أصبح يعيش في بلاد المهجر أزيد من 6 مليون مهاجر مغربي موزعين على كل بلدان العالم، ويشكلون 20 في المائة من المجتمع المغربي، منهم من استقر نهائيا ببلاد المهجر، ومازال جزء مهم مرتبط بالبلد الأصلي عبر الزيارات التي تتم في العطل والأعياد والمناسبات.

وحسب إحصائيات نشرت على أوسع نطاق فإن أزيد من 80 في المائة لن يترددوا في الهجرة ومغادرة المغرب إذا سنحت الفرصة، وفي نظري فإن النسبة أكبر من ذلك فأزيد من 95 في المائة أو أكثر يخالجهم حلم الهجرة متى استطاعوا لها سبيلا، بما فيهم الوزراء والبرلمانيين والمستثمرين الذين يتوفرون أصلا على جنسيات مزدوجة.

بيد أن ما يحير في الأمر أن المغرب أن المغرب لا يصنف ضمن البلدان التي تعرف الكوارث والحروب والمجاعات، فلم هذا الهروب الكبير نحو الفردوس المفقود؟

في تقديري هناك أسباب كثيرة تنعش الحلم في الهجرة ومنها :

ـ اتساع دائرة الفقر فخمس الشعب المغربي يعيش تحت عتبة الفقر؛

ـ ضعف التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية؛

ـ غياب الديموقراطية الحقيقية وتزوير الإرادة الشعبية؛

ـ انعدام التوزيع العادل للثروة وانتشار اقتصاد الريع؛

ـ إنعاش التمثلات حول الهجرة أثناء فترة الصيف ورجوع المهاجرين؛

ـ تحقيق دول الغرب للرفاه والعيش الكريم لمواطنيها؛

ـ تفشي مظاهر الحكرة…

إن هذه العوامل مجتمعة وغيرها تدفع بشبابنا لركوب الخطر للوصول إلى الضفة الأخرى بأي وسيلة ممكنة، فما العمل لوقف النزيف؟

الصديق كبوري