Home»Femme»عندما يتفنن  » الرجال  » في تعنيف النساء.

عندما يتفنن  » الرجال  » في تعنيف النساء.

0
Shares
PinterestGoogle+
 

قتلت سيدة شابة في مدينة سلا بطريقة بشعة ذكرتنا بجرائم  » Jack l’éventreur  » أو  » جاك باقر البطون « ، التي كان يرتكبها في حق  » بائعات الهوى « ، في شوارع لندن خلال القرن التاسع عشر، و قتلت سيدة أخرى في حي فرح بالدار البيضاء، بطريقة أكثر بشاعة من الأولى، التي ارتكبت في حي الملاح بسلا، ولا داعي لذكر تفاصيلها كي لا تكون الصدمة أكبر، و بنفس المدينة دائما قتلت امرأة بثلاث رصاصات من سلاح وظيفي، و بالرباط أزهقت بندقية صيد روح صيدلانية داخل سيارتها، و هي في الطريق إلى مقر عملها، و في حي مسنانة بمدينة طنجة أجهز على امرأة أمام إعين طفليها، و ذبحت امرأة من الوريد إلى الوريد ببنحمد نواحي سطات، و بنفس المدينة كذلك، تلقت أستاذة اللغة الإنجليزية الشابة طعنات قاتلة أمام منزلها، و بمدينة تيفلت فارقت ام الحياة بعد أن أجهز عليها إبنها بشاقور، كما سجلت عدة وفيات في صفوف نساء التهريب المعيشي بباب سبتة، و بمدينة فاس ألقي بامرأة متزوجة من الطابق الثالث لإحدى البنايات السكنية، و اللائحة طويلة و نتمنى أن لا تطول أكثر؛ لأن بين جريمة قتل امرأة و أخرى،  » تشرمل  » يوميا وجوه نساء شابات بالسكاكين والسيوف و شفرات الحلاقة حتى تظهر أسنانهن للعيان، و تشوه أحناكهن من جهة اليمين و جهة الشمال إلى الأبد، لأسباب واهية منها الخلافات الأسرية، أو ما يسمى بالخيانة الزوجية؛ في حين تكمن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة في الثالوث الملعون: الجهل و الفقر و  » القرقوبي « .
إن ما ذكر أعلاه من جرائم هو ما أعلنت عنه الصحافة الإلكترونية و قنوات يوتوب، أما ما خفي كان أعظم.
لقد أصبح العنف الهمجي اليومي ضد المرأة جزءا من ثقافة و هوية المجتمع المغربي، أمام عجز وزارة الأسرة و التضامن، و المنظمات الحقوقية و الجمعيات النسوية و القنوات التلفزية الرسمية عن وقف هذا النزيف، و مع تعقيد إجراآت الطلاق و ارتفاع بعض الأصوات الشاذة التي تدعو الرجل إلى ضرب الزوجة، بالإضافة إلى عدم تربية الشباب على حقوق الإنسان و المساواة بين الجنسين، و في غياب إجراآت استباقية فعالة للتصدي لهذه الآفة. هذا بالرغم من المجهودات التي تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية من أجل القضاء على الانحراف و العنف و الجريمة.
كيف يحترم هؤلاء المنحرفين المرأة وهم يرون الدولة تعبث بجسد المرأة وحميميتها، و لم تستطع بعد أن تضمن لها المساواة في الإرث و الشغل و الزواج و الطلاق و الإجهاض…
فلا المدرسة و لا الوازع الديني و لا الإصلاحيات و السجون و مراكز إعادة الإدماج تمكنوا من حماية النساء و باقي المواطنين من  » التشرميل  » و  » لݣريساج  » و العنف الجسدي، و لا الحكومة بكل وزاراتها و أطرها و أموالها و آلياتها، و لا البرلمان بغرفتيه و لا الترسانة القانونية، و لا الوقفات الإحتجاجية المحتشمة للجمعيات و المنظمات الحقوقية أعادت للمرأة كرامتها و حقوقها و حرياتها. أين الخلل و ما العمل إذن؟!
أخيرا، و بما أن تشجيع المبادرات و الأعمال الإنسانية و الخيرية و الاعتراف بالجميل من شيم الصحافة الحرة النزيهة الهادفة و المواطنة، نقول للدكتور حسن التازي، إبن البلد :  » تحية وطنية و شكرا جزيلا و هنيئا لك على وطنيتك الصادقة و احتضانك لضحايا  » التشرميل « ، و على الدعم النفسي و المعنوي و المادي الذي تقدمه لهم، و خاصة الابتسامة و الأمل الذين تحييهما فيهم و في آبائهم و أمهاتهم، وعلى الحملة و هاشتاغ  » لا للتشرميل  » الذي أطلقته لمحاربة هذا الخطر الذي يتربص بشبابنا و شاباتنا. و السلام.  »
يحي طربي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.