Home»Enseignement»نافذة على المدرسة العمومية : تجديد الرؤية التربوية

نافذة على المدرسة العمومية : تجديد الرؤية التربوية

1
Shares
PinterestGoogle+
 

نافذة على المدرسة العمومية : تجديد الرؤية التربوية

:تدريسية اللغة: مشروع التلميذ اللغوي إلى أين ؟ :

السياق والمساق.

إذا كان المتعلم هو مركز الثقل في جميع وضعيات التعليم والتعلم الحديثة، سواء المتمركزة حول المتعلم أو المعلم ،أو المادة أو الطريقة ،أواستراتيجيات التجاوز والتخطي والتقوية والدعم للتلميذ المتعثر، أو المعززة للتلميذ المتفوق، أو المعيدة للتلميذ دون المستوى إلى مستواه المطابق لسلكه ؛ فإن نقطة ارتكاز المتعلم في الدور الجديد للمدرسة المغربية الحديثة ،التي أصبحت تتبنى كل البيداغوجيا النشيطة، من تعاقدية وفارقية، وبنائية وكفائية ، وتفاعلية اجتماعية ، في أفق مهننة التعليم وتوسيع أفق التعلم الثقافي ، وعلى طريق احترافية التلميذ ، بشكل مواز مع مهنية منشطه وموجهه، أثناء سيرورة الاستكشاف والفهم ،والبحث والتكوين الذاتي ،في اتجاه توطيد مبادئ التربية على الاختيار، والتحفيز على الرغبات، والتعلم بالمعايير،والتفكير باللغة؛  » لفك شفرات الكون الوجودي وفحص مستنسخاته ومثالاته، من الكون الذهني والكون اللغوي، في اتجاه ترسيخ العلاقة المتبادلة بين المفردات الوجودية ،والمفردات الوجدانية المفهومة، والمفردات المنطوقة والمسموعة » ،على حد تعبير الدكتور محمد الأوراغي، مما يسمح بتأليف عوالم النص اللغوي وتأمين الربط بمجالات التشغيل : عربية الأعمال ،عربية الأبناك، عربية الدلائل التكنولوجية،عربية الاقتصاد والأسواق ، عربية البحوث الصيدلية و الطبية والعلوم الإنسانية ، وعربية الإعلام والاتصال والتواصل…

بغية تحقيق الاستقلالية في التعلم الذاتي؛ لركزالإبداعية في سلوك المتعلم، في إطارمدونة مهام التلميذ الجديدة الفردية والجماعية.

إن نقطة ارتكازالمتعلم في مركز ثقل الدرس اللغوي ، ومحيطه الديني و العلمي والتقني والاقتصادي والثقافي والفني …هي صياغته لمشروعه اللغوي ، ورسمه لأهداف السلك والمنفذ والمسارالتعليمي والحياتي، بعد اطلاعه على عناوين الدروس والوحدات ،والمقرر الدوري والمنهاج السنوي، حيث يضمنه أهدافه التعليمية النوعية التي تعينه على التحكم في اللغة، لغة شعبة الدراسة التي ينوي اختيارها، ولغة مهنة المستقبل التي يخطط ويكون نفسه لبلوغ مراده فيها، كما يستعرض فيه الوسائل ومنهجيات العمل ،ونهائج التفكير وإطار التمشيات، الذي يقوده إلى تحقيق غايته، استلهاما لتجربة سنغافورة الرائدة، التي تربط التعليم بالمهن في جميع الأسلاك التعليمية.

1-مرحلة ما قبل التلقي اللغوي:

بعدما استنفذ التعليم التقليدي إمكاناته،وفرصه لتطوير المتعلم وتغييره ،أصبح لزاما على منظومتنا التعليمية أن تتبنى نمط التعليم المنعكس ،وتجند منظومة مسار لإنجاحه ،من خلال تفعيل شبكة الاتصال المدرسي، وتحقيق التواصل الديداكتيكي بين المتمدرس والمدرس، وفي انتظار ربط الاتصال بين المؤسسة التعليمية والمتعلمين، يمكن استغلال إمكانات الشابكة الاجتماعية، و تخصيص صفحة لغوية لتلاميذ القسم ، تحقق بعض شروط التعليم المنعكس:

2-مرحلة ماقبل التلقي القسمي :

أ- الانغماس اللغوي:

يعتبرالاستماع قبل النطق ،والتعبير بطلاقة، محطة أساسية لمتعلم اللغة المعربة والممارسة في المحادثة، وذلك بتحقيق الحروف 31 حرفا حسب العالم اللغوي عبد المجيد الطيب عمر: 28 حرفا أبجديا ،وثلاث حركات الضمة والفتحة والكسرة، في مدرج طويل مديد النفس ومتجدد، يبدأ من الرئتين وينتهي في الخيشوم والفراغ الأنفي، يسعف على احترام المخرج وتمثل الصفات، وخروج الحرف العربي صافيا رقراقا واضحا ؛ لهذا تطلب الأمر العناية بجودة المسموعات بحسب المجالات المقررة: من آيات مجودة ، أحاديث نبوية متلوة، قصائد شعرية ملقاة، نصوص سردية مروية ، قصاصات إخبارية معروضة، مرافعات قضائية ، مناظرات دينية ، سجالات صحفية، أو مواد مرئية سمعية أخرى مقدمة.

