Home»Enseignement»تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن:

تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن:

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن:

نحو درس لغوي عربي حديث : إطار مرجعي

-جزء2

 

 

قصد إنجازالمهام اللغوية الحرة والموجهة ، يفيد كراشن من عدة نظريات في الاكتساب اللغوي من قبيل:

 

أ- النظرية الطبيعية لشومسكي:

 

انتقد شومسكي كتاب « سكينر » السلوك اللفظي » وهاجم مفهوم الاستجابة اللغوية الواقعة تحت سيطرة المؤثرات الخارجية، بدعوى « أن الإنسان هو محور السلوك »، وأن ما أنجز من دراسات حول الحيوان لاينطبق على الإنسان؛ لأن الله أمده بقدرة فطرية داخلية تمكنه من اكتساب اللغة عبر جهاز اكتساب اللغة . »(4)، ثم طرح عدة مفاهيم في كتاب اللغة والعقل 1968 ،وكتاب القواعد والتمثيلات 1980 ، من عيار البنية العميقة والبنية السطحية، والإبداعية اللغوية والكفاية اللغوية، والأداء اللغوي والفرضية الفطرية.(5) .ولعل أبرز هذه المفاهيم  » جهاز الاكتساب  » الذي يتميزحسب « مكنيل » بأربع قدرات:

1- القدرة على التمييز بين الأصوات اللغوية والأصوات الأخرى في البيئة.

2- القدرة على تنظيم الأحداث اللغوية وتصنيفها في مستويات مختلفة.

3-التمكن من معرفة بعض الأنظمة اللغوية.

4-القدرة على التقويم الفوري لتطور النظام اللغوي بواسطة البيانات.(6)

الشيء الذي يمكنه من اكتسابها شفويا قبل القراءة والكتابة؛ لأن قواعد النحو الكلية، التي تساعد على اكتساب أية لغة مركوزة طبيعيا في دماغه، وتؤهله للتمييز بين النحوالعلمي والنحو العملي؛ لتحليل الأخطاء التي هي محاولات للتطبيق؛ بفضل الملكة اللغوية والأداء اللغوي ،الذي حاول كراشن دراسته فتطورفي تفسير الاكتساب اللغوي، حيث اعتبرأن عملية التعلم تبدأ بعد مخرج الاكتساب؛لإحداث تغيير في شكل الأداء

اللغوي، و غاية نظام التعلم التوجيه والتجويد، وغاية النظام الاكتسابي توليد الكلام وطلاقة التحدث، وهكذا فنموذج كراشن الموجه ،يعد المخرجات قبل إنتاج الكلام كتابة ونطقا ، إذهناك نظامان معرفيان مستقلان لدى المتعلم، نظام الاكتساب وهو الأهم، ويشغل قدرات خاصة لدى الإنسان في جهازالاكتساب اللغوي الداخلي بالإضافة إلى معرفة لغوية لاشعورية مكتسبة من قواعد اللغة المتعلمة، تساعد على الفهم والتواصل في مرحلة اللاوعي، ثم نظام التعلم المدرسي وهوشعوري مدرك يحقق الإتقان والتحكم في مرحلة الوعي؛ ليكون الإنجاز اللغوي مدينا للاكتساب وليس للتعلم ، الذي يقوم بوظيفة المراقب لتنظيمات التعلم وآليات تقويمه، والموجه لنظام الاكتساب بملاءمة الزمن لكمية التعلمات وللأسبقيات التركيبية بحسب الحاجة، والتدرج من العام إلى الخاص ،والمعلوم إلى المجهول، و البسيط إلى المركب . يقول كراشن في هذا الصدد : »التعلم أقل أهمية من الاكتساب ».(7)

كما يدعو إلى مراعاة التشابهات بين اكتساب اللغة الأولى والثانية، مع تحليل الأخطاء المشتركة للتركيز على الطبيعة في الأداء الشفوي، ومراعاة شخصية المتعلم . ولا يتم ذلك في نظر كراشن إلا :

أ- بتوفير وقت كاف للتعرف على قواعد اللغة ووضعها في حيز تطبيقي.

ب-التركيز على شكل اللغة وسلامتها وعلى الأسلوب والتفكير الصحيح.

ت- التمكن من معرفة قوانين تعلم اللغة.

 

ب- النظرية المعرفية :

 

استفاد كراشن من النظرية المعرفية التي تبلوت على يد  » بياجي » و »فرتهيمر » و »كوفكا » و »ليفيه » ، عندما اعتبرأن التعلم عملية عقلية يتضمن تمثلا داخليا للمعلومات، التي توجه الأداء وتنظمه ،ويعتمد التمثل على نظام لغوي، يشمل إجراءات اختيارالمفردات، والتراكيب ،والمعاني المناسبة التي تحكم الاستعمال اللغوي وتنحت رؤية الفهم وتصقل النظرة إلى العالم، وتعلم كيف نفكر؟ وكيف نتكلم؟ وكيف نكتسب اللغة؟ مادام النمو العقلي للمتعلم منوطا بالنمو اللغوي، ضمن ثلاثة وجودات : وجود كوني، ووجود ذهني، ووجود لغوي ،ووفق جهاز مفاهيمي يقوم على التمثيل والتلاؤم، والتكيف والاستيعاب، والضبط الذاتي، و متوالية لغوية ترتكز على الفهم، فالاكتساب، ثم الإنتاج .

