Home»National»ازدواجية السلوك الديني والأخلاقي في المجتمع المغربي : بقلم عمر حيمري5 ( يتبع

ازدواجية السلوك الديني والأخلاقي في المجتمع المغربي : بقلم عمر حيمري5 ( يتبع

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تابع ) إن علماء الدين واللاهوت الإسلامي ، ليسوا على شاكلة واحدة  ، فهم متعصبون ، كل لمذهبه وطائفته وقبيلته وحاكمه وولي أمره ، الذي يشتغل لحسابه ويأتمر بأمره ويسبح بحمده ويدعو له بالتمكين والتأييد على المنبر وحتى على طارقة الطريق ، ولا يكتفي بهذا ، فهو يحرم التظاهر والمظاهرات ، والخروج للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وفي نفس الوقت يخرج في المظاهرة ، التي تؤيد الحاكم الطاغية العلماني ويدعو للخروج فيها ويبيح الخروج على الحاكم ، أي حاكم يعمل تحت التغطية الدينية الإسلامية ، كما هو الشأن بالنسبة لمرسي رحمه الله . فقد اعتبر الخروج عليه  جائز بل واجب ولا   يعتبر معصية ولا كفرا ، رغم أنه كان مختارا من طرف الشعب وصاحب شرعية  .

إن فقيه الحاكم يصدر الفتاوى ، التي تحرم وتزندق وتكفر من يخرج على الحاكم العلماني ، الرافض للدين والخارج عن تغطية الشريعة الإسلامية والمنهج الإلهي بالقول أو بالفعل .

انطلاقا من مذهب شيخه ابن تيمية ، أرى أن هذا الفقيه هو كافر منافق ذو وجهين يجب قتله ، لأنه يبيح الخروج مرة على مرسي كحاكم صاحب شرعية ، وفي نفس الوقت  يكفر من يخرج على السيسي  الانقلابي والحاكم بالقهر والقوة والنار .

 أذكر من هؤلاء المؤيدين للانقلاب  والمنافقين بحكم فتاوى ابن تيمية ، الدكتور محمد بن سعيد  رسلان ، والشيخ محمد حسان ، وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير وابن الباز مفتي السعودية ، والشيخ صلاح البطير خطيب المسجد النبوي  وغيرهم كثير وحجتهم في ذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه العديدة .- ولا أدري درجة صحتها ولا السياق والمناسبة التي ذكرت فيها ولا تفسيرها وتأويلها –  أذكر منها قوله  صلى الله عليه وسلم :  » من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبرا ، فمات إلا مات ميتة جاهلية  » ( روي عن عباس ) وقوله صلى الله عليه وسلم  » من ولى عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعته  » .

إلا أني أرى وأدري أن  » فقهاء السلطان لا يؤخذ بفتواهم  فبقدر ما يأخذوا من مال السلطان يأخذ السلطان من دينه  » (موقف افمام الغزالي ) . وأن علماء المدينة ، والحسين بن علي رضي الله عنه ، وبن الزبير ، وزيد بن الحسين ، والعباسيون … كلهم خرجوا على الحاكم . كما أعلم علم اليقين أن الأحاديث التي تحرم الخروج على الحاكم الفاسق الظالم  تتعارض وبقوة مع أقواله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى ، ومع  ما أخبرني به ربي في كتابه الكريم . فمن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم  » لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق  » ( رواه البخاري ) وقوله صلى الله عليه وسلم  عن عبد الله بن عمر  » على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة  » ( رواه مسلم ) .  ومن قوله  سبحانه وتعالى [ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تاويلا ] ( النساء آية 59 )  . يقول الشنقيطي في تفسير هذه الآية في  » اضواء البيان  »  {  كرر الفعل بالنسبة لله وللرسول ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر ، لأن طاعتهم لا تكون استقلالا ، بل تبعا لطاعة الله وطاعة رسوله ، كما في الحديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق } وقوله في حديث آخر { لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ، وقال للآخرين : لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف { ( رواه البخاري )  » هذا الحديث كان بمناسبة شكوى لرسول الله ضد أمير اشعل نارا ثم أمر أصحابه الذين هم تحت إمرته بدخلوها فطاعتي عليكم واجبة لأني أميركم « . وقوله  سبحانه وتعالى [ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلون ] ( لقمان آية 15 ) .

أمرني الله أن لا أطيع من كانا سببا في وجودي بعده ، إن هما أمراني بمعصيته أو الشرك به ، فكيف أسمح لنفسي بطاعة من يقف وجه دين الله الإسلام  ويفعل المنكرات ويأمر بها ويشيع الفواحش في المؤمنين ويشجع على المعاصي وينهى عن المعروف ويساند كل فاسد وظالم  ويدافع عنه ويحكم بهواه . وقد علمت وأخبرني القرآن الكريم ، أن لا اتبع ما وجدت عليه آبائي  إن كانوا ضالين أومشركين …

هؤلاء المنافقون، يتظاهرون مع من يساند ويخدم مصلحة الحاكم ويدافع عنه ولا يترك جهدا لتثبيت سلطانه ، متذرعا بالخوف على الأمة من الفتنة واتقاء شرها والمحافظة على الاستقرار، طبعا الاستقرار الذي يعني الصبر على الجوع والفقر وعلى الأكل من الحاويات وكذا الاستقرار الذي يعني بقاء إسرائيل المحتلة في المنطقة العربية ويضمن المحافظة على مصالح الغرب والمشروع الصهيوني في المنطقة العربية وخاصة مصر . من أجل كل هذا لا يتردد الشيوخ المنافقون ان يكفروا المعارضين للحاكم العميل الخائن ويبدعوهم ويلعنونهم ويبيحون سفك دمائهم ويغرون الحاكم بهم في كل مناسبة ، أو بدونها ويصفونهم بالخوارج ، ولا يكفون عن مطالبة سيدهم الحاكم باستخدام العنف والسجن والقوة والرصاص ، ضد كل من يخالفه الرأي أو يطالب بالإصلاح والحرية والعدل والمساواة والنهي عن سرقة ونهب المال العام والتصرف فيه بغير حق ، حتى وإن لم يكن لهذا المعارض أي طمع في السلطة والحكم وكان هدفه هو الإصلاح والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف والنصيحة للسلطان لا غير

   يتبع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.