ب- التصفح:

إن الاطلاع على الموارد اللغوية، التي تفيد في الإعداد لوضعيات وأنشطة التعليم المنعكس، وتعين على تغيير المواقع بين المتعلم والمعلم ،وتحويل الصفحة إلى قسم افتراضي ،يتلقى فيه مايعينه من موارد لغوية معلوماتية « موك » وكابسولات ،منصة تربوية أساسية للتعلم المهاري والتعلم بمعايير؛ ونافذة ضرورية لتسويق آليات حديثة لتنشيط ورشات الفصل:

*-عرض الحدث اللغوي.

**- حل المسائل اللغوية.

***-التخطيط اللغوي ووضع خرائط المفاهيم الذهنية.

****-الإنجاز اللغوي : الشفوي والكتابي.

*****-الإنتاج اللغوي الإبداعي.

3-مرحلة التلقي القسمي :

أ-التربية على الوعي اللغوي:

تعتبر التربية على الوعي اللغوي ،رافعة ثانية لتأمين الانتقال من الاكتساب اللغوي الطبعي إلى التعلم اللغوي المراسي المقصود ،المؤسس على نظام اللغة،و المرتكز على أربعة مبادئ :

1-المبدأ الدلالي.

2-المبدأ التداولي.

3-المبدأ الوضعي للوسائط اللغوية :الأحوال الإعرابية والوظائف النحوية.

4-المبدأ الصوري:

على المستوى الصوتي:

حيث يتميز بالانسجام بين المبنى والمعنى، والتطابق بين النطق والكتابة

وعلى المستوى الصرفي:

حيث ثبات البنيات والاتساع بفضل 42 ألف جذر، في ظل مرونة الميزان الذي يتيح إمكانية القياس والتصريف، دون نماذج مسبقة .

وعلى المستوى النحوي:

الذي يشتغل ضمن دائرتين : دائرة البصرة ونظام الرتبة ،ودائرة الكوفة والنظام المفتوح.

وعلى المستوى المعجمي :

حيث تتميز سلسلته بالثراء أزيد من 12 مليون 375 الف كلمة بإحصاء الخليل ،وأزيد من 6 ملايين مفردة بإحصاء الحاسوب.

وعلى المستوى البياني:

للتعبير عن الاحتياجات الدراسية والتواصلية، والنهوض بالمهام التعبيرية البلاغية المختلفة ، من خلال إنجاز أنشطة خاصة :

كتوثيق النصوص القرائية وضبطها حركيا، وتحقيق مخارج حروفها وصفاتها والإعراب عن معانيها ، أومسرحة النص القرائي أو الحدث اللغوي وتحويله إلى مرتجلات لمواقف حياتية، أو كولاج مسرحي يتكئ على فكرة الصراع من خلال الحوار الدرامي والتواصلي، أو تصوير الحدث اللغوي وإعداد مشاهده سينمائيا ،أو إنشاديا ،أو تواصليا : صياغة رسائل تقليدية أو حديثة بمقاصدية،أو خطبة بمحفل خطابي، ومقام تواصلي أووصية بمواصفات الموصي والموصى له ومجلس للوصية ،أوتهييئ مرافعات لمحاكمات لقضايا التربوية من صميم المعاش المدرسي والحياتي بجلسات مؤثثة للفضاء القضائي العدلي…

ب-الامتلاك اللغوي :

إن تشغيل المكتسبات اللغوية في إنشاءات لغوية، تنطلق من الجملة النواة الإسنادية فالجملة التفصيلية التقييدية وإتباعية والإفضالية التواصلية ، على مستوى الإنجازات القرائية، أوالتعبيرات الشفوية، أوالأنماط الكتابية ،أو بتقنيات تنشيطية مفيدة ، وتشغيل أمثل لحاملة المستندات من شأنه، أن يرقي الكفاية اللغوية ويساعد على التوليف بين الاكتساب الطبعي للغة، من خلال السماع والنطق والقراءة والكتابة ،والتعلم المراسي المقصود لقواعدها الصورية وأحكامها ومتونها النظرية من خلال تكثيف تمارين بنيوية تقوم على التحويل والاستبدال والتوليد والاشتقاق والتقديم والتأخير والحذف والزيادة والتعرف والتحليل والتخطيط تروم تقوية فرص التحكم والزيادة في هوامش الإفصاح والإبانة والتدقيق والإيجاز والاقتصاد في المعنى، وتقوية لحمة العضوية بين مكونات الدرس العربي.

4-مابعد التلقي القسمي :

أ-الإنتاج اللغوي:

بعد إرساء الموارد اللغوية المكتسبة وتثبيتها ، يوجه المتعلم إلى استثمار الظواهر اللغوية والأساليب الفصيحة ، ضمن المكتسبات القرائية، والمهارات التعبيرية في إنتاج مقالات إنشائية، وعروض معضدة مبينة، وبحوث مصغرة مستقصية ،وأبواب للمعجم الذهني مؤثثة، ومدونات لغوية صغرى: ترسيمة صرفية، أو إملائية ،أو إعرابية، خرائط لغوية ذهنية ضابطة وجامعة ومستثمرة لمجالات لغوية وحقول دلالية ومقاربات بالمفهوم وتحليلات بالمستويات…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.