ويعتبر العالم السويسري التعلم اشتغالا للذات على الموضوع ،والاستدلال أساس بناء المفهوم ،والخطأ شرط التعلم، والتعلم نفيا للاضطراب. »(8)

 

ج- النظرية البيئية:

 

استلهم كراشن روح النظرية البيئية عندما ألح على تأثيث فضاء التعلم العفوي ،وربطه بالبيئة والمحيط؛ ليصير القسم مصغر الحياة بتمظهراتها على رأي « هاش » و »واجتر » ؛ لأنه أخذ في اعتباره قيمة العوامل الخارجية في تشكيل السلوك اللغوي، نعم يولد الإنسان وله استعداد للتعلم،لكن لابد من بصمة الوسط الطبيعي والبشري والاجتماعي ، متقاطعا مع  » شومان » في مبدأ » اللغة متحولة وليست ثابثة « ، حيث يقول في معرض طرحه لفرضية التثاقف: « إنني أحب أن أناقش بأن هناك مجموعتين من المتغيرات:العوامل الاجتماعية والعوامل النفسية ، اللتين تلتقيان لتشكلا متغيرا واحدا ،وهو المتغيرالرئيسي المؤثر في اكتساب اللغة الثانية « المثاقفة ». (9)

وبما أن واقع اللغة الثانية كواقع لغة المهجر بالنسبة للمهاجر؛ فإننا نرى  » شومان » يعتمد في فرضيته على ثلاث استراتيجيات :

1- الاستيعاب: والمقصود به هضم اللغة المستهدفة وتمثلها الصحيح ،بفضل التنازل عن الثقافة الأصلية ،وتبني ثقافة البلد المستقبل.

2- المحافظة: محافظة المتعلم في بلاد المهجر على ثقافة بلده؛ ليتمسك بهويته وجذوره اللغوية ،تحد من درجة التحكم في اللغة الثانية، التي يعتبرها مجرد أداة للتواصل وقضاء الأغراض، دون حمولة حضارية وثقافية.

3- المثاقفة:بمعيتها تبلغ درجة الإتقان والتحكم اللغوي الذروة؛ لأن المتعلم المهاجر يتبنى اتجاها إيجابيا من الثقافتين : ثقافة بلد الإرسال وبلد الاستقبال ، لوجود قواسم مشتركة بينهما ،ويعد نفسه جزءا من المجتمع اللغوي الجديد ،نظرا لتقارب أنماط العيش وتقلص التفاوتات الطبقية والفروق الاجتماعية، بين بلد المهجر والبلد الأصلي ،ونظرا كذلك لاستقراره وتحسن نفسيته، مما يزيد من رغبته في التعلم ويؤمن تفاعله.

واستلهم « كراشن » من « شومان » هذا البعد البيئي المندمج فدعا إلى ‘التكيف الثقافي’ في البعدين ، بعد ه النفسي، أي مراعاة مبادئ الدافعية والرغبات والميولات، وتبديد القلق لدي المتمدرس، وبعده الاجتماعي ،أي تقدير الفروق الفردية، والخصوصيات، والسمات النوعية. يقول كراشن : »إن هدفنا أن نضع التلميذ بالمكان الذي يساعد في تحسين لغته معتمدا على نفسه وذلك بوضعه في بيئة طبيعية لأننا نستطيع أونتوقع أن نحصل مستوى جيدا من الكفاءة في الفصل وحده » . (10)

 

د-النظرية التفاعلية:

 

يلتقي كراشن مع « جيفون » في الاعتقاد الأولي ،بأن الاكتساب يتحقق عند تحليل الخطاب اللغوي الوظيفي، وتصنيف خصائصه ؛لإدراك قيمة إنتاج الكلام أثناء التواصل بين المتحدثين، وتشغيل الإدراك الإنساني، ومعالجة المعلومات في إطار التفاعلية المؤسسة على :

1- قيمة الثقافة.

2- دور اللغة.

3- منطق النمو والتطور.

في أفق تحقيق الاندماج الاجتماعي، الذي يؤمن الانتقال الذاتي من المعروف إلى غير المعروف بشكل متدرج، وهوما ينشده » فيجوتسكي » عبر جهازه المفاهيمي، الذي يقوم على « منطقة النمو الأقصى »، و »الميتامعرفية »، و »الوساطة لتحقيق التفاعل بين المتعلم والمعلم » ،و »الصراع السوسيومعرفي »؛ لإحداث التفاعل بين المتعلمين.(11)

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.