Home»National»التطاول على دين الأمة باسم الخبرة في علم النفس

التطاول على دين الأمة باسم الخبرة في علم النفس

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بسم الله الرحمن الرحيم

التطاول على دين الأمة باسم الخبرة في علم النفس

طلع علينا ذلك الذي يُوقع مقالاته بخيبر نفسي في المجتمع المغربي والعربي، يوم الأحد 4 يوليوز بمقال تحت عنوان « أخصائي يقترح إلغاء « كفالة الأطفال المتخلى عنهم » لدوافع نفسية » على صفحات جريدة هسبريس الإلكترونية، وكان بِوُدي أن أرُدَّ على النقائص لا يخلو منها مقال من مقالاته والتي يُلصقها تعسفا بدين هذه الأمة وثوابتها، وعلى تعميمه لبعض الممارسات الشاذة التي لا يخلو منها مجتمع من مجتمعات الدنيا، على جميع أفراد المجتمع المغربي.

وأنا أبحث في الشبكة العنكبوتية على المواضيع التي خاض فيها، عَثَرتُ في موقع هسبريس على مقال للأستاذ عبد اللطيف مجدوب بتاريخ 16 فبراير2019 بعنوان « كتابات جواد مبروكي تحت المجهر » أعفاني من كثير مما كنت أود قوله، وجعلني أكتفي بالرد على بعض ما ورد في المقال المشار إليه أعلاه من تحامل على الإسلام ودعوة صريحة للبهائية من خلال الضرب في مبدأ الكفالة في الإسلام الذي يَشترط في المتبنِّي أن يكون مسلما، والتصريح بأن السماح لغير المسلمين بعميلة التبني ستحل جميع مشاكل الأطفال المتخلى عنهم.

لا أريد أن أعيد نشر الترهات التي يعج بها مقال الخبير النفسي، ولا الرد عليها كلها، ولكني أريد أن أطرح مجموعة من الأفكار التي تُبين تهافت ما أتى به الخبير النفسي:

  • إذا كانت معاناة أطفال الشوارع في المغرب راجعة إلى حرمان غيرٍ المسلمين من تبنيهم، فلماذا تعج مختلف بلدان العالم الغنية والفقيرة على السواء، في إفريقيا وأمريكا وآسيا وحتى أوروبا بهذه الشريحة على الرغم من كونها غير مسلمة، أو على الأقل أغلبيتها غير مسلمة؟ فإذا تمت معالجة المشكل على مستوى العالم غير الإسلامي، سهلت معالجته على مستوى العالم الإسلامي وبالأحرى على المستوى المغربي.
  • وبخصوص استعدادات الآباء الأجانب التي عبر عنها بما يلي: « الآباء الأجانب مستعدون لمنح هؤلاء الأطفال منزلًا دافئًا ومُحبًا ولتسجيلهم في سجلهم المدني وجعلهم أطفالهم بكل معاني الكلمة، وغالبًا ما يحدث أن يكون للوالدين المتبنين أطفال بيولوجيون، وبسبب حب هؤلاء الرضع المتخلى عنهم، يرغبون في إعطائهم إخوة وأخوات. كما أنهم مستعدون لمنحهم مدرسة لتدريسهم وتعليمهم وإطعامهم وتوفير العلاج الطبي. بل إنهم مستعدون لإعطائهم أبُوتهم واسمهم وجعلهم ورثة لهم ». فإذا سلمنا جدلا بهذا، فمن يضمن قبول الأبناء البيولوجيون بهذا الوضع خاصة عندما يتعلق الأمر بالإرث، ولعل حالة الأبناء البيولوجيون للمغني الفرنسي لا زالت لم تطو بعد، ثم هل يتم إخبار هؤلاء الأطفال بحقيقة علاقتهم ببعضهم البعض؟ أم أنه يتم إخفاء الحقيقة عليهم؟ فإذا كان الجواب بالإيجاب فسنعود إلى نقطة الصفر، حيث سيتساءل الأطفال المُتبنون عن آبائهم البيولوجيين وتتم العودة للدائرة المفرغة، أما إذا كان الجواب بالنفي، فإننا سندخل في أقبح خصلة ذمها الإسلام ألا وهي خصلة الكذب.
  • أما في شأن السؤال المركب الذي صاغه على الشكل التالي: « هل نحن بحاجة إلى مواطنين متوازنين ومتعلمين أم مواطنين مسلمين فقط؟ هل نحتاج إلى مواطن مغربي متعلم ومثقف في خدمة بلده مهما كانت عقيدته أم نحن في حاجة إلى مجرد مغربي مسلم؟ ووصفه الكفالة بأنها ظلم كبير، ثم التساؤل أنه « إذا كان قانون الكفالة يسعى إلى تطبيق المبادئ الإسلامية على الأطفال المتخلى عنهم، فلماذا لا ينطبق إذن على جميع الأطفال المغاربة، سواء المتخلى عنهم أو الذين وُلدوا بشكل قانوني في منازل مُسلمة ظاهرياً »؟

ردا على هذا كله  أقول للخبير النفسي وما هو بخبير، بأنه لا يمكن للبهائية ولا لغيرها أن تكون أرحم بالعباد من رب العباد الذي نفى الظلم على نفسه مصداقا لقوله تعالى: » مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (الآية 46 من سورة فصلت)، وأن ما ورد في القانون رقم 01-15  المتعلق بكفالة الأطفال المهملين الذي لا يقتصر على شرط الإسلام، كاف ليجعل من هؤلاء الأطفال مواطنين أسوياء يندمجون في مجتمعهم انطلاقا من وضعهم الحقيقي دون تزييف ولا كذب لو التزم الذين يتكلفون بالكفالة، وحرصت الجهات المسؤولة على تتبع الكفالة بالقيام بواجبها، أما لماذا لا يطبق القانون على جميع الأطفال المغاربة، فالإجابة توجد في السؤال نفسه عندما يتم التصريح بأن هؤلاء الأطفال وُلدوا في منازل مسلمة ظاهريا.

 أختم بالرد على التساؤل المتعلق بطبيعة المواطن المرغوب فيه وأقول لو كان المغاربة وكل العالمين مسلمين فقط لكانوا بالضرورة متعلمين ومثقفين ومحبين للخير لهم ولغيرهم ولما كان هناك لَقيط ولا متشرد واحد لكون الإسلام يعالج المشكل في جذوره بمحاربته لكل ما يؤدي إلى تواجد هذه الشريحة من خلال محاربة الزنا وكل ما يؤدي إليه من قريب أو بعيد مصداقا لقوله تعالى  » وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (الآية 32 من سورة الإسراء) ولَمَا أُعطيت الفرصة لأمثال « علماء النفس » هؤلاء ليتجرأوا على مقومات الأمة  وثوابتها.

الحسن جرودي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.