Home»National»لا حاجة للمغرب بخبراء يبدون الصلاح ويضمرون الإفساد.

لا حاجة للمغرب بخبراء يبدون الصلاح ويضمرون الإفساد.

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمان الرحيم
لا حاجة للمغرب بخبراء يبدون الصلاح ويضمرون الإفساد.

لا يكاد يمر أسبوع أو أقل، إلا وظهر علينا « الخبير النفسي للمجتمع المغربي والعربي » بمقال ينتقص فيه من شأن المغاربة، إما باتهامهم المباشر بنقيصة من النقائص، وإما بالعمل على تطبيعهم مع مجموعة من المفاهيم والمصطلحات التي تتنافى وقيم المجتمع المغربي المستمدة أساسا من الشريعة الإسلامية. وحتى لا يقال بأني أتحامل عليه، سأحيل القراء الكرام على عينة من المقالات وأحد الفيديوهات التي تم نشرها له على صفحات الجريدة الإلكترونية هسبريس أذكر منها ما يلي:

بتاريخ 12 فبراير 2019، أصدر مقالا يتهم فيه المغاربة باضطراب هويتهم بسبب تمجيدهم للغة العربية، حيث قال من بين ما قال: « وأرى هويتنا المغربية قد اختنقت وتقلصت ودخلت قسم الإنعاش بسبب تعليم اللغة العربية الأجنبية وإنكار لغتنا الدارجة أو الأمازيغية. وحتى في معالجة غيبوبة هويتنا، ما زلنا نحقنها ونعالجها بلقاحات اللغة العربية الأجنبية ونغرسها في الجسد الوطني غرسا صناعيا ».
وبتاريخ 1 فبراير 2019، كَتب مقالا تحت عنوان: « استهلاك عقار الدين يصيب المغاربة بتسعة آثار جانبية »، أكتفي بعرض الأثر الثامن المعنون ب »الكراهية والتعصب والتطرف » حيث يقول فيه: « يجد كل مؤمن أن عقار دينه أحسن بكثير من كل الأدوية الدينية الأخرى، ولا يتسامح مع من لا يعترف بمفعول عقاره، سواء من طرف محيطه أو من طرف معتنقي الديانات الأخرى، ويعتبرهم كفارا، ويصبح يشعر بالكراهية تجاههم فيغيب التعايش. » والواضح أن كلامه موجه للإسلام رغم زعمه أنه لا يقصد دينا دون آخر وكأن المغرب يعج بالديانات الأخرى.
وبتاريخ 25 يناير 2019، كتب مقالا تحت عنوان  » المغربي يُهمل نظافته .. « الثور المْعْيافْ ما يْرْبّي كْتافْ » يتهم فيه كثيرا من المغاربة بأنهم يهملون أناقتهم ونظافتهم وتنبعث منهم روائح منفرة، ويرجع ذلك إلى الثقافة المغربية التي تربيهم على ذلك.
وبتاريخ 19 يناير 2019، أصدر مقالا تحت عنوان ستر الذكر للأنثى « وهم » .. والمرأة جديرة بالزواج بعدة رجال.
وبتاريخ 30 دجنبر 2019، عرض فيديو اعتبر فيه أن المثلية أمر طبيعي وأن خروج المثليين للعلنية رمزٌ اجتماعي هادف لكونه يُظهر درجة المطالبة بالحرية والديموقراطية.
من خلال هذه العناوين ودون التطرق التفصيلي لمضامين المقالات المعنونة بها، يتبين ما يلي:
أنه يعمم أحكامه على كل المغاربة، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن العينة التي قام بدراستها، وما هي المعايير التي اعتمدها حتى يسمح لنفسه بتعميم حكم إهمال المغاربة لنظافتهم، أواضطراب هويتهم…
أنه يتكلم بصفته مغربيا، مما يجعل الأوصاف التي يطلقها على المغاربة تنطبق عليه في المقام الأول قبل غيره، لأنه يعلم وهو سيد الخبراء، أن ما ينطبق على الكل ينطبق على الجزء.
أنه يصطف في طابور الفرانكفونيين الذين يبذلون كل ما في وسعهم للتمكين للغة الفرنسية على حساب اللغة العربية، من خلال افتعال صراع وهمي بينها وبين كل من الدارجة والأمازيغية، ولا أدل على ذلك أنه اعتبر اللغة العربية لغة أجنبية، وهو يعلم علم اليقين أنها لغة الدين والدولة بالمغرب.
أنه يتهم الثقافة المغربية بتربية المغاربة على إهمال نظافتهم وأناقتهم، وهو متيقن أن النظافة ليست هي المظهر، ذلك أن من الغربيين الذين ربما يتخذهم مثالا وقدوة، من يجذبك مظهره لكنه أنتن من الجيفة، رغم كل العطور والمساحيق التي يتدثر بها، وإذا كان بعض المغاربة كما وصفهم فلأن الأمر يتعلق بمجموعة من العوامل التي كان عليه كخبير أن يحددها، والتي لا يمكن بحال من الأحوال حصرها في الثقافة، ذلك أن الثقافة الغالبة هي ثقافة إسلامية، تعتبر الطهارة من أبجدياتها، لسبب بسيط هو أن القرآن الكريم يأمر بذلك (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يشترط الطهارة في قبول الصلاة مصداقا لقوله : »إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ.  » ويحث على عدم إيذاء المصلين ولو كان ذلك برائحة البصل والثوم، وما بالك بروائح الإبط والجوارب حيث قال » مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ».
أنه يعمَد إلى إفساد المفاهيم، وإلى تطبيع المغاربة مع مجموعة من المصطلحات الفاسدة بهدف ضرب الشريعة الإسلامية والأخلاق المنبثقة عنها، وكذا تقويض أركان الأسرة بصفة عامة والأسرة المغربية على الخصوص، وإلا كيف يمكن أن نفهم تبريره للمثلية وتعدد الأزواج بالنسبة لامرأة واحدة سوى أنه شن للحرب على الإسلام وقيمه السمحة، من خلال إفساد المفاهيم التي يعتبر فسادها أخطر وأشق علاجاً من فساد السلوك كما يقول بعض العلماء.
أنه عندما يريد ضرب الإسلام يستعمل كلمة الدين، معللا ذلك بأنه لا يخص دينا بعينه، وهو يعلم في قرارة نفسه أن مصطلح الدين في المغرب، إنما يعني الإسلام لأنه هو دين الدولة ودين الأمة، وإذا اعترفنا جدلا بوجود ديانات أخرى فإنها تدخل في حكم الشاذ والشاذ لا يقاس عليه كما يقال. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإذا عرفنا أن المعني بهائي الديانة، انطلاقا من اعترافه في مقال له على صفحات نفس الجريدة بتاريخ 22 شتنبر 2017 تحت عنوان  » ما هي غايتي كبهائي مغربي؟ » فإن الأمر يصبح في غاية الوضوح، ذلك أن البهائية جاءت لضرب الإسلام بطرق ملتوية ومتخفية تحت غطاء حب الخير للجميع، مع العلم أنها دُعِّمت من طرف الحكومتين البريطانية والإسرائيلية.
في هذا المقال الأخير  » ما هي غايتي كبهائي مغربي؟ » يصرح بأنه هجر المغرب من أجل الدراسة، وبعدها استقر بجزيرة لارِيِّنْيونْ الفرنسية، وحصل على الجنسية الفرنسية، ليتوصل بعد سنوات بخبركان من بين مضامينه أنه على الفرد البهائي الذي ينتمي إلى دول في طور النمو وتمكن من تكوين خاص وتجارب ميدانية في الدول المتقدمة، أن يعود إلى وطنه ليخدمه ولينتفع بمعرفته وتجاربه ويشارك في نموه ومساعدة مجتمعه؛ مما يؤكد أن استقراره بالمغرب ليس اختيارا مستقلا وإنما تنفيذا لأوامر من الجهات التي أخبرته إما عن طريق الترغيب بمنحه أموالا وامتيازات وإما عن طريق الترهيب بتهديده في كل ما له علاقة بمصالحه المادية والمعنوية.
إن انتماءه للمغرب أمر فيه شبهة، وإلا فما معنى حصوله على الجنسية الفرنسية، سوى أنه مسكٌ للعصا من الوسط كما يقال، حيث يُمْسي مغربيا ما دامت مصلحته تقتضي ذلك، ويصبح فرنسيا عند أول عقبة تعترضه في سبيل تحقيق مصالحه ومصالح الذين أخبروه بالرجوع إلى بلده الأصلي.

وأخيرا، وحتى لا أطيل أقول للخبير النفسي أن قرآننا يقول  » لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ » وأن رسولنا صلى الله يقول:  » ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟  » قالوا : بلى، قال: » إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة » لذلك فلا حاجة للمغرب والمغاربة بهذا النوع من الخبرة التي تظهر الصلاح وتضمر الفساد، فإن كان هذا يصلح في وطنك الثاني فرنسا ويخدمه، فإنه لا ولن يلقى إلا الرفض وعدم القبول في بلد يدين بالإسلام، رغم كل النقائص التي تشوب ممارسات بعض المغاربة، لذا فإن الانتماء إلى المغرب أو لغيره من البلدان، بغض النظر عن معتقد صاحب الانتماء، يقاس بمدى السعي إلى البناء لا إلى الهدم وإلى الإصلاح لا إلى الإفساد وإلا كان مدعي الانتماء أولى بمقولة أبو موسى الأشعري « لا يسعى بين الناس بالفساد إلا ولد بغي، لأنه يهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك الذي أنهى إليه الكلام »

الحسن جرودي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *