Home»International»الكاتب والصحفي عزيز باكوش في رسائل كندا ـ الجزء3 : في الهند المراحيض قبل المعابد في كندا الدخول الى المراحيض كما ولوج المكتبات في فاس الورق الصحي والصابون مجرد ترف لا لزوم له

الكاتب والصحفي عزيز باكوش في رسائل كندا ـ الجزء3 : في الهند المراحيض قبل المعابد في كندا الدخول الى المراحيض كما ولوج المكتبات في فاس الورق الصحي والصابون مجرد ترف لا لزوم له

0
Shares
PinterestGoogle+

رسائل كندا 3 == لطفا صديقاتي أصدقائي أيها الأحبة : تأملوا الصور الثلاث أولا منتريال كندا عزيزباكوش
في الهند المراحيض قبل المعابد
في كندا الدخول الى المراحيض كما ولوج المكتبات
في فاس الورق الصحي والصابون مجرد ترف لا لزوم له

منذ عقلت، وأصبحت راشدا إلى اليوم ، لم أشاهد مثل هذه الصور ببلدي ، كما أنني لم أسمع في المغرب خبرا أو شاهدت وصلة إشهارية في التلفزيون أو ترددت على مسامعي في الإذاعات تعبئ المواطنين المغاربة وتحسسهم بموضوع قضايا الصرف الصحي ، وقضاء الحاجة البيولوجية و نداء الطبيعة لديهم . وإمعانا في التوضيح ، فإن الحديث عن المراحيض وتفاصيلها والتطرق لقضايا الصرف الصحي مرجعياتها وسياقاتها أهدافها ومستقبل البلد في خضمها عبر وسائل الإعلام المغربية ، وإلى عهد قريب جدا ، يعتبر خدشا للحياءالعام ، وشأنا خاصا يترك تدبيره للمزاج الشخصي ليس إلا، حتى أن 80%من مقاهي المدينة الجديدة فاس العاصمة العلمية للمملكة لا تسعفها الإمكانيات لتوفير الورق الصحي والصابون معتبرة ذلك ترفا لا لزوم له

.
لنرفع التحدي ونجهر بالسؤال هل أتاكم حديث مشروع قانون تقدمت به هيئة سياسية مغربية لتدبير ثقافة المراحيض؟ هل سمعتم زعيما سياسيا أو برلمانيا مغربيا واحدا شرع أو فكر في مشروع قانون يتعلق بتدبير الحاجة البيولوجية لناخبيه ؟
هل تناهى إلى سمعكم أن رئيس جماعة حضرية ما في ربوع الوطن ، أصدر إشاعة أوفكر مجرد التفكير في إخراج مذكرة توجيهية للساكنة توضح كيفية تدبير هذا النداء الطبيعي لبني جلدته ؟
كم من مرحاض عمومي يتم زرعه في الأرجاء بالموازاة مع تظاهرة مثل موازين الذي يحضن ثقافات العالم ؟ نفس السؤال ينطبق على جميع المهرجانات الشعبية في مختلف مناطق البلاد .
في حدود علمي ، لا التلفزة المغربية بقنواتها المفردة بصيغة الجمع ، ولا الإذاعة بمحطاتها الرسمية وغير الرسمية ، ولا البرلمان بغرفتيه أوالجماعات الترابية بالمملكة بأطيافها وفسيفسائها تعتبر ذلك أمرا يدخل في مجال الاختصاص ، ولو حصل، فمن باب الحرية الشخصية أو الصدفة والمزاج ليس إلا . يحضرني هنا على سبيل الحصر ما نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي بقلم الزميل لحسن لعسيبي في الموضوع
إلى ذلك ، يعتبر نداء الطبيعة شيئا يوحد بين بني البشر و تعتمد راحة الشخص على طبيعة وأريحية المكان الذي يعيش فيه، فالسائد اليوم في الحياة المدنية أن ليس من الممكن دائماً التخلص من النفايات الجسدية بأمان ومسؤولية حيثما اتفق ، كما هو الشأن في عالمنا العربي بغير قليل من التحفظ.
في سنة 2013، أصدرت الأمم المتحدة قرارا يعترف باليوم العالمي للمرحاض واعتباره يوما عالميا رسميا تابع للأمم المتحدة (قرار الأمم المتحدة رقم A / 67 / L.75). ورغم أن المغرب عضو كامل العضوية في المنتظم الدولي، إلا أن ثقافة المراحيض لا تدخل في صميم اهتماماته وليست من انتظارات مواطنيه وحقوقهم المدنية.
دولة كندا عموما ، ومدينة منتريال على نحو خاص ، تجسد اليوم النموذج الأرقى لإبراز هذه المناسبة الصحية العالمية ، ولعل أول عمل تقوم به سلطات المدينة وهي تحضر لمهرجانها السنوي الاحتفالي الضخم ، ليس هو إنبات شجر النخيل واقفا في أقل من 24 ساعة أو زراعة ورود الزيارات القابلة للذبول بعد 24 ساعة من غرسها ، كما تفعل السلطات عندنا ، بل تعمل جاهدة على تثبيت مراحيض صحية متنقلة مجاورة لمكان التجمعات البشرية الحاشدة ، للصغار والكبار ، كما هو الحال بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ، مراحيض مزودة بأحدث المواصفات التقنية والخدمة الجيدة وشروط السلامة الصحية بهدف تلبية نداء الطبيعة في أمان وظروف صحية تامة .
كما أنها لا تكتفي بزرع الكافي من هذه الأشكال الهندسية المستطيلة الزرقاء المتنقلة ، بل تثبت بالموازاة معها علامات وإشارات كبيرة مضيئة ولافتة للنظر في الجنبات وفي الأماكن العامة ، ملفتة ومسترعية للنظر .
في لحظة تنفرغ أحشاؤك ، وتكبر دهشتك ، ويتفرخ الذهول في مخيلتك ، وأنت القادم من مدينة فاس العالمة ذات تاريخ يمتد 12 قرنا ، حين ترى الأطفال والشباب والنساء يقفون في الطابور باحترام ، وبمسافات متباعدة ، يقرأون كتبا أوينقرون أزرارا إلكترونية ، منتظرين دورهم لتلبية نداء الطبيعة ، كما لو كانوا أمام مكتبة .
خلال شهر يوليوز الجاري ، في فضاء ساحة الفنون بلاص دي زار Place des arts في قلب منتريال المتاخم لجامعة أوكام UQUAM وحده ، تم تثبيت أكثر من عشرينا مرحاضا . وهو ما يمنح الأفراد وأسرهم شعورا بالامل ، كما يجعل صيف المدينة ليس كأصياف المدن العربية العقيمة ، الطافحة بالعاهات والممارسات المنافية لواعد الصحة العامة . صيف نابض بالحياة ضاج بالعنفوان، حافل بالاحتفاء والمتعة البصرية والذهنية وملتقى لثقافات العالم

وتعتبر كندا اليوم بعد 151عاما على تأسيسها ، في مقدمة دول العالم من حيث الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليم وتحقيق المساواة و العدل بين المواطنين . وفوق كل ذلك استطاعت كندا أن تتبوأ المرتبة الأولى في استيعاب ودمج ثقافات المهاجرين في المجتمع الكندي من خلال اعتمادها لسياسة تعدد الثقافات التي تحافظ على ثقافة المهاجرين وتمزجها بالثقافات الأخرى. ويعتبر نظام تعدد الثقافات الكندي نموذجا رائعا تحتذي به العديد من دول العالم المتقدم مثل المملكة المتحدة و الدول الأوربية. »
قال إرني بانيزار، رئيس قسم الصحة المستدامة في المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) أن « المراحيض يجب أن تكون أكثر أهمية من المعابد بالهند ، كما أعلن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي مؤخراً »، والذي كانت خطته حصول جميع الهنود على مراحيض آمنة ومستدامة بحلول عام 2019. » إن الأمور ليست وردية في البلد مضيفا أن ما يحدث هو بالطبع ضد قواعد الصحة العامة »

ويعد اليوم العالمي للمرحاض (بالإنجليزية:World Toilet Day) الذي يصادف 19 نونبر من كل سنة يوما يتم فيه تدشين حملة تحسيسية لتحفيز الناس عبر مناطق العالم وحشد الملايين منهم في جميع أنحاء العالم حول قضايا الصرف الصحي مرجعياته وسياقاته أهدافه وغاياته . وقد تم تأسيس هذا اليوم أصلا من قبل المنظمة العالمية للمراحيض في عام 2001، بهدف لفت الانتباه إلى قضايا الصحة العامة في العالم ، وتم تحديد يوم 19نونبر للاحتفال به من كل سنة .

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *