Home»Enseignement»لغة التدريس : خديعة و سراب

لغة التدريس : خديعة و سراب

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بقلم : عبد المجيد التجدادي

tajdadid@gmail.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إسهاما منا في إغناء النقاش حول « لغة التدريس » ، و من خلال المعاينة الميدانية لتجربة تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بالتعليم الإعدادي منذ موسم 2017/2018 ، نصيح بأعلى صوت نستطيعه قائلين مشفقين :
ــ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ، ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ المهمشون ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ :
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﺪﻋﺔ ﻭ سراب !
ﻻ ﺗﻨﺨﺪﻋﻮﺍ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ  » ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ  » ﻓﺘﺤﺴﺒﻮﺍ ‏ﺃﻧﻜﻢ ﺳﺘﺤﻀﻮﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻲ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ … ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺛﻢ ﻫﻴﻬﺎﺕ !
ﺃﻧّﻰ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ نحن الدراويش الذين نرسل أولادنا إلى المدرسة العمومية !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ نعرض ﻋﻠﻴﻜﻢ ‏(ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ : عن كثب) ﺤﺼﻴﻠﺔ أﻭّﻟﻴﺔ (من وجهة نظرنا) لتجربة ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ « ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ » ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ الإقليمية منذ موسم 2017/2018 ، ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﺢ ﻭ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ 2020/2019 ﻋﻨﺪﻣﺎ سوف ﻳﺠﺘﺎﺯﻭﻥ لأول مرة ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺟﻬﻮﻱ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :
‏(1‏) – ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺟﻬﺪ ﻣﻀﺎﻋﻒ : ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ من جهة ، ﻭ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ضمنيا من جهة ثانية ! غير أنهم عمليا‏ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ . أضف إلى هذا (ﻭ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ، ﻭ ﻫﻨﺎ ﻣﻜﻤﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ) ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳُﺪﺭّﺳﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭﺟﺔ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﺤﻀﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ‏(ﺍﻟﻤﻠﺨﺼﺎﺕ) ؛ و هم هنا مجبرون على كتابته على السبورة حتى يتيسر على التلاميذ نقله دون أخطاء . فكم يحتاج المدرس من الوقت و الجهد لكي يستطيع التلاميذ فهم المادة و نقل ملخص عنها ؟ و ما أكثر شكاوى الأساتذة في هذا الجانب : شكاوى لا يلقي لها المسؤولون التربويون بالا ما دام أن التعليمات الشفهية الفوقية (في غياب أية وثيقة رسمية تذكر) أمرت بفرنسة التعليم المغربي قبل أن تعرض الرؤية الاستراتيجية و قبل أن يعرض مشروع « القانون الإطار » .
‏(2) – ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻓﻚ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻤﺘﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺎﺗﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ و لا فهم مضمونها ، ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪﻳﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ : ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ من جهة ، ﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ من جهة ثانية ! ﻭ ﻫﺬﺍ ﺟﻬﺪ ﻣﻀﺎﻋﻒ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎلات ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﺸﻞ و الهدر المدرسيين .
‏(3‏) – ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻀﻄﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻞّ ﻭ ﻋﺴﻰ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﻳﺠﺎبية التي من شأنها حفظ ماء الوجه أمام اي زائر . و إلا فإن التوصيات الخفية المشبوهة بنفخ النقط لا تخطؤها الآذان هنا و هناك ؛ كأنها تواطأت على تبرير التجربة و « إنجاحها » بأي ثمن كان .
‏(4) – ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺘﻌﺜﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻧﺬﻳﺮ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺟﺪﺩ للمخططات التخبطية التي تنهجها الوزارة الوصية : ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ (حالة تذكرنا بالوضع الذي يعيشه الطلبة الجدد عندما يلجون مؤسسات التعليم العالي) ؛ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﻭ ﻳﺠﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃن جوابه ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20/20 ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ؟ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻱ الكثير ﻣﻨﻬﻢ (بشهادة عدد من الأساتذة) لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻔﺮﻧﺲ .
(5) ــ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ : ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﺑﺤﺮﻣﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﺤﻪ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﻕ ﻟﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭ ﻫﺬﺍ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﺳﺒﺐ ﻛﺎﻑٍ و وجيه ﻟﻮﻗﻒ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻣﺨﻄﻂ فرنسة التعليم المغربي .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ : ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﻜﻞ ﺿﻌﻒ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ؛ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺼدق .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.