Home»National»مهزلة الديمقراطية في عالم اليوم

مهزلة الديمقراطية في عالم اليوم

0
Shares
PinterestGoogle+
 

مهزلة الديمقراطية في عالم اليوم

محمد شركي

في القرن الواحد والعشرين ،والذي كان من المفروض مع حلوله أن تخطو البشرية خطوة كبرى نحو تحسين أنظمة الحكم  في العالم ، و نحو تطوير مفهوم الديمقراطية الموروث عن نظام الحكم اليوناني القديم ، والذي كان يقال عنه أنه  حكم الشعب لنفسه بنفسه ، وهو ما يحصل في الواقع  إجرائيا لأن الطبقة الأرستقراطية هي التي كانت تحكم وتتحكم في مصير الشعب .  ولا زال مفهوم الديمقراطية كما ورث عن اليونان منذ القرن الخامس قبل الميلاد ، ولم تدخل عليه إلا تعديلات بسيطة في العصور الحديثة .

 والقول بأن الديمقراطية هي تداول السلطة سلميا وبصورة دورية لا يصح على الإطلاق ، ذلك أن السلطة في الولايات المتحدة الأمريكي وهو أكبر بلد محسوب على الديمقراطية ، والذي يعد وصيا عليها في العالم ، هي بيد اللوبي الصهيوني المسيطر على رؤوس الأموال وعلى الأسواق العالمية ، ولا علاقة لديمقراطيته بتداول السلطة سلميا وبصورة دورية لأن هذا اللوبي هو المسيطر  دائما على السلطة، ولا يتداولها معه أحد ، وهو الذي يتولى توزيع  منصب رئاسة البلاد بين الحزبين بين حزبين  بالتناوب ، وليس هذا من الديمقراطية في شيء ،والانتخابات في هذا البلد عبارة عن لعبة يديرها اللوبي الصهيوني ، وهي في واقع الأمر عبارة عن مسرحية  هزلية لا يصدقها إلا المغفلون . والذي يؤكد ذلك هو ما أثير حول  موضوع سير الانتخابات الأخيرة في هذا البلد ، وما زالت القضية قيد التحقيق  للكشف عما اعتراها مما يطعن في مصداقيتها . ولا يقتصر دور اللوبي الصهيوني على التحكم في نتائج الانتخابات الأمريكية وحدها بل يتحكم أيضا في الانتخابات الأوروبية بشكل أو بآخر . والمهم أن فكرة  الديمقراطية هي تداول السلطة سلميا مجرد مغالطة وخدعة يخدع بها المغفلون .

وإذا  كان الأمر على هذه الحال في الدول التي تنعت بأنها عريقة في الديمقراطية، فما هي الحال في غيرها من الدول  بما فيها دول العالم الثالث التي يخيل إلى شعوبها البائسة  أن الديمقراطية  تطبق فيها ، وليس بينها وبين الممارسة الديمقراطية إلا الخير والإحسان كما يقال .

 أليست الديمقراطية  اليوم في روسيا مسرحية هزلية ؟ حيث لا زال هذا البلد  كما كان دائما تحكمه الديكتاتورية القيصرية . والمثير للسخرية هو طبخ القيصر الحالي مسرحية انتخابية هزلية لإيهام العالم بأنه يزاول السلطة سلميا ، وواقع الحال أنه يزاولها بالقوة والقهر كمن سبقه  . والعالم الغربي  الوصي على الديمقراطية إنما يسكت عن سيطرة هذا القيصر على السلطة بالقوة خلافا للشعار الذي ترفعه  لأنه هو نفسه لا تزاول فيه السلطة سلميا بل تؤخذ قهرا  بقوة المال والاقتصاد من طرف اللوبي الصهيوني ، ولولا وجود مصلحة هذا اللوبي في القيصر الروسي الحالي لما سكت عن مزاولته للسلطة بالقوة والقهر ، ولما أقر بمسرحيته الانتخابية الهزلية .

 ولقد تلقف متزعم الانقلاب في مصر من قيصر روسيا الحالي  طريقة مزاولته للسلطة قهرا عن طريق مسرحية انتخابية هزلية ليظل على رأس السلطة  فرعونا . فهل ما فعله هذا الفرعون هو تداول للسلطة سلميا ؟ و هل يعقل أن يسمى هذا ديمقراطية ؟ ولقد سكت العالم الغربي الذي يدعي الوصاية على الديمقراطية على الانقلاب العسكري في مصر التي عرفت لأول مرة تجربة ديمقراطية حقيقية  يمكن أن يقال عنها أنها تداول للسلطة سلميا لأن ذلك كان  هو إرادة  اللوبي الصهيوني الذي لا مصلحة له في تجربة ديمقراطية حقيقية في مصر أو غيرها .

ويعرف العالم اليوم عودة الدكتاتوريات بقوة وشراسة ، وهي  تزاول السلطة بالقوة لكن عن طريق مسرحيات انتخابية هزلية  مثيرة للسخرية . ألم يطبخ ديكتاتور سوريا الدموي بدوره  مسرحية انتخابية هزلية  كان فيها المرشح الوحيد ، كمسرحية قيصر روسيا ، وكمسرحية فرعون مصر ، وتحظى ديكتاتوريته  الدموية بدعم الديكتاتورية القيصرية وحمايتها  ؟

فهذه هي مهزلة الديمقراطية في عالم القرن الواحد والعشرين ، والله وحده يعلم ما الحال التي سيؤول إليها هذا العالم وقد عاد إلى عهود الديكتاتوريات المتوحشة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.