Home»International»المسخ الغربي في عهد العلم والتكنولوجيا

المسخ الغربي في عهد العلم والتكنولوجيا

1
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
أثناء آخر محاضرة له في باريس، قال الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو رائد الفلسفة المادية: « لقد أعطينا كل شيء للإنسان..وها نحن قد وصلنا إلى الباب المسدود » بهذه العبارة عبر أهم فلاسفة فرنسا في النصف الأخير من القرن العشرين، صاحب أركيولوجية المعرفة وتاريخ الجنون، وحب الغلمان عند اليونان.
ولعله عندما كتب كتابه هذا « حب الغلمان عند اليونان » ما كان يخطر بباله بأن دولة أوربية جارة لبلاده، وتسعون في المائة من شعبها مسيحيون كاتوليك، وهي لوكسمبرغ، أحد وزرائها سيتزوج رجلا دون خجل، ويحضر في كل المناسبات رفقته بلباسه النسوي المتبرج العاري والأصباغ والألوان تملأ وجهه وشفتيه وقد تدلت لحيته فوق ذقنه في منظر مقزز مقرف.
إن هذا المظهر الغريب عن الفطرة وعن الإنسانية، هو بالضبط ما يمكن اعتباره نتيجة طبيعية لما قاله ميشال فوكو « الطريق المسدود »، أي إن الإنسان الغربي قد غرق في كل الماديات، ففقد توازنه رغم توفر كل الوسائل التي يحتاجها من العلم والمال، ومن الوسائل الحضارية بألوانها والتيسيرات التقنية والتكنولوجية إلى آخر مداها . فلجأ إلى التجريب تجريب كل شيء، فنجده قد علق السلاسل في عنقه، ثم في يديه، ثم في رجليه، ثم استمر في هذا التيه وفقدان الاتزان فمزق سراويله ومشى بها في الطرقات، وعلق الأقراط في أذنيه ثم في أنفه وشفتيه، كما لجأ إلى أغرب تسريحات الشعر حتى أصبح له عرف كالديك، وذيل كالطاووس، وأذنان كالقطة، ولسان كلسان السحلية حيث عمد البعض إلى إجراء عمليات تجميل ففرقوا ألسنتهم إلى قسمين كالأفعى، وزرع البعض منهم في جلده الحراشف كالأسماك، كما لجأت بعض الفتيات في أوربا وأمريكا إلى عمليات تغيير للآذان حتى تصير حادة من أعلى تشبها بالجنيات تماما كما ظهرن في بعض الأفلام كسلسلة سيد الخواتم وثلاثية الهوبيت، وأما في أستراليا فقد أبت ليان ابنة الأربعين خريفا إلا أن تصبح حصانا فوضعت الحوافر في يديها وقدميها واللجان في فمها وتعلمت كيف تعدو كالحصان وتقفز، بل أصبحت تقوم بجر العربات تماما كما يفعل الحصان، وهي تفعل ذلك ينتابها شعور بأنها في المكان الطبيعي الذي يجب أن تكون فيه، حسب ما نقلته عنها صحيفة دايلي ميل البريطانية.
كما قد نجد فيلسوفا كبيرا سكيرا نائما في الشارع والذباب يحوم حوله، أو نجد أبا قتل كل أبنائه بنية أن يسرع الالتقاء بهم في الجنة حسب فهم ديني أرعن. كما قد نجد ابنا يقتل كل أفراد عائلته كما فعل ديبندار بيكرام ولي عهد مملكة نيبال الذي أطلق النار على جميع أفراد عائلته ثم انتحر بالرصاص.
إن مثل هذه التصرفات الغريبة التي منشأها « الباب المسدود » صدرت كذلك عن أكبر مفكريهم وفلاسفتهم، فجون بول سارتر مؤسس الوجودية قبَّل حذاء عشيقته، وكارل ماركس لم يكن يغير ملابسه الداخلية وكان يترك الطاولة التي يأكل عليها تتراكم عليها الأوساخ وبقايا الطعام، فانتحر العديد منهم كانتحار الفنان الهولندي الرسام الشهير فان غوغ، والروائي الأمريكي الشهير إرنست همنغواي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب الذي انتحر ببندقيته، وجورج واشنطن أدامس السياسي الأمريكي، والأمير ألفرد عضو العائلة البريطانية الحاكمة حيث انتحر برصاصة في الرأس، وغيرهم من السياسيين والفنانين والمخرجين والعلماء حيث يعدون بالمائات.
حتى أطباء النفس في الغرب، الذين من المفروض أن يقوموا بعلاج الوساوس وحالات الإكتئاب التي تنتاب الإنسان الغربي المادي، لا يجدون استقرارا في عقولهم وأنفسهم، حيث انتحرت الطبيبة النفسية الأسرية ورائدة التنمية البشرية فرجينيا ساتر، والطبيبة النفسية الأمريكية جون تاتلوك التي انتحرت غرقا في حوض الاستحمام.
