Home»Enseignement»الدعم التربوي لفائدة التلاميذ بين المجانية ونمطية الأداء

الدعم التربوي لفائدة التلاميذ بين المجانية ونمطية الأداء

1
Shares
PinterestGoogle+

مع اقتراب الامتحانات الاشهادية، تبرمج مختلف المؤسسات التعليمية حصصا مكثفة للدعم التربوي والنفسي لفائدة التلاميذ المقبلين على اجتيازها، بل وان من بعض هذه المؤسسات من برمجت امتحانات تجريبية أخذت منها الجهد الكبير في عملية التحضير المادي واللوجيستيكي، وعمدت الى حملات تحسيسية مهمة من أجل حث التلاميذ على الانخراط في هذا المشروع الذي يروم تحسين جودة التعلمات والرفع من نسب النجاح، وغالبا ما تتضمن هاته الحملات جلسات مع التلاميذ المتعثرين اعتمادا على استثمار لنتائجهم خلال الامتحان الجهوي والمراقبة المستمرة للدورة الأولى مع تبيان مكامن الضعف حسب المواد، الا أنه ورغم كل هذه المجهودات فاننا نجد أن جل التلاميذ يعزفون عن هاته الحصص ولا يقبل عليها الا التلاميذ الذين لهم من الكفايات ما يؤهلهم لاجتياز الامتحانات بنجاح، بل ويلجأ معظم التلاميذ الى دروس الدعم المؤدى عنها وهذا له أسباب عدة أذكر منها :
السبب الأول: نجد أن من يقدمون الدعم لا يتوانون في التشكيك في مصداقية العملية التعليمية التعلمية برمتها والهدف هنا واضح ألا وهو ضمان زبائن دائمين يدرون عليهم ربحا قارا، بل ونجد منهم (وأغلبهم لا علاقة لهم بقطاع التربية والتكوين) يساهمون -الى جانب من يتلقون الدعم- في تكريس عملية الغش حتى في اختبارات المراقبة المستمرة، الشيء الذي يولد نوعا من التواكل لدى المترشح للامتحانات فيبعده عن الجد والمثابرة والاعتماد على النفس.
السبب الثاني : هو نظرة الأسرة الى دروس الدعم المؤدى عنها، حيث صارت هذه العملية مبعثا للتفاخر، فمن الدعم في المرائب، الى الدعم في مجموعات بالمنازل، الى الدعم في مجموعات مغلقة، وصولا الى الدعم الفردي ، وأخيرا الى الدعم في مادة معينة من طرف عدة داعمين. وكلما كثر الداعمون الا وكثرت طرق دعمهم وتشتت انتباه المدعوم وبالتالي باءت عملية دعمه بالفشل، هذا دون الحديث عن الضغط المتواصل عليه، وبدل أن يصل هذا المترشح الى محطة الامتحان وهو في كامل الاستعداد الذهني، نجده متعبا منهكا غير قادر على تجميع أفكاره.
وبالعودة الى دروس الدعم المبرمجة في المؤسسات التعليمية ، والتي تتم بطريقة مدروسة، بناء على استثمار نتائج واقعية، وخطة محكمة في الزمان والمكان، وانخراط تام للهيئة التربوية والإدارية، نجد أنه آن الأوان لفتح نقاش جاد ومسؤول مع أولياء الأمور من أجل حثهم على ضرورة الانخراط في المشاريع المدرسية للمؤسسات التعليمية عبر إعادة الثقة اليهم وجعل المدرسة تحتضنهم احتضانا تاما، مع التركيز على ضرورة أن يبقى التواصل والتشاور قائما في جميع المحطات من فترة الاعداد للدخول المدرسي الى نهايته. فتحية اجلال واكبار لكافة السادة الأساتذة الذين يبدلون قصارى جهدهم من أجل ناشئتنا.

عبدالقادر بوتشيش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *