Home»Femme»زواج الابتزاز

زواج الابتزاز

1
Shares
PinterestGoogle+
 

تقتضي الأعراف في بلدة،،سيدي لحسن،،كما في باقي البوادي المغربية،أن تكون العرائس عنصرا فعالا في،،الدورة الاقتصادية،،مما جعل،،لحداكة،،شرطا أساسيا عند طلب اليد !
وهكذا،وبمجرد أن تنتهي طقوس العرس ،فإن الوافدة الجديدة تصبح مجبرة على إظهار ما لديها من طاقات تضمن لها وضعا اعتباريا وسط العائلة الجديدة.
ولعل أول مقياس للتأشير على نفعية الزوجة،هو مدى مواظبتها على الاستيقاظ مبكرا لتكون رهن الإشارة في إعداد أولى وجبات النهار بعد حلب القطيع وتنظيف محيط المسكن.
وإلى جانب ذلك، فإنها مطالبة بالمشاركة في كل الأنشطة اليومية المعهودة في البوادي.
أما خارج البيت ،فإن الكنة لا بد أن تساهم في الأعمال الزراعية الروتينية لتصبح في نهاية المطاف واحدا من عوامل الإنتاج التي تمدد عمر العشرة،وتجنبها المصير المأساوي الذي تواجهه معظم الزيجات حينما يفتقدن الخبرة والقدرة على تخطي العقبات.
لقد انتهت الحياة الزوجية في كثير من الحالات بسبب عدم رضا الحماة عن أداء عروسها أو لمجرد تأخرها في الإنجاب ،إلى جانب حالات واهية عديدة في الغالب.
أما إذا عجز الزوجان عن الإقناع،فإن محكمة الأسرة تصدر قرار،،العزل،،بحيث يجبر الضحيتان على مغادرة البيت المشترك لبناء أسرة جديدة ، وذلك بعدما تصل الخصومات ذروتها في معظم الحالات،فيقرر الأبوان تسليم بعض،، العفش،، والمتلاشيات لمساعدة المنسحبين على مواجهة صعوبات البداية لتنتشر العبارة المأثورة:(أوشيناس أعشيو انس)،بمعني أنهم سلموه بيته ! وأي بيت؟
كان من المنتظر أن يتغير الوضع المتوارث في البلدة بعدما شرع الأبناء في الهجرة بحثا عن الرزق بوسائل أخرى.
وهكذا،تحولت مدينة ،،جرادة،،إلى قبلة لهؤلاء الباحثين عن الاستقلال المادي قبل أن يتسع الطموح نحو أروبا التي كان الوصول إليها ذات يوم يعني التغلب على كل أشكال،،النحس،،المرتبطة ب،،الزلط،،!
لم يكن حلم الهجرة نحو أروبا سرابا،بل لقد ضمن للعديد من أبناء البلدة أن يعودوا بأولى السيارات التي حكم عليها أن تأخذ مكانها إلى جانب مربط الدواب ومرابض الغنم !
إن مثل هذا الإنجاز ما كان ليتحقق في مسقط الرأس يومئذ ولو ربط الأبناء عمل النهار بالليل !
لن تغيب عن الذاكرة صورة المهاجر الذي اقتنى سيارة وهو يسعى لإرضاء كل أفراد الأسرة الذين يتكدسون فيها متوجهين نحو السوق الأسبوعي للتسويق لهذا المكسب الذي يمنح الدواب عطلة استثنائية !
كما أن صاحب السيارة لا يغادر البلدة حتى ينقل جل أفراد العائلة نحو حامة،،سيدي شافي،، وزيارة الطبيب ولو لم يكن لذلك داع عدا أن فرصة المباهاة قد سنحت !
إن العمل بمدينة جرادة ،ثم بأروبا فيما بعد،قد دفع الأسر إلى تحويل العرائس إلى رهائن حقيقية لم يفرج عنهن إلا بعد عقود طويلة.
لقد كانت أسر المهاجرين تحتفظ بالزوجة رغم غياب زوجها لضمان عائد مادي قار،حيث يضطر الابن إلى تخصيص مبلغ شهري يتصرف فيه الأب،بينما تتحول الزوجة إلى مجرد كائن مجبر على قبول حياة لا تختلف عن يوميات الحيوان،بينما تتأجل كل الرغبات إلى أن يعود الغائب مرة في السنة !
كان العاملون بجرادة أكثر حظا، حيث يتمكنون من زيارة زوجاتهم المحتجزة بضع مرات في السنة،بينما كانت نساء،،الفاكانس،،مكرهات على ترويض مشاعرهن ليمتد نفسها حولا كاملا في أحسن الأحوال !
ولعل ما يزيد من معاناة معظم هؤلاء الزوجات،هو خضوعهن لرقابة صارمة يقوم بها كل أقارب الزوج كل بطريقته ،خاصة على يد الأخوات اللواتي يبرعن في قراءة النيات !
كان هذا العرف القاسي يتطلب وقتا معتبرا ليتراجع مفعوله تدريجيا،ولكن بعد خصومات وعداوات بين الأبناء والآباء الذين اعتبروا التحاق الزوجات بأزواجهن عقوقا حقيقيا ضدا على الحقوق الطبيعية للبشر !
إنها فترة عانى منها جيل كامل حفاظا على استمرار الأسرة التضامنية المتوارثة،وتأبى الظروف إلا أن تنقلب الأمور رأسا على عقب،حيث صار الآباء هم الذين لا يترددون في عبور البحر للحاق بأبنائهم في مشاهد مؤسفة أحيانا، وذلك حينما ترى رجالا ونساء مسنين ينقلون صور التخلف نحو الضفة الأخرى التي لازال أهلها يقبلوننا -على علاتنا-بينما نرفض أن تشمر فتيات شقراوات عن سواعدهن لإصلاح الممرات والمسالك مجانا في مغربنا المنسي لأن هؤلاء ينقضن وضوء المكبوتين الجاثمين على صدورنا تنفيذا لفتاواهم الزائفة !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.