وأما العلماء فتكاد تجد منتحرين في كل صنف من العلم، ففي الرياضيات نذكر مثلا عالم الرياضيات الإنجليزي ألان تورينج الذي انتحر بتفاحة مسمومة، وفي علوم الإعلام نذكر دودو توباز التي انتحرت شنقا، وفي علم الهندسة والمعمار نذكر مثلا صموئيل. جي. ثاير، وأما في علوم الأداب التي منها القصة والرواية والشعر والصحافة فيكفي أن نذكر من بين أهم المنتحرين الكاتبة الانجليزية فرجينيا وولف التي اعتبرت من أيقونات الأدب الحديث في القرن العشرين، والتي انتحرت عن طريق ربط حجر كبير في ملابسها لتلقي بنفسها في البحر، ومارينا تسفيتيفا الكاتب الروسي، والشاعر اللبناني المسيحي خليل حاوي، والكاتب الأمريكي جون كينيدي تول، وغيرهم كثير، وأما في عالم السينما والفن والغناء وعرض الأزياء فيعد أكثر المجالات التي تعرف انتحار روادها والمنتسبين إليها.
وإذا كانت تعتبر دولة السويد أكثر الدول تقدما وأكثرها توفيرا لشعبها لوسائل العيش والسعادة، فإنها للأسف تعد رغم كل ذلك أكثر الدول التي ينتحر شبابها، فهل الانتحار سببه الفقر والتخلف؟ أم أن أهم أسبابه هي الفراغ الروحي وطغيان الماديات التي أتيحت للإنسان الغربي حتى مال إلى البحث عن الحياة في الطريق المسدود فإذا به يصل إلى الشذوذ الجنسي، والمشي العاري، وإجراء عمليات تجميلية ليصير كسحلية أو أفعى، مع أن الله قد خلقه سيدا لهذا الكون وسخر له كل شيء بما في ذلك الحيوانات التي يقلدها ويرجو أن يكون مثلها…إن الإنسان الغربي قد فقد عقله.
ومن أجمل ما نختم به حديثنا عن التيه الذي يعيشه الإنسان في الغرب، قول الأستاذ أنور الجندي:  » إن الإنسان المعاصر في كل مكان شرقاً كان أو غرباً يعاني اليوم من مشكلات الحياة ما يضيق عليه الخناق وطالما يؤديه إلى الانتحار للخلاص من معاناة الحياة ومصائبها من الفقر والأمراض النفسية واليأس من المستقبل، وقد توصل إلى هذه الحقيقة كثير من علماء الغرب وأهله المثقفين ممن درسوا فلسفة الحياة والمجتمع لجميع الديانات والنظريات والأيدلوجيات التي تحتوي عليها، وتحقق لهم أن الحضارة التي يقدمها الإسلام للحياة البشرية ومناحيها المختلفة إنما تتفق طبيعتها الحضارية مع طبيعة الإنسان ، فإذا بها تفتح له الطريق نحو السعادة والسلام في العالم المادي وتمهد له نحو النجاح والقبول في الآخرة، ( وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا(.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Hamourabi
    10/07/2019 at 17:48

    L’année passée, à Casablanca, un potentat et émir originaire du Golf Persique voulait emporter à bord de son jet (avion personnel) un jeune homme, qu’il a déniché dans un bar de la ville. Or, les policiers de service, connaissant bien l’appétit de l’intéressé, ont pu le séparer, de sa proie, sous prétexte, que le jeune homme ne jouissait pas de privilèges diplomatiques et qu’il devait sortir par une autre porte. Après avoir escaladé l’escalier pour monter dans son avion, le potentat constata, à sa grande surprise, que son jeune compagnie avait été retenu dans les bureaux de la police et se mit alors à crier comme un enfant gâté qui vient de perdre un jouet: « Ayna Ghoulami » Avec cette anecdote, je voulais seulement noter, que les Arabo-musulmans, qui se pavanent de mœurs exemplaires, sont encore pires que les koffars. Sauf que ces derniers ne cachent rien de leurs vices et font tout en plein jour, sans hypocrisie aucune.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *