينة الذين جاء جلهم خصيصا من مدينة وجدة..

كانت المصطلحات المستعملة في كل المداخلات هي من قبيل: الرأسمالية، البرجوازية، الاستعمار، الإمبريالية، البروليتاريا، الاستغلال، الطبقة العاملة، حركات التحرر الوطنية، التقدمية، الرجعية … إلى غير ذلك مما يدل على كون ذلك الجيل، كان جيلا يساريا وبامتياز..
مصير الجمعية لاحقا سيكون هو الجمود.. فقد تم الضغط بأشكال متعددة على بعض الإداريين للانسحاب من مكتب الجمعية.

الجامعة بدورها بدأت تعرف تصاعد الصراع بين الأساتذة والإدارة من جهة، وبين الطلبة والإدارة من جهة أخرى..
بدأت مناوشات الطلبة مع قوات الأمن..
لذلك، ستكون بداية السنة الجامعية 1980/1981 بداية صعبة: « سلخ الطلبة والطالبات في بيوتهم بالحي الجامعي » وذلك موضوع الارتسامة القادمة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. سالمي ع
    20/10/2019 at 17:47

    تحية عالية للاخ الاستاذ بنيونس مرزوكي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.